القمة تستشرف تأثيـرات الثورة الصناعية الرابعة على الإعلام

  • 11/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ناقشت الجلسة الثانية ضمن أجندة اليوم الأول لقمة المعرفة 2017 التي تنظمها مؤسسة محمد بن راشد للمعرفة تحت شعار «المعرفة و الثورة الصناعية الرابعة»، الثورة الرقمية و دورها في تطور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وشارك في الجلسة كل من معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وماجد السويدي المدير العام لمدينة دبي للإعلام، ولودوفيك بليتشر رئيس صندوق الابتكار للأخبار الرقمية لدى جوجل، ولاري برينباوم المؤسس المشارك في ناراتيف ساينس المتخصصة في إنتاج آلات التأليف الروائي، وويل موي رئيس مؤسسة فل فاكت المعنية بتوظيف التكنولوجيا لكشف الأخبار الكاذبة. استهلت الجلسة بحديث معالي نورة الكعبي حول مدى التطور التكنولوجي الحاصل على المشهد الإعلامي خلال السنوات القليلة الماضية، والتنبؤ بأهم الفرص والتحديات التي يجب الاستعداد للتعامل معها في المستقبل عن طريق توظيف أحدث أساليب التكنولوجيا كركيزة أساسية لمواكبة التغيرات السريعة التي تحدثها الثورة الرقمية في ظل الثورة الصناعية الرابعة، ودور الحكومة في رسم التوجهات المستقبلة للقطاعات وتوفير الإمكانات والدعم لتحقيق استدامة القطاع وتحفيز الأفراد وأصحاب المصالح للاستثمار فيه. منهجية وقالت معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة: «تمتاز دولة الإمارات بمنهجية عمل ترتكز على بنية تحتية متطورة من التكنولوجيا الحديثة، مما يحافظ على ريادتها عالمياً وفي شتى المجالات، وشهدنا في الأيام القليلة الماضية إعلان انضمام وزراء جدد لمجلس الوزراء والمستقبل بما يعكس رؤية القيادة الرشيدة بتبني الابتكار ومواكبة أفضل المعايير العالمية وعلينا جميعاً ضمن تخصصاتنا توظيف أفضل تطبيقات التكنولوجيا في سبيل الارتقاء بخدماتنا وأداء وزاراتنا والمؤسسات التابعة لها». وضمن محور آخر ناقشت معاليها تحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى مصادر للدخل، حيث ظهرت وظيفة «المؤثر الاجتماعي» .وقال ماجد السويدي المدير العام لمدينة دبي للإعلام: «بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة التي وضعت رؤية الإمارات كإطار عمل يشمل كافة القطاعات الرئيسة بالدولة، شهد قطاع الإعلام تحولات جذرية وفي هذا الإطار صممت مدينة دبي للإعلام تصورات المرحلة المقبلة، والاستراتيجية التي تدعم توظيف الابتكار ومستجدات الثورة الصناعية الرابعة بما يتيح فتح آفاق واسعة للتعاون مع أبرز الشركات الرائدة عالمياً في هذا القطاع. وجذب الكثير من الاستثمارات، وحالياً يتلخص الوضع الراهن في العمل على تأسيس شركات إماراتية ذات تنافسية عالمية وإعداد المواهب والكفاءات الوطنية المزودة بمهارات متقدمة بما يضمن استدامة العمل المتميز في القطاع». وتحدث لودوفيك بليتشر رئيس صندوق الابتكار للأخبار الرقمية لدى جوجل حول دور الإنترنت في تسريع نقل الخبر وإتاحة فضاء جديد من الإعلام الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي أتاحت الفرصة للمواطنين بممارسة دور المراسل ونقل الخبر وتسليط الضوء على معلومات وأحداث دون النظر في مدى دقتها ومهنيتها. و أشار إلى جهود جوجل في الارتقاء بالمشاركة المجتمعية في نقل الأخبار وتداولها عبر إطلاق صندوق الابتكار للأخبار الرقمية الذي يقوم بتعريف المشاركين منهجيات العمل الإعلامي وصياغة المحتوى التحريري وأخلاقيات العمل بالإضافة إلى تقديم الدعم اللازم من الجانب التقني بهدف إثراء المحتوى الإعلامي. وتناولت