استضافت أكاديمية الإمارات الدبلوماسية حلقة نقاش بعنوان «تحسين التعليم للأطفال في حالات الطوارئ»، وذلك بهدف تسليط الضوء على أهمية مواجهة واحدة من أكثر التحديات العالمية إلحاحاً ألا وهي استدامة توفير التعليم خلال النزاعات. أُقيم هذا الحدث في مقر أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، ضمن أنشطة مبادرة الأسبوع الإنساني، التي تنظمها الأكاديمية من تاريخ 19 إلى 23 نوفمبر 2017، بهدف تعزيز الوعي حول أهمية دعم الأعمال الإنسانية وبشكل خاص في قطاع التعليم. آثار وتضمن الحدث كلمة افتتاحية لبرناردينو ليون، مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، وألقى الكلمة الرئيسة مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمسؤول عن تنسيق الشؤون الإنسانية وإغاثات الطوارئ. وبدأت حلقة النقاش التي ترأستها الدكتورة نوال الحوسني، نائب مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية، بمشاركة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي، مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ومقصود كروس، المدير التنفيذي للمركز الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف «هداية»، وصوفي باربي، رئيس مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الإمارات، وتوبي هاروارد، رئيس مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الإمارات، والمهندس راشد الظاهري، المدير التنفيذي بالإنابة لمكتب وزير دولة. وقال ليون: «يؤثر نقص التعليم سلباً على عالمنا ومستقبله، وقد يكون لهذا النقص آثار سياسية واجتماعية واقتصادية سيئة ومتعددة، لذا علينا أن نضع هذا التحدي نصب أعيننا وأن نواصل البحث عن أفضل الحلول لمواجهته. ونسعى من خلال استضافة مثل هذه الفعاليات إلى ضمان تزويد دبلوماسيي الإمارات المستقبليين بالمعلومات والأدوات اللازمة ليواصلوا هذه الجهود من أجل تقدم البشرية». وفي كلمته، قال مارك لوكوك: «في الأسابيع الستة الأولى من عملي كمنسق لعمليات الإغاثة في حالات الطوارئ، سافرت إلى النيجر ونيجيريا وبنغلاديش واليمن، وخلال تواجدي في هذه الدول وأوضاعها المتأزمة، التقيت العديد من الأطفال الذين فروا من منازلهم ومدارسهم بسبب النزاعات والأوضاع السيئة، وكان على رأس قائمة مطالبهم التي شددوا على أهميتها قبل كل شيء، رغبتهم في التعلم والالتحاق بالمدارس». وخلال الحدث، ناقش المشاركون تزايد الأزمات التي يشهدها العالم، وآثارها على الأطفال والتعليم، وأهمية توفير بيئات تعليمية آمنة، تضمن حصول الأطفال على الرعاية اللازمة في ظل هذه الظروف، بالإضافة إلى ضرورة مناصرة الحق في التعليم والعمل مع الحكومات لتضمين برامج الحد من أخطار الكوارث في مخططاتها. وبالإضافة إلى حلقة النقاش التي استضافتها الأكاديمية، تشمل قائمة الفعاليات التي يتم تنظيمها خلال هذا الأسبوع، استضافة اجتماع طاولة مستديرة لمناقشة دور التعليم في تعزيز ثقافة السلام والمواطنة العالمية والتنوع وإمكانية تضمين هذه القيم في مناهج التعليم للأجيال القادمة، وتنظيم حملة لجمع الكتب والتبرع بها، وإطلاق منصة أكاديمية الإمارات الدبلوماسية للعمل التطوعي، وتنظيم رحلة ميدانية للطلبة إلى المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، بالإضافة إلى عقد ورشة عمل تدريبية عن الدبلوماسية الإنسانية وجلسة حوار داخلية حول سياسة المساعدات الخارجية لدولة الإمارات. يشار إلى أن أكاديمية الإمارات الدبلوماسية تحرص دائماً على توفير تجربة تعليمية شاملة تعزز من قدرات دبلوماسيي الإمارات المستقبليين، باستخدام أساليب متقدمة ومتنوعة، مثل تنظيم المحاضرات وحلقات النقاش التفاعلية التي يشارك فيها عدد من الدبلوماسيين المخضرمين وصنّاع السياسات. وتهدف الأكاديمية من خلال ذلك، إلى إعداد الكوادر الإماراتية بشكل أفضل لمواجهة كافة التحديات الإقليمية والعالمية وتعزيز قدراتهم ليمثلوا دولة الإمارات بأرقى صورة. تحديات شدد المشاركون في حلقة النقاش على أهمية التعليم كونه من أكثر التحديات العالمية تعقيداً، حيث غالباً ما يكون التعليم أول الخدمات التي تتعطل، وآخرها استعادةً في المناطق المتضررة من الأزمات، مما يؤثر بشكل جذري على الأطفال ويستمر أثره لأجيال متتالية. وانطلاقاً من إيمان الأكاديمية بأهمية الدبلوماسية الإنسانية في الوقت والظروف العالمية الراهنة، تم تحديد أجندة الأسبوع الإنساني ليتناول عدة مواضيع بالغة الأهمية وتؤثر في تقدم البشرية، حيث يقدم الأسبوع رؤى قيّمة حول طبيعة عمل المنظمات الدولية الرائدة في هذا المجال. كما يساهم هذا الحدث بتعزيز وتوسيع قاعدة المعرفة الخاصة بالأكاديمية.
مشاركة :