شتاينماير يسعى لإنقاذ ألمانيا من الأزمة السياسية غير المسبوقة

  • 11/21/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

برلين - تبدأ ألمانيا الثلاثاء مشاورات للخروج من الأزمة السياسية غير المسبوقة بعد الفشل الذريع الذي منيت به المستشارة انغيلا ميركل لتشكيل حكومة للبلاد التي تخشى خصوصا انعدام الاستقرار. وأعلن الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير الذي أصبح يشرف على هذه الأزمة بموجب الدستور، انه ينوي استطلاع آراء الأحزاب التي يمكن أن تشارك في حكومة برئاسة ميركل، باستثناء اليمين المتطرف واليسار المتطرف. وبعد لقاء طويل الاثنين مع ميركل، سيستقبل شتاينماير الثلاثاء قيادة حزب دعاة حماية البيئة (الخضر) ثم يعقد لقاء مع زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي كريستيان ليندنر الذي أغرق ألمانيا في هذه الأزمة غير المسبوقة بقطعه المفاوضات لتشكيل حكومة مع المحافظين في الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي. وسيعقد شتاينماير الأربعاء لقاء منتظرا جدا مع مارتن شولتز رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس ويرفض حتى الآن التحالف مع المستشارة، بعدما مني بخسارة كبيرة في انتخابات أيلول/سبتمبر. وهذان الحلفان هما الوحيدان اللذان يمكن أن ينالا حسابيا دعم أغلبية مطلقة من النواب. وهدف الرئيس هو التوصل إلى تشكيل ائتلاف بقيادة ميركل وتجنب عودة الألمان إلى صناديق الاقتراع بعدما انتخبوا نوابهم للتو. وقد تستغرق هذه المهمة أسابيع إن لم يكن أشهرا. وفي حال فشلت المفاوضات، يبقى شتاينماير الشخصية الوحيدة التي يمكنها الدعوة إلى انتخابات عن طريق حل البرلمان. "لا أزمة دولة" صرح شتاينماير الذي يلقى احتراما كبيرا لدى الألمان، الاثنين أن الأحزاب المنتخبة "مهمتها" تشكيل حكومة ولا يمكنها "إلقاء هذه المهمة على عاتق" الناخبين من العقبة الأولى. وفي افتتاح جلسة البرلمان الثلاثاء قال فولفغانغ شويبله رئيس مجلس النواب واحد أهم الشخصيات السياسية الألمانية إن ألمانيا "تواجه اختبارا وليس أزمة دولة". وأكد وزير المالية السابق البالغ من العمر 75 عاما إن "المهمة كبيرة لكن (المشكلة) قابلة للحل". من جهته صرح بيتر التماير الوفي جدا لميركل أن يكون الجميع قد كونوا فكرة أكثر وضوحا عن المستقبل السياسي للبلاد "في الأسابيع الثلاثة المقبلة". وتتابع أوروبا بدقة التطورات في ألمانيا، لان إصلاح الاتحاد الأوروبي المأزوم أو التفاوض حول بريكست يمكن أن يتوقفا بدون صوت ألمانيا. وتنطوي الدعوة إلى انتخابات جديدة على مجازفة خصوصا وان ألمانيا شهدت زلزالا سياسيا في الانتخابات التشريعية التي جرت في 24 أيلول/سبتمبر مع دخول نواب من اليمين المتطرف إلى مجلس النواب. ميركل مرشحة وتشير استطلاعات الرأي إلى أن صعود حزب البديل من اجل ألمانيا الذي وعد "بطرد" ميركل يمكن أن يتعزز في حال إجراء انتخابات مبكرة. والاختراق الذي حققه هذا الحزب هو الذي يجعل تشكيل أغلبية صعبا. ومع ذلك كشف استطلاع للرأي أول أجراه معهد "فورسا" بعد فشل ميركل في تشكيل حكومة، أن عدد الألمان الذين يميلون إلى إجراء انتخابات مبكرة اكبر (45 بالمئة). ويؤيد 27 بالمئة فقط تشكيل "تحالف كبير" بين المحافظين والحزب الاشتراكي الديمقراطي و24 بالمئة حكومة أقلية بقيادة ميركل. وعلى الرغم من النتائج المخيبة للآمال في الانتخابات التشريعية والفشل في تشكيل ائتلاف حكومي الأحد وتهديد اليمين المتطرف، لا تنوي المستشارة الألمانية الانسحاب وتفكر حتى في الترشح إذا جرت انتخابات جديدة. لكن المستشارة ترفض قيادة حكومة أقلية كما يسمح لها الدستور. وقالت إن ألمانيا "تحتاج إلى حكومة مستقرة ليست مضطرة للبحث عن أغلبية عند اتخاذ كل قرار". إلا أن ميركل تواجه انتقادات حادة وفي بعض الأحيان من داخل معسكرها السياسي. فبعض معارضيها السياسيين يرون أن الصعوبات الحال وصعود حزب البديل من اجل ألمانيا نجما عن قرارها استقبال أكثر من مليون طالب لجوء في 2015 و2016. وبانتظار انتهاء الأزمة، تبقى ميركل على رأس الحكومة لتصريف الأعمال.

مشاركة :