بحثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الاثنين، عن مخرج للأزمة في ألمانيا بعد فشلها في تشكيل حكومة، في زلزال سياسي يمكن أن يفضي إلى انتخابات جديدة وانتهاء المسيرة السياسية للمستشارة، فيما عبرت دول أوروبية عديدة عن قلقها إزاء التطورات المستقبلية في هذا البلد.ومنذ تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية في 1949، لم يحدث أمر كهذا، أي أن تكون البلاد بلا أغلبية تحكمها.وأخفق المحافظون بقيادة ميركل (الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي) والليبراليون والمدافعون عن البيئة في تشكيل ائتلاف حكومي. وفي غياب أي بديل، تستعد اكبر قوة اقتصادية في أوروبا لأسابيع إن لم يكن لأشهر من الشلل السياسي على الصعيد الوطني كما في أوروبا. وفي هذا الوضع، تبدو في الواقع انتخابات مبكرة الحل المرجح، إذ إن ميركل استبعدت تشكيل أي حكومة أقلية، وحلفاءها الاشتراكيين الديمقراطيين يرفضون المشاركة في أي تحالف برئاستها. وفي نهاية المطاف، قد يضطر الألمان للعودة إلى مراكز الاقتراع مطلع 2018 بينما انتخبوا للتو في سبتمبر/أيلول نوابهم.قالت ميركل إنها ستجري مباحثات مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يلعب دوراً مؤسساتياً أساسياً لتطبيق الإجراءات المعقدة بحل البرلمان. وقد ألمح إلى انه يحتاج إلى بعض الوقت للتفكير لأنه لا يفضل هذا السيناريو.وأثار فشل مفاوضات تشكيل ما يعرف بحكومة «جامايكا» الائتلافية في ألمانيا قلق بعض الشركاء الأوروبيين. وقال وزير الخارجية الهولندي هالبه زيليسترا في بروكسل: «ألمانيا دولة مهمة للغاية في أوروبا، ولذلك فإنه يصبح من الصعب للغاية الآن اتخاذ قرارات مهمة في بروكسل». وأضاف زيليسترا أن إجراء انتخابات مبكرة في ألمانيا سيكون الخيار الأسوأ، موضحا أنه من الأفضل أن تحاول أحزاب ائتلاف «جامايكا» مجددا البحث عن حل، ومن جانبه، قال الوزير التشيكي المختص بالشؤون الأوروبية، أليس شميلار، إنه يأمل في تشكيل حكومة ألمانية قوية في أسرع وقت ممكن. كما أشار وزير الخارجية البلجيكي، ديدير ريندرس، إلى أن تشكيل ائتلاف حاكم صار يحتاج إلى وقت طويل في كثير من الدول حاليا، موضحا أن بلجيكا وهولندا مرتا بذلك أيضا، وقال: «ربما هذا تقليد جديد في دول كثيرة». وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعرب في وقت سابق عن قلقه إزاء فشل مفاوضات ائتلاف «جامايكا» في ألمانيا. وفي المقابل، ذكر رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر أنه لا يرى في فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف «جامايكا» خطورة على أوروبا. (وكالات)