اجتياز الحدود بين كندا وأميركا يتم عبر مكتبة لا تأشيرة

  • 11/21/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مكتبة تقع على الحدود بين الولايات المتحدة وكندا تعزز التفاعل بين الناس من دون قيود التأشيرات والجمارك كما لو كانت منطقة تجارة حرة.العرب  [نُشر في 2017/11/21، العدد: 10819، ص(24)]معرفة عابرة للحدود كيبيك/فيرمونت – تعتبر مكتبة هاسكل فريدة من نوعها، فهي تقع على الحدود بين دولتين، نصفها في الولايات المتحدة الأميركية ونصفها الآخر في كندا. ويعدّ الخط المغطى بشريط لاصق أسود الذي يمر عبر منتصف أرضية المكتبة، هو الخط الحدودي الفاصل بين بلدة ديربي لاين، بولاية فيرمونت الأميركية، وبلدة سانستيد بمقاطعة كيبيك الكندية. ويقع الباب الأمامي ولوحة الإعلانات وكتب الأطفال في الجانب الأميركي، أما سائر الكتب وغرفة القراءة فتقع في الجانب الكندي. وليس من المستغرب أن يبدو الشريط اللاصق متآكلا، فطالما كان محط اهتمام الزائرين. ووفقا لموقع الـ”بي بي سي” البريطاني، قالت نانسي ريومري، مديرة المكتبة، إنه لا تكاد تمضي ساعة من دون أن يقف الزائرون لالتقاط صور مع ذلك الخط الأسود. بعضهم يظهر تعابير ساخرة، وبعضهم يستلقي فوق الخط. وتصطف البعض من العائلات بمحاذاة الخط. وأضافت أنها لاحظت ظاهرة أغرب، فبعض الزائرين يتجمدون في أماكنهم أمام الخط، كما لو كان ينبعث منه إشعاع قوي خفيّ، وذلك بعد انتشار شائعة على الإنترنت تزعم أن اجتياز الخط الحدودي مخالف للقانون. لكن المكتبة، على العكس، تشجع على اجتيازه. فالمكتبة تعتز بدورها في تعزيز التفاعل بين الناس من دون قيود التأشيرات والجمارك كما لو كانت منطقة تجارة حرة، بعد أن أصبحت الإجراءات الحدودية أكثر تشددا عما كانت عليه منذ عقود مضت. وأفاد هال نيومان المدير الكندي السابق لدار أوبرا هاسكل الملحقة بالمكتبة “هذه الخطوط رسمت على الخرائط لتفصلنا وتفرّق بيننا. لكن مكتبة هاسكل تستمد عظمتها وروعتها من قدرتها على جمع شمل الناس، رغم أن الخط الحدودي يمر في منتصفها”. ويطلق نيومان على دار أوبرا هاسكل المقامة على الحدود أيضا “المبنى المعجزة”، لأنه يتجاوز حدود الواقع. وبينما يقع المسرح في كندا، فإن أغلب المقاعد توجد على الأراضي الأميركية. وأضاف “هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي قد تجلس فيه في دولتين في آن واحد”. ولم يأت موقع هذه المكتبة من قبيل المصادفة، فقد عزمت عائلة هاسكل على بناءالمكتبة ودار الأوبرا على الحدود منذ ما يربو عن القرن، لإشاعة روح الوئام والتفاعل الثقافي بين الشعبين. ويجتمع في مكتبة هاسكل كل من فرّقتهم الحدود بين الدولتين، وسط روايات الأديب فيليب روث الأميركي وروبرتسون دافيز الكندي.

مشاركة :