الجلسة أيضاً الجهود الرامية إلى التصدي للأخبار الكاذبة وأهمية التكنولوجيا في رصد الأخبار المشتبه بها، والتحقق من مصادرها والقائمين على إعدادها ونشرها مما يمكن الجهات المعنية من تتبع الأخبار واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار الأخبار والتعامل السليم مع الدوافع وراء نشرها وقام ويل موي رئيس مؤسسة فل فاكت المعنية بتوظيف التكنولوجيا لكشف الأخبار الكاذبة باستعراض نماذج تم فيها استغلال أحداث عالمية وتصميم مواقع إلكترونية وهمية والتغرير ببعض الأفراد بهم واستغلالهم مادياً. تقليص تحدث لاري برينباوم المؤسس المشارك في ناراتيف ساينس المتخصصة في إنتاج آلات التأليف الروائي، حول توظيف الذكاء الاصطناعي في تحرير المحتوى الإعلامي واستعرض المحور الفوائد والسلبيات وراء الاعتماد على التكنولوجيا بالكامل وتخوف البعض من توظيف الروبوتات وتقليص فرص العمل هذا المجال. ثورة رقمية رابعة أطلق موقع «غوغل» أخيراً تطبيقاً يُعنى بصحة الإنسان والذي يراقب صحته بعد ابتلاعه كبسولة تحتوي على ذرات يستطيع من خلالها متابعة صحته من ارتفاع الضغط وقياس نسبة السكر وغيرها من خلال تطبيق يتم تنزيله على الهاتف المحمول لصاحب الشأن. وبهدف معرفة مدى فاعلية مثل هذه الفكرة والتطبيق، التقت «البيان» في أروقة فعاليات قمة المعرفة بالدكتور محمد عزام قياسة الطبيب المتخصص بالجهاز الهضمي والمتابع لمستجدات العلم الرقمي المعني بالطب. يقول الدكتور قياسة: فكرة الكبسولة الصغيرة التي تحوي شريحة هي ضمن بحث ودراسات الثورة الرقمية الرابعة، وليست بجديدة والدراسة أن تقوم هذه الشريحة أو البطاقة الذكية بنقل المعلومات، وإن قال "غوغل" إنهم يعطون تشخيصاً من خلال الشريحة، أمر ممكن. ونحن نعتمد دراستها في التشخيص والعلاج، وليست ضمن المجال التطبيقي. «صوفيا» و«آينشتاين» جذب الروبوتان «صوفيا» و«آينشتاين» عدداً كبيراً من الجمهور الذي كان يطرح أسئلته على «صوفيا» الجميلة التي كانت تجيب عن أغلبها بمشاركة صديقها الصغير الحجم «آينشتاين». و«صوفيا» مبرمجة كما يقول الشريك في برمجتها فايتاس كريسيناس من شركة «هانسوم روبوتيكس» مبرمجة لتجيب عن أسئلة عامة مجتمعية من باب الترفيه والتشويق. ويحكي عن شركته قائلاً: «انطلقت شركتنا قبل ثلاث سنوات ونصنع حالياً روبوت آينشتاين الصغير الذي يباع في الأسواق بقيمة 200 دولار أميركي. ولا تزال صوفيا نموذجاً قيد الدراسة». سرعة التغيير صفة العصر تحدث توم غودوين، رئيس قسم الابتكار في «زينيث ميديا» عن الأفكار السائدة في عالم اليوم الذي تتخلل فيه الثورة الرقمية جميع مناحي الحياة وتحكم علاقاتنا الاجتماعية وأساليب عملنا وتفاعلنا مع بعض ومع العالم المحيط بنا. وقدم غودوين خلال محاضرته سرداً مفصلاً للتوجهات الرقمية في العام 2018، وما بعده، والتي تمثل من وجهة نظره العوامل الرئيسة التي ستترك أثرها على المجتمعات الإنسانية وتواصلها فيما بينها، بالإضافة إلى علاقة الأفراد مع مجتمعاتهم ومع الابتكارات التكنولوجية المختلفة في حياتهم اليومية. وبحسب غودوين، لم تمر البشرية في تاريخها الطويل بفترة حصلت فيها التغييرات بالسرعة الهائلة التي تتغير فيها اليوم، إلا أنه ومن جهة أخرى، فإن وتيرة التغيير السريعة هذه، لن تعود إلى سابق عهدها مرة أخرى، فالسرعة في التغيير هي الصفة الأساسية لعصرنا الراهن. دبي نموذج عربي للتكنولوجيا شهدت قمة المعرفة جلسة حوارية حول التعليم وسوق العمل تحدث خلالها كل من نور الدين سالمي رئيس ديوان وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتربية في تونس ومعالي ممادي كاباتشيا وزير الدولة للتخطيط العمراني