3 نساء عانين الأمرين في رحلة امتدت 4 سنوات عبر 8 دول

  • 11/21/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

وصل نحو 12 ألفاً و400 مهاجر إلى إسبانيا عن طريق البحر الأبيض المتوسط بين يناير وسبتمبر الماضيين، أي أكثر بـ50٪ من عام 2016، ويعتبر هذا أعلى معدل هجرة منذ عام 2008، وفقاً لتقارير الأمم المتحدة. وتعتبر النساء أقلية بين المهاجرين، إلا أن رحلتهن هي الأكثر صعوبة من أي مهاجر آخر. ومن بين هؤلاء المهاجرين ثلاث نساء (باتريشيا، باهومو، وإيثر)، يروين قصة الرحلة التي أوصلتهن إلى إسبانيا، والتي استغرقت ست سنوات عبر ثماني دول. اللاجئة إيثر: أحياناً ننام في العراء أياماً عدة، إذا لم تتخفَّ المرأة فإنها تتعرض للاغتصاب. تعترف باتريشيا بخطورة المسألة، قائلة: «لن تستطيع أن تعرف ما إذا كنت ستظل على قيد الحياة أم لا وأنت تستقل القارب». باتريشيا من ساحل العاج، تبلغ من العمر 30 عاماً، استقلت زورقاً سريعاً من شمال المغرب في أغسطس الماضي، مع طفلها التوأم البالغ من العمر سبع سنوات، لم تكن تملك أي أموال، عدا أملها في الوصول سالمة إلى إسبانيا. وتعيش في الوقت الراهن في شقة وفّرتها لها مؤسسة آكيم غير الربحية، وهي مجموعة تدعم اللاجئين في جنوب إسبانيا، وتؤكد وهي تنتحب «لن أفعل ذلك مجدداً أبداً، أبداً»، وتسترسل قائلة إنها لم تكن تفكر أبداً في الهجرة إلى أوروبا، لكنها في نهاية المطاف وجدت نفسها في قارب مع 31 شخصاً تحت رحمة البحر. بدأت قصة باتريشيا من هروبها من ساحل العاج في عام 2011 «من أجل سلامة ابنتها»، التي كانت طفلة في ذلك الوقت، وفي العام نفسه اندلعت الحرب الأهلية. وعبرت هذه المرأة إلى غانا وبوركينا فاسو لتصل إلى مالي. واعتقدت أنها ستكون قادرة على إعادة بناء حياتها هناك، لكن اندلع نزاع آخر، أجبرها مرة أخرى على المغادرة، فسافرت إلى السنغال وموريتانيا، إلى أن وصلت إلى المغرب. وتصف باتريشيا ثلاث سنوات من «الاسترقاق» الذي عاشته في الدار البيضاء، بوصفها امرأة سوداء لا تحمل أي وثائق ثبوتية، وسرعان ما أدركت أن إمكانات بناء مستقبل لها في المغرب محدودة جداً، فذهبت إلى طنجة ودفعت 2000 دولار لعبور 14 كيلومتراً من المياه التي تفصل إفريقيا عن أوروبا، وتقول: «قبل استقلال القارب عليك أن تعبر غابة، حيث تتعرض النساء للاغتصاب». وتم إنقاذ مجموعتها بعد 10 ساعات من فقدان طريقهم في البحر بالقرب من إسبانيا. وصلت باهومو إلى إسبانيا في 10 أبريل على قارب شراعي لا يعمل بمحرك، والذي أقل 33 شخصاً من مدينة الناظور المغربية. ونقل التلفزيون الإسباني وصول المجموعة إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، لأن القارب انقلب في البحر، وفقد ثلاثة من الركاب حياتهم. غادرت باهومو ساحل العاج في عام 2013 مع ابنها حديث الولادة، وسافرت عبر مالي وموريتانيا حتى وصلت إلى المغرب. وتقول هذه السيدة، البالغة من العمر 33 عاماً، التي تشترك الآن في شقة مع باتريشيا: «إذا لم يكن لدى المرأة المال، فإنها تضطر للنوم مع جميع الرجال الذين يسهلون لها مهام السفر». غادرت إيثر وزوجها نيجيريا في عام 2012، بهدف الوصول إلى أوروبا، وتقول: «لم يكن لدى عائلتي أي مال، وقالوا لي إن أوروبا مكان جيد للعيش». واستغرق الأمر تسعة أشهر ليعبرا بنين ومالي والجزائر بالحافلة، للوصول إلى المغرب. وتقول هذه المرأة، البالغة من العمر 30 عاماً: «أحيانا ننام في العراء أياماً عدة، إذا لم تتخفّ المرأة فإنها تتعرض للاغتصاب». وبعد أربع سنوات في الرباط، فكرت في العودة إلى نيجيريا، بسبب الصعوبات التي واجهتها هناك. تقول «لكنني اكتشفت أنني حامل، ولم أكن أريد أن يولد ابني في المغرب، وفي بلدي هناك الكثير من المعاناة». دفعت 1700 يورو لتسافر إلى الناظور، وفي غضون أسبوع ركبت البحر مع 32 شخصاً آخرين، وهي حامل في شهرها السابع. وضعت إيثر ابنها في إشبيلية في ديسمبر الماضي، وتعيش الآن في الغيزيراس، وهي مدينة ساحلية تقع في جنوب إسبانيا، في غرفة وفرتها لها مؤسسة الصليب الأبيض.

مشاركة :