تشهد أسواق النفط حالة من الهدوء مع إحجام المتعاملين عن تكوين مراكز كبيرة قبل اجتماع منظمة أوبك في نهاية الشهر الجاري والذي من المتوقع أن تقرر خلاله ما إذا كانت ستواصل تخفيضات الإنتاج الرامية لدعم الأسعار.وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 61.93 دولار للبرميل بانخفاض 71 سنتاً أو 1.31% عن الإغلاق السابق، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 38سنتاً ما يعادل 0.67% إلى 56.17 دولار للبرميل.وقال المتعاملون إنهم يتجنبون تكوين مراكز جديدة بسبب حالة عدم التيقن في السوق.وقال جيفري هالي من أواندا للسمسرة في العقود الآجلة «يبدو أن التجار يوجهون اهتمامهم الآن لاجتماع أوبك والمستقلين.. وتمديد اتفاق خفض الإنتاج إلى نهاية 2018».وتراجعت صادرات السعودية من الخام إلى 6.549 مليون برميل يومياً في سبتمبر/ أيلول مقارنة مع 6.71 مليون برميل يومياًً في أغسطس/آب، حيث زاد استهلاك المصافي السعودية من الخام 0.188 مليون برميل يومياً إلى 2.808 مليون برميل يومياً، كما يزيد معدل الحرق المباشر للخام بمقدار ألف برميل يومياً إلى 660 ألف برميل يومياً، فيما تراجع مخزونات الخام في السعودية 1.344 مليون برميل إلى 253.271 مليون برميل، وارتفع إنتاج السعودية من الخام 0.022 مليون برميل يومياً على أساس شهري إلى 9.973 مليون برميل، وارتفع الطلب على المنتجات النفطية في السعودية 0.138 مليون برميل يومياً إلى 2.805 مليون برميل يومياً، ارتفاع صادرات السعودية من المنتجات النفطية 0.102 مليون برميل يومياً إلى 1.55 مليون برميل يومياً.في السياق نفسه، قال وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه إن أغلبية أعضاء منظمة أوبك يدعمون تمديد اتفاق خفض الإنتاج لكن القرار النهائي سيتخذ في الاجتماع المقبل في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني. وخفضت أوبك الإنتاج منذ الأول من يناير/ كانون الثاني الماضي بالتعاون مع عدد من المنتجين المستقلين في مقدمتهم روسيا بموجب اتفاق ينتهي سريانه في مارس/آذار المقبل، أملاً في دعم الأسعار وتقليص المخزونات.ومن المقرر أن تعقد أوبك اجتماعاً نهاية الشهر الجاري لبحث مستقبل سياسة الإنتاج.ونقلت وكالة الطلبة للأنباء عن زنغنه قوله: «أغلبية أعضاء أوبك يدعمون تمديد الخطة، لكن من المنتظر أن يتخذ القرار النهائي في اجتماع أوبك المقبل». وسمحت أوبك لإيران بزيادة إنتاجها النفطي قليلاً لمساعدتها في استعادة حصتها السوقية التي فقدتها أثناء فترة فرض العقوبات الغربية عليها. كما جرى إعفاء ليبيا ونيجيريا العضوين في المنظمة أيضاً من تخفيضات الإنتاج حيث يتعافى قطاعا النفط بهما من أعوام من الاضطرابات.ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن زنغنه قوله «إذا تم تمديد تخفيضات الإنتاج سيجري أيضاً تمديد إعفاء إيران».من جهة ثانية، قالت مصادر في قطاع النفط وأوبك إنه في ظل معاناة قطاع الطاقة الفنزويلي المتعثر لضخ ما يكفي من الخام لتحقيق هدف الإنتاج الذي حددته أوبك لكراكاس فقد بدأ منافسوها داخل المنظمة بسد هذه الفجوة.وأظهرت أرقام مقدمة لأوبك أن إنتاج فنزويلا النفطي، الذي يهبط نحو 20 ألف برميل يومياً على أساس شهري منذ العام الماضي، يتجه صوب الانخفاض بما لا يقل عن 250 ألف برميل يومياً في 2017 حيث عرقلت العقوبات الأمريكية وشح السيولة العمليات.وقالت بعض المصادر في أوبك إن بعض أعضاء المنظمة يتوقعون تسارع وتيرة الهبوط في 2018 ليصل إلى ما لا يقل عن 300 ألف برميل يومياً. وفي اجتماع لأوبك عُقد في الآونة الأخيرة، طلب الحاضرون من المسؤولين الفنزويليين إعطاء صورة أوضح بشأن تراجع الإنتاج في بلدهم.(رويترز)
مشاركة :