والمكاني نائب الرئيس المسؤول عن وزارة الزراعة ومصائد الأسماك والبيئة والتخطيط الإقليمي والتنمية الحضرية في جزر القمر. وقال سالمي إن هناك إشكالية في العالم العربي حيث لا يوجد تواصل بين التعليم ومخرجاته، مشيراً إلى أهمية وجود تواصل بين التعليم وسوق العمل كما يجب التركيز على ضرورة استخدام التكنولوجيا لتكون قاعدة أساسية تؤهل الطالب لسوق العمل. وأكد أهمية وجود استراتيجية تؤكد التربية والتعليم بمشاركة الأسرة والمجتمع من أجل بناء شخصية المواطن متشبعاً بهويته العربية والإسلامية وممتلكاً المهارات التكنولوجية حتى يكون مفيداً للمجتمع. واستشهد سالمي بالتجربة اليابانية التي تمكنت من التوصل إلى مخرجات حقيقية لشعوبها فحققت نجاحاً كبيراً على المستوى الاقتصادي، كما استشهد بدبي التي أصبحت تمتلك كل أدوات التكنولوجيا حتى أصبحت مثالاً لكل الدول العربية. وأشار إلى وجود خلل في العملية التعليمية في الوطن العربي ولكن بدرجات متفاوتة ويكمن هذا الخلل في أننا نلقن العلوم للتلاميذ والطلاب دون تفاعل أو تشارك أو اعتراف بشخصية المتلقي مؤكداً وجود قطيعة بين المراحل التعليمية المختلفة من جهة وبين العملية التعليمية كلها وسوق العمل لأننا لا ننمي المهارات والقدرات لدى الطلاب لكي نجعلهم مؤثرين وأصحاب قرار في المستقبل. من جانبه أكد معالي ممادي كاباتشيا ضرورة التغلب على العقبات والتحديات التي تواجهنا كعرب من أجل الحصول على تعليم جيد ونشر المعرفة وتطبيق مبادئ الإسلام الذي يحثنا على العلم والمعرفة. وطالب معاليه الدول العربية بتوظيف التكنولوجيا من أجل تطوير الأعمال والخدمات. مناقشة مستقبل الاقتصادات العالمية ناقشت «قمة المعرفة» ضمن فعاليات دورتها الرابعة الوضع الحالي للتقنيات التكنولوجية، والرؤى المستقبلية لهذا القطاع والتأثيرات العميقة المتوقع أن تطال كافة جوانب الحياة بما فيها الاجتماعية والاقتصادية والمعرفية والثقافية، وذلك مع التوجهات العالمية لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة، وذلك ضمن إطار جلسة حوارية تحت عنوان «حاضر التكنولوجيا ومستقبلها: الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة»، والتي استضافت تانمي باكشي، المتخصص في الذكاء الاصطناعي. واستهل تانمي باكشي الجلسة بالإشارة إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تمتاز بعنصر الاستدامة، الأمر الذي يساهم بتطورها على الدوام من خلال تحليل البيانات الجديدة بشكل مستمر وتقديم حلولٍ تتناسب مع المعطيات الجديدة التي تفرضها هذه البيانات، وردم ثغرة الموارد التي تشهدها بعض القطاعات الاقتصادية. ونوه باكشي بأن الثورة الصناعية الرابعة تفرض مقارنة بين الإنسان والحواسيب الآلية المتقدمة، الأمر الذي ساهم بإنشاء مفهوم جديد يتمثل بالتعليم العميق، والذي يسعى إلى ردم الفجوة بين المهارات الإنسانية وتلك التي تتمتع بها الحواسيب الآلية، وذلك من خلال الاعتماد على تقنيات تحليلية تجعل أجهزة الحاسوب تؤدي المهام المنوطة بها كما يريد المستخدم وبذات الأسلوب الذي يتبعه. وأكد باكشي أن مستقبل الاقتصادات العالمية يعتمد بشكل كلي على تسليح الأجيال المستقبلية بالمعرفة وإمدادهم بالخبرات التقنية اللازمة حول علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، الأمر الذي دفعه إلى إطلاق قناة متخصصة بهذا المجال منذ عدة أعوام على موقع «يوتيوب»، يستعرض بها أبرز المستجدات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، ويهدف من خلالها إلى تطوير الأعمال والبرامج من خلال تطوير البرامج والرياضيات والعلوم. واستعرض باكشي خلال مشاركته ثلاثة