بيروت/وسيم سيف الدين/الأناضول دعا الرئيس اللبناني ميشال عون، الثلاثاء، الدول العربية إلى التعاطي مع لبنان بـ"الكثير من الحكمة والتعقل، وخلاف ذلك هو دفعٌ له باتجاه النار". وقال عون في خطاب متلفز بمناسبة عيد الاستقلال الرابع والسبعين، الذي تحل ذكراه غدا الأربعاء: "رغم كل ما حصل لا تزال آمالنا معقودة على جامعة الدول العربية، بأن تتخذ المبادرة، فتحفظ نفسها والدول الأعضاء فيها، وتنقذ سيادتها واستقلالها". وضمن توترات متصاعدة بين إيران وحليفتها جماعة "حزب الله" اللبنانية من جهة والسعودية وحلفائها من جهة أخرى، أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، المدعوم من المملكة، استقالته من الرياض، يوم 4 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. وأرجع الحريري استقالته من الحكومة، التي تشارك فيها جماعة "حزب الله" إلى "مساعي إيران لخطف لبنان وفرض الوصاية عليه، بعد تمكن حزب الله من فرض أمر واقع بقوة سلاحه"، على حد قوله. وعلى صعيد ذي صلة، قرر وزراء الخارجية العرب، في اجتماع طارىء بالقاهرة أمس الأول الأحد، نقل "ملف التدخلات الإيرانية" إلى مجلس الأمن الدولي، وإدانة "حزب الله. الرئيس اللبناني مضى في خطابه قائلا: "إننا انتهجنا سياسة مستقلة تماما وتحاشينا الدخول في النزاعات، ودعونا إلى الحوار والوفاق بين الأشقاء العرب". وقال: "في الحروب الداخلية خسارة حتمية للمنتصرين، كما للمهزومين، ولا معنى للحالين، لأن الخسارة الكبرى تقع على الوطن، لقد نأى لبنان بنفسه (عما يجري بالمنطقة)، ولكن للأسف، الآخرين لم ينأوا بأنفسهم ولا بنفوذهم عنه". وأوضح عون: "في كل الحالات، لبنان لن ينصاع إلى أي رأي أو نصيحة أو قرار يدفعه باتجاه فتنة داخلية، ومن يريد الخير للبنان يساعده على تحصين وحدته لأنها صمام أمانه". وأضاف: "في هذا السياق تأتي الأزمة الحكومية الأخيرة (استقالة الحريري)، والإشكالية التي أحاطتها، وصحيح أنها عبرت (مرت)، إلا أنها قطعا لم تكن قضية عابرة، لأنها شكلت للحكم، وللشعب اللبناني اختبارا صادما". وتساءل: "فهل كان يجوز التغاضي عن مسألة واجب وطني فُرضَ علينا لاستعادة رئيس حكومتنا إلى بلده لأداء ما يوجبه عليه الدستور والعرف، استقالة أو عدمها، وعلى أرض لبنان؟". وفي سياق غير بعيد، قال عون: "نحن، رغم انتصارنا على الإرهاب وتحرير أرضنا منه، ما زلنا نتساءل من أين جاء الإرهاب إلى لبنان؟ من أرسله؟ من موّله؟ من سلّحه ومن درّبه؟ ولماذا؟، أليس لضرب الاستقرار وزرع الفتنة". ووصل الحريري، إلى القاهرة، مساء الثلاثاء، في زيارة قصيرة، وبحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، "تطورات الموقف في لبنان"، قبل أن يغادر العاصمة المصرية في طريقه إلى بيروت، بحسب مراسل الأناضول. وكان عون رد على استقالة الحريري بأنه لن يقبلها حتى يعود إلى لبنان ليفسر موقفه. وشكلت استقالة الحريري مفاجأة، خاصة وأنها جات بعد عام من تسوية سياسية بينه وبين الرئيس عون، وصل الأخير بموجبها إلى رئاسة البلاد، فيما الحريري إلى رئاسة الحكومة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :