دبي: فدوى إبراهيم تحتل الإمارات مكانة متقدمة في استقطاب المستلزمات الخاصة بالأناقة من ملابس وإكسسوارات وجلديات كالأحذية والحقائب، حيث تصنف الدولة من بين الدول الأبرز في استقطاب الجديد في عالم الموضة، وفي الوقت ذاته أثر ذلك في أصحاب الأفكار من الإماراتيين الشباب، الذين وجدوا في أنفسهم ذائقة وقدرة على إنتاج ما يضاهي تلك الصناعات الغربية، نستعرض من بينهم نماذج استطاعت أن تخطو خطوات واثقة في هذا المجال.يؤكد الشاب عيسى السبوسي صاحب مشروع «ذرب» أن لدى الشباب الإماراتي قدرات إبداعية كبيرة في مجال الأزياء، إلا أن الفكرة السائدة لم ترقَ حتى الآن لتصل حد الثقة به، حيث تحرص المنتجات الإماراتية على الجودة العالية والتصميم العصري، في وقت يعتقد البعض أنه ليس بجودة ما تقدمه العلامات التجارية المعروفة. لذلك يعمل المصممون على الارتفاع بتلك الثقة من خلال المشاركة في الأحداث المحلية والعالمية، كمشاركتهم مؤخراً في أسبوع الموضة ومؤتمر الأزياء والجمال (simply dubai) في مول الإمارات، وسط مجموعة واسعة من العلامات التجارية، وخبراء الموضة العالميين.ويعتبر السبوسي، جريئاً في توجهه لتصميم الحقائب الجلدية للجنسين، ليس ذلك فحسب، بل وفي دمجه التصميمات الجلدية بالرخام، عن مشروعه «ذرب» يحدثنا قائلاً: «دخولي مجال تصميم الحقائب الجلدية لم يكن محض الصدفة، لكنه في الوقت ذاته لم يكن تخصصي المهني أو الدراسي، حيث تخرجت في الاتصال الجماهيري والعلاقات العامة من الجامعة الأمريكية بالشارقة، لكن شغفي بالرسم منذ الطفولة دفعني لرسم أشياء كثيرة من حولي، ومن بينها الأثاث والأكسسوار والحقائب، ومع الوقت صرت أجد أن هنالك عدداً من الاحتياجات التي لا تلبيها الحقائب الجلدية لأصحابها، كأن تكون فعلاً الحافظة لكل المستلزمات الشخصية، كالهاتف النقال، الأجهزة اللوحية، البطاقات البنكية والشخصية وغيرها، بالعموم، أما بالنسبة للنساء فكنت أجد أن هنالك إشكالية يعانين منها، ألا وهي طريقة إغلاق الحقيبة، فهي دائماً إما أن تغلق بواسطة «سحاب» أو أزرار وما يشابهها، وبذلك فإن كثيرات منهن يعمدن لتركها مفتوحة أحياناً كثيرة؛ حتى لا يتكلفن عناء فتحها وإغلاقها بين حين وآخر، خلال جولاتهن في أي مكان، لذلك عمدت أن أحل هذه المشكلة».استطاع السبوسي أن يصمم حقائب نسائية تغلق بواسطة المغناطيس، بطريقة سهلة جداً تخفف عناء إغلاق الحقائب بالطرق التقليدية، كما استطاع أن يدخل الرخام الرقيق كمادة ضمن التصميم الجلدي للحقائب، التي عمد أن يجعلها صغيرة ظاهرياً وواسعة من الداخل بحيث تغطي احتياجات المرأة، ومحفظات للرجال تكفي البطاقات والمال وتغلق بمرونة عالية، وحقائب للأجهزة اللوحية ومستلزماتها.عن تشكيلته وتصميماته يقول السبوسي: «أول حقيبة صممتها كانت باسم «شمه» ومهداة للوالدة، وقد أطلقت عليها شعار «بنعومة الجلد وصلابة الرخام»، بينما تسلسلت التصميمات لأسميها على أسماء المقربين من العائلة مثل إلياس والدانة، واخترت اسم «ذرب» للعلامة التجارية؛ لتشير لمعنى الشخص اللبق وحسن الكلام، كإشارة على سلاسة وحسن ما أقدمه من تصاميم.