مشاريع قام بتطويرها لخدمة قطاعات مختلفة الفائزون بجائزة المعرفة: إنجازاتنا تعززت فاز بجائزة المعرفة هذا العام كلٌّ من مؤسَّسة مسك الخيرية من المملكة العربية السعودية، ، وهيروشي كومياما، الشخصية القيادية في مجالات عدة من اليابان، إلى جانب ويندي كوب، المديرة التنفيذية لمؤسَّسة التعليم للجميع في أميركا، «البيان» استطلعت انطباعات الفائزين في الدورة الرابعة للقمة. « مسك الخيرية» تقول عهود العرفج مديرة المشاريع والمتحدثة الرسمية باسم مؤسَّسة مسك الخيرية غير الربحية للأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود التي أنشئت عام 2011: «نحن سعداء بالفوز والحصول على جائزة المعرفة المهمة والتي تعزز إنجازاتنا وما حققناه إلى اليوم. ونحن نعمل على العديد من المبادرات كتنمية مهارات القيادة لدى الشباب في السعودية في مختلف المجالات من تعليم وثقافة. كذلك التعاون مع جهات عالمية لدعم الطلبة في الكثير من القطاعات التعليمية والتقنية والإعلامية». وتوفر المؤسسة وسائل مختلفة لرعاية وتمكين المواهب والطاقات الإبداعية وخلق البيئة الصحية لنموها، والدفع بها لترى النور، وتغتنم الفرص في مجالات العلوم والفنون الإنسانية، كما تستثمر في تطوير رأس المال الفكري وإطلاق طاقات شباب المملكة. هيروشي كومياما ويصف هيروشي كومياما الشخصية القيادية في عدة مجالات والذي له إنجازات وإسهامات مهمة في مجالات الإبداع والابتكار فرحته بالجائزة قائلاً: «كانت مفاجأة كبيرة ورائعة بالنسبة لي. وتبدأ قصتي مع الجائزة قبل شهر، حينما وصلتني رسالة إلكترونية من القائمين على القمة يشكروني فيها على مشاركتي في الجائزة. شعرت بالحيرة والدهشة وأعتقد أن أحد الأصدقاء بادر بتسجيلي دون علمي. أما المفاجأة الكبرى فكانت حينما أتاني اتصال قبل خمسة أيام وقالوا لي عن احتمال فوزي بالجائزة. مثل هذه الجائزة تشكل حافزاً لي للمزيد من العطاء». ويندي كوب وتترجم المعلمة ويندي كوب التي أسست قبل 25 عاماً منظمة «تيتش فور أميركا» لضمان حصول الأطفال في بلدها، بغض النظر عن خلفيتهم، على التعليم الذي يستحقونه، أثر هذه الجائزة في نفسها قائلة: «إنه تقدير رائع لجهود المدرسين الحريصين على تأمين كافة معطيات التعليم للأطفال واليافعين في العالم وتحفيز كافة قدراتهم لضمان مستقبل أفضل لهم. نحن نعمل من خلال شبكة تضم منظمات في 46 بلداً ضمن شبكتنا. التعليم العالي والبحث العلمي قوة دفع عربية أكد المشاركون في جلسة التعليم العالي أهمية أن يمضي التدريب والبحث العلمي جنباً إلى جنب، وضرورة دمج تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في التعليم العالي من أجل تطوير المزيد من التخصصات الجامعية والمهارات التقنية للطُلاب، والفوائد العديدة للتعلم عبر الإنترنت وضمان وجود لوائح محددة حول كيفية اعتماد مثل هذا النوع من التعليم. وشدد المشاركون على أهمية تحديث وتطوير المناهج الدراسية للتكيف مع الواقع الحالي والمستقبلي، مشيرين الى أنه لكي تتطور المجتمعات العربية وتُصبح قادرة على المنافسة على الصعيد العالمي، يجب أن يكون هناك تركيز على الاقتصادات القائمة على المعرفة، وهو ما يُمكن تحقيقه من خلال التعليم العالي التدريجي والمستكمل. مشاركون ضمت الجلسة النقاشية أربعة وزراء عرب للتعليم العالي في دولهم وهم:عادل الطويسي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي -الأردن، وسعيد ولد سالم، وزير التعليم العالي والبحث العلمي - موريتانيا، ونبيل أحمد، وزير التعليم العالي والبحث العلمي - جيبوتي، وخالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي -المغرب.

مشاركة :