أكد كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي لشؤون خروج بريطانيا (بريكزيت) ميشال بارنييه الاستعداد لعرض اتفاق التبادل التجاري «الأكثر طموحاً» على المملكة المتحدة بعد انفصالها عن الاتحاد في آذار (مارس) 2019، شرط أن تحترم الشروط الأوروبية الصارمة. وقال بارنييه في خطاب ألقاه أمام مركز الإصلاح الأوروبي للدراسات: «إذا نجحنا في التفاوض على انسحاب منظم وتحديد قواعد تعامل منصفة للمستقبل لا بد أن تكون علاقتنا المستقبلية طموحة، وهذا ما نفضله». لكن بارنييه ذكّر بحاجة لندن إلى الاختيار بين معايير الاتحاد في ملفات البيئة والصحة أو حقوق العمال ومعايير شركاء آخرين، في إشارة إلى طلب وزير التجارة الأميركي ويلبر روس أخيراً اتباع القواعد الأميركية في اطار اتفاق تجاري مقبل. وقال: «هل تريد المملكة المتحدة البقاء قريبة من النموذج الأوروبي، أو الابتعاد منه تدريجاً؟ الرد على هذا السؤال مهم جد، لا بل حاسم. لا أقول هذا لإثارة مشكلات، بل لتفاديها». كما شدد كبير المفاوضين الأوروبيين على «وحدة السوق الموحدة»، مؤكداً استحالة وجود سوق موحدة «على الطلب، خصوصاً في الخدمات المالية التي يتمسك بها البريطانيون. ولفت إلى أن مزودي الخدمات المالية الذين يتخذون من المملكة المتحدة مقراً سيفقدون «جواز السفر» الذي يفتح السوق الموحدة أمامهم. وأعلن مصرف «غولدمان ساكس» الأميركي للأعمال أنه سينتقل إلى فرانكفورت وباريس بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال رئيس مجلس إدارته لويد بلانكفاين لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية: «يدفعنا بريكزيت إلى اعتماد اللامركزية في نشاطاتنا. لن نملك مركزاً واحداً بل اثنان في فرانكفورت وباريس لأنهما أكبر اقتصادين في أوروبا». وأضاف: «سيكون لدينا عدد أكبر من الموظفين في القارة. سيأتي بعضهم من لندن إذا أرادوا ذلك، وسنوظف آخرين»، معتبراً أن «أميركيين كثيرين سيفضلون الإقامة في باريس بدلاً من فرانكفورت لأسباب عدة».
مشاركة :