تحدثت إحدى المجندات السابقات في الجيش الكوري الشمالي، عن الحياة التي تعيشها المرأة في الخدمة والضغوطات التي تمارس عليها داخل معسكر رابع أكبر جيش في العالم.ونقلا عن تقرير نشره موقع شبكة "bbc" باللغة العربية، تقول "لي سو يون"، البالغة من العمر 41 عاما، إنها تطوعت للعمل في الجيش حين كان عمرها 17 عاما، لتضمن قوت يومها، نظرا للمجاعة التي كانت تعصف بالبلاد آنذاك، في تسعينات القرن الماضي.وبعد فترة من التحاقها بالمعسكر، فهمت مدى صعوبة الوضع، لدرجة أن معظم زميلاتها من المجندات انقطع عنهن الحيض بعد وقت قصير من تواجدهن في الجيش، إضافة إلى انتشار ظاهرة العنف والتحرش الجنسي والاغتصاب بشكل واسع.وتقول "لي سو يون" إنها لم تتعرض للاغتصاب خلال خدمتها في الجيش، بين عامي 1992 و 2001، لكن العديد من زميلاتها تعرضن لذلك.وأضافت: "كان قائد المجموعة يبقى في غرفته في الوحدة بعد انتهاء عمله، ويغتصب المجندات الخاضعات لقيادته، وسوف يحدث هذا مرارا وتكرارا دون نهاية".ويقول الجيش الكوري الشمالي إنه يتعامل مع الاعتداءات الجنسية على محمل الجد، وأن من تثبت إدانته بالاغتصاب يتعرض للسجن لمدة 7 سنوات.ورغم أنها تركت الخدمة قبل أكثر من عقد من الزمان، إلا أن "يون" ما زالت تحتفظ بذكريات عن رائحة تلك الثكنات الخرسانية.فعلى مدى 10 سنوات، كانت تنام في الطابق السفلي لسرير من طابقين، في غرفة واحدة مع أكثر من 12 امرأة. وكانت كل واحدة منهن تحصل على مجموعة صغيرة من الأدراج، لاستخدامها في وضع ملابسها.وفوق تلك الأدراج، كانت كل منهن تعلّق صورتين، إحداهما لمؤسس كوريا الشمالية "كيم إيل سونغ"، والثانية لخلفه "كيم جونغ إيل".وتقول المجندة السابقة: "كنا نعرق قليلا، وكان الفراش الذي ننام عليه مصنوعا من قشور الأرز، لذلك كانت رائحة الجسم أو أية روائح أخرى تنتقل إلى الفراش، ولم يكن ذلك شيئا لطيفا".وتضيف: "كامرأة، كان من بين أصعب الأمور التي نعاني منها هو عدم القدرة على الاستحمام بشكل صحيح".وتتابع: "نظرا لعدم وجود مياه ساخنة، كانوا يعملون على توصيل خرطوم بمجرى مائي بالجبل ويحصلون على المياه مباشرة من هذا الخرطوم، الذي كان ينقل إلينا بعض الضفادع والثعابين".وكانت الأعمال الروتينية اليومية هي ذاتها تقريبا بالنسبة للرجال والنساء على حد سواء، وإن كانت مدة التدريبات البدنية أقل للسيدات، لكنهن كن مطالبات أيضا بأداء الأعمال اليومية التي يُعفى منها الجنود الذكور، مثل التنظيف والطهي.وأبقت التدريبات الصعبة، وقلة الحصص الغذائية، آثارها على جسد "لي سو يون"، وزميلاتها المجندات.وتقول يون: "بعد فترة تتراوح بين 6 أشهر وعام من الخدمة، لم يكن الحيض يأتينا بسبب سوء التغذية والبيئة المجهدة".وتضيف: "كانت الجنديات يؤكدن إنهن مسرورات لأن الحيض لم يعد يأتيهن. كن يقلن إنهن يشعرن بالسعادة لأن الوضع كان من الممكن أن يكون أسوأ لو جاءتهن الدورة الشهرية في تلك الظروف الصعبة".وقالت "يون" إن الجيش لم يكن يقدم للمجندات متطلباتهن النسائية التي يحتجنها أثناء الحيض، خلال فترة التحاقهن بالجيش، مشيرة إلى أنها هي وزميلاتها الأخريات لم يكن لديهن خيار آخر في كثير من الأحيان سوى إعادة استخدام الفوط الصحية.
مشاركة :