مجاراة الموضةوتشير مصممة الديكور الإماراتية إلهام ربيع صاحبة مشروع (chosen by fluke) أن المصممات الإماراتيات مبدعات فيما يقدمن، ومستواهن المهني لا يقل عما تقدمه أبرز العلامات التجارية العالمية، كما أن ما يقدمنه ينبع من صميم شغفهن بثقافتهن وتراثهن، رغم رغبتهن بمجاراة الموضة، وهو الأمر الذي يبرز هوية مميزة ومغايرة لما يتمتع به الغرب، لذلك نجد تلك المنتجات الإماراتية تروق للأجانب، سواء السياح أو حين تشارك تلك المصممات بمنتجاتهن خارج الدولة، لما تتسم به من هوية عربية. تخرجت ربيع في تخصص هندسة الديكور من الجامعة الأمريكية في لندن، ودرست التخصص لحبها منذ الطفولة التصميم واللمسات الفنية الإبداعية، وبتشجيع والدتها استطاعت أن تدرس وتعمل في المجال مع إحدى الشركات، حتى قررت أن تضع لمستها الإبداعية الخاصة، وتقول: «قررت العمل بمفردي؛ ليتسنى لي تقديم ما أحب، وخاصة في مجال «جرامافون» والرسوم المتفردة على أواني التقديم والمناضد، وتصميم الوسائد كبداية لي، متخذة الألوان الزاهية والنقشات والرسومات المازجة بين الطابعين الشرقي والغربي، حيث أجد فيها ما يمنح أي مكان اللمعان والرونق، بالإضافة لعملي في هندسة الديكور».بينما اتخذ الشاب الإماراتي محمد ربيع صاحب مشروع (theletter.apparel)، خريج الفنون والموسيقى من كاليفورنيا، الخط الغربي في تصميماته، فوضع لمسات إبداعية، لا تخلو في أحيان كثيرة من روح شرقية، على الملابس النسائية والرجالية، من خلال الرسم على السترات الجلدية للجنسين، وتصميم الفساتين اليومية البسيطة والمريحة دون تكلف، وتصميم القمصان والبناطيل، وتعتبر تجربته حديثة العهد؛ حيث ما زال يمتلك عدداً محدوداً من القطع، إلا أن من يشاهدها سيتمكن من رؤية الروح الإبداعية التي صممت.يرسم محمد الورود والنخيل الملونة على الملابس الجلدية، وهو ما يبدع فيه حقاً، ويصمم القمصان القطنية ومن أقمشة أخرى بألوان داكنة، حيث يميل للأسود، الكحلي في تلك التصميمات، بينما يطلق العنان للألوان الأخرى في القطع الأخرى، وهو ما تجلى في أولى تشكيلاته. وحول منتجاته يقول: أحرص على تقديم قطعة للزبون تكون ملائمة لتوقعاته واحتياجاته الأساسية، فلا أقدم قماشاً مثلاً لا يتسق مع الفصول التي نعيشها، حيث غالباً ما تنتج وتصمم الملابس بحسب ما هو متوفر من الأقمشة والقصة المعتمدة، بينما أعمل أنا على إنتاج ما يلائم الشخص بعينه، وأحرص بشكل خاص على الجودة التي تظهر بها، كالقطن عالي الجودة الذي يمكن ارتداؤه ليس فقط للمهام اليومية، بل للمناسبات الرسمية أيضاً، والجلود نستوردها من تركيا، ونصممها بالشكل الذي يلائم المناخ الحار، ودون أن تثقل على مرتديها، بالإضافة إلى تزيين القطع بالرسومات اليدوية التي تضفي خصوصية ورونقاً خاصاً على القطع المصممة.
مشاركة :