دبي/ محمد إبراهيم/ الأناضول تتجه أنظار أسواق النفط العالمية إلى نتائج اجتماع منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في العاصمة النمساوية (فيينا) في 30 من الشهر الجاري، وسط توقعات بتوصل المنظمة والمنتجين خارجها على تمديد خفض الإنتاج لما بعد مارس/ آذار 2018. ومن المقرر أن يشهد الخميس المقبل انعقاد الاجتماع الوزاري رقم 173 للدول الأعضاء في "أوبك"، ويليه الاجتماع الوزاري الثالث للمنتجين في المنظمة وشركائهم المستقلين من غير أعضاء المنظمة. وبدأ الأعضاء في (أوبك) ومنتجون مستقلون بقيادة روسيا، مطلع 2017، خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا، لمدة 6 شهور. الاتفاق تم تمديده في مايو/أيار الفائت 9 شهور أخرى تنتهي في مارس/آذار 2018، في محاولة لإعادة الاستقرار لأسواق النفط. وتوقع خبراء نفطيون استطلعت "الأناضول" آراءهم، قيام "أوبك" بإقرار تمديد تخفيضات الإنتاج لمدة تسعة أشهر أخرى حتى نهاية العام المقبل، لتحقيق التوازن إلى الأسواق وكبح جماح المعروض العالمي. وفي تصريحات له مطلع الشهر الجاري، قال الأمين العام لأوبك، محمد باركيندو، إن المنظمة تسعى إلى الوصول إلى توافق قبيل الاجتماع بشأن فترة تمديد اتفاق خفض الإمدادات. وذكر تقرير حديث لـ "أوبك"، أن الاجتماع سيبحث ضرورة الاستمرار في الجهود المشتركة للمنتجين خلال العام المقبل، لا سيما مع انخفاض المخزون العالمي إلى متوسط السنوات الخمس، ما يعكس التوصل إلى وجود سوق متوازن ومستقر. وتعاني أسواق النفط الخام حول العالم، من تخمة المعروض ومحدودية الطلب، وسط خطوات تنفذها المنظمة ومنتجون مستقلون لخفض مخزونات النفط. ويرى الخبراء، أن التوافق بين السعودية وروسيا وهما أكبر دولتين منتجتين للنفط، على دعم تمديد الاتفاق، من شأنه دعم التوقعات نحو هذا الاتجاه. والشهر الماضي، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إنه يدعم إبقاء الاتفاق ساريا لمدة تسعة أشهر، وذلك بعد تصريحات مماثلة أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ورحبت "أوبك" بالتوجيه الواضح من ولي العهد السعودي بشأن ضرورة تحقيق الاستقرار في أسواق النفط والحفاظ عليه بعد الربع الأول من 2018، وفق الأمين العام للمنظمة محمد باركيندو، الذي أضاف بقوله: "بجانب تصريحات بوتين فإن ذلك يزيح الضباب في الطريق إلى إجتماع فيينا". ** قبول عام من جهته، توقع الخبير والمحلل النفطي محمد الشطي، أن يُمدد اتفاق خفض إنتاج النفط لمدة تسعة أشهر أخرى خلال اجتماع "أوبك" المرتقب، لاسيما في ظل توافر قبول عام لدى أعضاء المنظمة والمنتجين خارجها وخاصة من السعودية وروسيا. وتابع "الشطي" في اتصال هاتفي مع "الأناضول" من الكويت، "السوق تريد هذا التمديد.. ومتى حدث ذلك سيكون له بلا شك آثار إيجابية على مستويات الأسعار". وزاد "الشطي"، أنه من المتوقع الوصول بسعر النفط الخام إلى متوسط سعري بين 65 دولاراً للبرميل الواحد في أعقاب القرار. ** الشعرة الفاصلة ووصف الخبير النفطي، أحمد حسن كرم، الاجتماع القادم لـ "أوبك" بأنه سيكون "الشعرة الفاصلة" لاستمرار تحسن أسعار النفط أو تدهورها. وأضاف "كرم" في اتصال هاتفي مع "الأناضول": "كل التوقعات تتجه إلى الاتفاق على تمديد قرار تخفيض الإنتاج حتى الوصول إلى الأسعار المرجوة، وربما أعلى من مستوى 70 دولاراً". وقال "كرم"، إنه بعد "قرارات "أوبك" في اجتماعها السابق، إضافة إلى مساعدة بعض العوامل الجيوسياسية، بدأت أسعار النفط في التحسن التدريجي لتتخطى حاجز الـ60 دولاراً معلنة كسر أرقام جديدة عن العام الماضي". وزاد الخبير النفطي": "اذا استمر تمديد الاتفاق ستتحسن الأسعار، ولكنها تحتاج لعوامل أخرى لرفعها بسرعة، كزيادة الطلب وانخفاض قيمة الدولار ونمو الاقتصاد العالمي وانخفاض في المخزونات النفطية". وتابع "كرم"، إن "العوامل السابقة قد تدفع منتجي النفط الصخري إلى العمل على زيادة الإنتاج مرة أخري ولهذا ستكون هناك مقاومة كبيرة لأى زيادة كبيرة في أسعار الخام". ** "التمديد" ضرورة ورجح الدكتور وليد خدوري، الخبير العالمي في شؤون النفط، ضرورة تمديد خفض الإنتاج الى ما بعد نهاية مارس/ آذار المقبل، موعد انتهاء سريانه في ظل استعادة الأسواق لتوازنها مؤخراً. وأضاف خدوري، في اتصال هاتفي مع "الأناضول"، أن التوافق بين أكبر دولتين منتجتين (السعودية وروسيا) على دعم تمديد الاتفاق، من شأنه دعم هذا الاتجاه في الاجتماع، إذ يظهر دور المملكة في التأثير في الدول الأعضاء في "أوبك"، والدور الروسي على المنتجين غير الأعضاء. وأشار خدوري، إلى أن منظمة "أوبك" تحتاج لمزيد من التعاون مع الدول غير الأعضاء لتحقيق استقرار الأسواق، وضرورة مواصلة التفاوض للتأكد من التزام تنفيذ التعهدات مستقبلاً. وبحسب أجندة الاجتماع المنشورة على الموقع الإلكتروني لـ "أوبك"، من المقرر أن تعقد المنظمة اجتماعا مقتضبا مدته ثلاث ساعات في فيينا، يضم وزراء نفط الدول الأعضاء، لاتخاذ قرارا بشأن تمديد تخفيضات الإمدادات. يعقب الاجتماع جلسة مغلقة لوزراء "أوبك" فقط مع الأمين العام محمد باركيندو، على أن تبدأ الساعة 12:00 ظهرا (11:00 بتوقيت غرينتش)، يليه اجتماع مشترك يضم وزراء ومندوبي أوبك والمنتجين المستقلين، ثم مؤتمر صحافي لإعلان النتائج. ومن المنتظر أن يشهد هذا الاجتماع الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق اتفاق التعاون التاريخي بين منتجي "أوبك" وخارجها. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :