قال الشاعر أبوالقاسم الشابي :إذا الشعب يوما أراد الحياةفلابد أن يستجيب القدريقول المثل (أنا الغريق فما خوفي من البلل) وهناك بوادر تسوية للقضية السورية ومن يقود مساعي التسوية هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فقد استقبل يوم الإثنين الموافق 20 نوفمبر الرئيس السوري الجزار بشار لإبلاغه أن هناك تسوية دولية للقضية السورية وعليه أن يبدي مرونة كافية مع المعارضة السورية والتفاوض معها وإلا سيكون هناك بديل له والأكيد أن استدعاء الجزار بشار هو لاستكمال ترتيبات التسوية لأنه لا يملك القرار فهو مجرد أداة بيد الرئيس الروسي وأيضا كان استدعاؤه لتقديم الشكر للجيش الروسي الذي أنقذه من السقوط. ملامح التسوية هي أن يبقى الجزار بشار في منصبه في المرحلة الانتقالية مقابل أن يتفاوض النظام السوري مع المعارضة السورية لتشكيل حكومة توافق وطني تشرف على المرحلة الانتقالية التي حددها قرار مجلس الأمن رقم 2254 بفترة 18 شهرا يتم بعدها إجراء انتخابات نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة لا يشارك فيها الجزار بشار والشعب السوري هو من يقرر من يكون الرئيس القادم لأنه سيكون عن طريق الانتخابات الرئاسية وأيضا ستكون هناك انتخابات برلمانية لانتخاب أعضاء مجلس الشعب. الرئيس الروسي بوتين أجرى اتصالات هاتفية بكل من الرئيس الأمريكي ترامب وأيضا خادم الحرمين الملك سلمان لإطلاعهم على آخر التطورات ونتائج المباحثات مع الجزار بشار لأن التسوية ستكون دولية تستند إلى قرار مجلس الأمن 2254 فهناك قناعة دولية أنه ليس هناك حل عسكري للقضية السورية ولكن هناك حلا سياسيا بعد أن تسكت المدافع ويتم القضاء على التنظيمات الإرهابية مثل كلاب النار داعش والنصرة وباقي التنظيمات سنية وشيعية التي لن يكون لها تواجد على الأراضي السورية بما في ذلك الراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني وتابعه حزب الله اللبناني.يوم الثلاثاء الموافق 22 نوفمبر الجاري هناك حدثان مهمان أولهما اجتماع المعارضة السورية في الرياض بكل أطيافها وذلك لاختيار الوفد المشارك في مؤتمر جنيف الذي سوف يعقد في بداية الشهر القادم ديسمبر وسوف يستبعد من الوفد كل من لا يوافق على بقاء بشار الأسد في المرحلة الانتقالية وذلك لضمان نجاح المؤتمر وهناك أيضا الحدث الثاني وهو مؤتمر في مدينة سوتشي الروسية تشارك وفود من روسيا وتركيا وإيران وذلك للاتفاق على ماتبقى من مناطق خفض التوتر وأيضا إقناع تركيا بقبول بقاء الجزار بشار في منصبه خلال الفترة الانتقالية لأن تركيا ترفض بقاء بشار في السلطة في المرحلة الانتقالية .إن حل القضية السورية بعد مرور سبع سنوات وسقوط شهداء وصل عددهم إلى المليون شهيد وهناك 10 ملايين نازح ومشرد ولذلك لا بد من تقديم تنازلات من كل الأطراف المشاركة في الحرب السورية، فهناك واقعية سياسية وهي أنه من أجل حقن دماء الشعب السوري والمحافظة على وحدة التراب السوري الموافقة على بقاء الجزار بشار في منصبه خلال الفترة الانتقالية وعدم الإصرار على رحيله قبل المرحلة الانتقالية وإلا سوف تستمر الحرب السورية ومعاناة الشعب السوري الذي من حقه أن يعيش في كرامة واستقرار في سوريا .لاشك أن الحرب السورية إذا وضعت أوزارها وسكتت المدافع سوف تنتهي بقية الحروب وتغلق بقية الملفات الإقليمية مثل حرب اليمن وليبيا والوضع الشاذ للنظام الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان وأيضا وضع حد للوضع الشاذ لحزب الله في لبنان.نعتقد أن رأس الأفعى النظام الإيراني سوف يرفض أي تسوية سلمية لأنه نظام دموي يعيش على الحروب ومعاناة الشعوب ولكنه سوف يواجه إجماعا دوليا يرغمه على الرضوخ لأي تسوية وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والتخلي عن حلم الإمبراطورية الفارسية أو مواجهة حرب مدمرة يدفع ثمنها غاليا وهو بقاء النظام في السلطة ومواجهة الدمار الشامل للنظام الإيراني وأذنابه في كل مكان .أحمد بودستور
مشاركة :