لًيلة الرابع من نوفمبر وتأصيل المنهج الإداري للملك في محاربة الفساد

  • 11/22/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

صدور الأمر الملكي الكريم في قضايا فساد ثم التطبيق الفوري بإيقاف عدد من الأسماء المتهمة يعيدنا إلى استعراض جزء من تاريخ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في الإدارة والحكم والتنمية؛ فقد تربى في كنف والده على مخافة الله وتطبيق العدل والأمانة والصدق، وأمضى خمسين عاما في أمارة الرياض جعل من المدينة واحدة من أجمل وأكبر المدن في العالم وأسهم في تطوير المنطقة ومحافظاتها بشكل يلمسه الجميع مطبقاً لأهم مبادئ الإدارة خاصة الدقة والأنضباط والحرص على المال العام حتى تحققت ولله الحمد الأهداف المنشودة . وفي ظل قيادته الحازمة بعد توليه حكم البلاد نصره الله كان الإصلاح والتطوير الشامل ومحاربة الفساد هو هدفه الأول، وما حدث من قرارات بالأمس القريب نحو الفساد ثم التطبيق العملي لمحاصرته هو يأتي في إطار الوعد الحازم من سيدي سمو ولي العهد الأمين الذي أكد عليها في لقاءات وتصاريح إعلامية سابقة، بأنه لن ينجو كل من يثبت بالأدلة ممارسته للفساد كائن من كان سواء كان أمير أو وزير، وقد وعد فأوفى فالحمد الله رب العالمين على ما انعم به من عدل وحزم وحكمة على هذه قادة هذه البلاد وشعبها والحمدلله الذي أحياني لأرى مثل هذا اليوم التاريخي في الذي يتم فيه تتبع الفساد والقضاء عليه واستمرار محاربته. وقد عادت بي الذاكرة الى التجربة والمشاهدات السابقة وماكنت ارى من محاولات فساد تحت عناوين مختلفة خلال عملي الحكومي سواء في وزارة التربية والتعليم مع الوزير محمد الرشيد أو 17 عاما من العمل مع الأمير نايف رحمها الله وقد وفقني الله حينها إلى الوقوف ضد بعض محاولات الفساد في عمق مكتبي حين يأتي بعض رجال الأعمال بعروضهم الفاسدة، وأتذكر عندما تشرفت بطلب الأمير نايف للعمل في وزارة الداخلية بعض عروض الفساد لفتح محلات تجارية بأسماء عائلتي والاستفادة من ذلك تحت غطاء منصبي كموظف على المرتبة الخامسة عشرة، وغير ذلك كثير كالتسهيلات وتجارة التأشيرات السائدة تلك الأيام والوعود بمداخيل شهرية وسنوية كبيرة إضافة إلى عروض لتمرير مناقصات أو تطبيق مساحات من الأراضي تعود مكاسبها بعشرات الملايين، ولكن بتوفيق الله وعصمته تم الوقوف في وجه محاولاتهم بل قمت بنقل وإبعاد مجموعة موظفين. وفي المقابل كنت أتألم وأنا أرى بعض المتنفذين كيف تتضخم أرصدتهم بينما يصفني بعضهم ومن مثلي بالسُّذج الذين لا يستفيدون من الفرص. وكان سلاحي هو التذكير بالمادة 13 من نظام الخدمة المدنية التي تحظر على الموظف العمل في التجارة وهذا أيضا أدخلني في حرب مع بعض هؤلاء الذين كسبوا جولات المعارك لقوة تنفذهم وغياب العقاب والمحاسبة، وبعضهم كان يعيرك بإنكشاف حسابك البنكي حين لا تستطيع تسديد بعض الالتزامات حينذاك! . أما في ليلة الرابع من نوفمبر فكانت ليلة التاريخ وليلة الحزم والعزم وليلة تتبع الفساد التي تجعل كل مُنصف يتذكر قامات وطنية ورجال دولة أنقياء كغازي القصيبي وعبدالعزيز الخويطر وسليمان السليم ومحمد الرشيد ومحمود طيبة رحمهم الله وغيرهم من المخلصين النزهاء الذين أسسوا لمنهج الأمانة والولاء والأخلاق ورفضوا كافة الإغراءات ثم خرجوا من دنياهم ولم يملكوا إلا ما أكتسبوه من استحقاقات وظائفهم أو هبات مشروعة ومكشوفة أو مكافآت من ولاة الأمر تقديرا لأعمالهم. انها بحق ليلة إنتصار للعدل وللأخلاقيات الإسلامية العادلة التي تهدف الى بناء مجتمع خالي من الكذب والنفاق والغش والتدليس والرشوة والمحسوبية وأكل أموال الناس بالباطل وهذه كلها أدوات الظلم مجتمعة. إنها رسالة تهز كل كيانات المجتمع بصورة إيجابية لتعلي القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة فِي التعاملات اليومية الإنسانية والمهنية ، ولتعيد هذه الرسالة وضع المجتمع بجميع مكوناته في مساراته الصحيحة وبالصورة الجديدة المأمولة لمجتمع نظيف يستعد لبناء وتشييد مكونات الرؤية السعودية الجديدة بسواعد مخلصة وعالية الهمة لنضع أنفسنا ودولتنا وشعبنا في العالم الجديد بهمة الرجال وخبرة الكبار . أخيرا لا يسعنا الا شكرا لله عز وجل على نعمة الأمن والأمان والعدل والحزم ثم الشكرا لسيدي خادم الحرمين الشريفين وشكرا لسيدي ولي العهد الأمين- حفظهما الله – وأرجو أن يطال الأمر بقية الفاسدين المختبئين الذين ستكشف التحقيقات فسادهم ومن معهم، وهنا أهيب بالمواطنين المخلصين تقديم مالديهم من معلومات وإثباتات إلى اللجنة العليا لمحاربة الفساد، وثقتي لا حدود لها بالله تعالى في محاسبة اولئك الذين اثروا سريعاً بطرق غير مشروعة سواء ممن هم خارج الملكة أو داخلها، وكيف لموظف حكومي عادي ومرتبه الشهري محدود ومعروف ثم يصبح من ملَّاك مئات الملايين؟! ان هذا المنهج السلماني الجديد ثورة في وجه الفساد وسيضع إن شاء الله حد لمظاهر الفساد وشبكاته، لأن الأوطان لا تبنى ولا تنهض إلا بمحاربة الفساد والقضاء عليه.

مشاركة :