باريس – طلبت فرنسا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول مسألة بيع مهاجرين أفارقه كرقيق في ليبيا، وفق ما أعلن الأربعاء وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان. وقال الوزير أمام الجمعية الوطنية الفرنسية "إن فرنسا قررت هذا الصباح طلب اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث هذه المسألة". وأضاف أن باريس "تفعل ذلك بوصفها عضوا دائما في مجلس الأمن ولديها القدرة على ذلك وتفعله". وكانت شبكة سي ان ان الأميركية بثت تقريرا يظهر مهاجرين يتم بيعهم بالمزاد في ليبيا، وقد تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أثار تعاطفا كبيرا واستدعى ردود فعل منددة في افريقيا والأمم المتحدة. واستدعت بعض الدول الافريقية سفرائها لدى ليبيا. ويعبر مهاجرون من دول افريقية عدة كغينيا والسنغال ومالي والنيجر ونيجيريا وغامبيا الصحراء إلى ليبيا على أمل أن يتمكنوا من عبور البحر المتوسط إلى ايطاليا. وفي تسجيل التقط بواسطة هاتف محمول، يظهر في التقرير شابان يُعرضان للبيع في المزاد للعمل في مزرعة، ليوضح بعدها الصحافي معدّ التقرير أن الشابين بيعا بمبلغ 1200 دينار ليبي اي 400 دولار لكل منهما. واعتبر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأربعاء تجارة الرقيق بحق المهاجرين الافارقة في ليبيا التي كشفتها قناة سي ان ان الأميركية "جرائم ضد الانسانية". وقال ماكرون إن "تنديد فرنسا مطلق"، ومن الضروري أن "نذهب أكثر من ذلك لتفكيك شبكات" المهربين وذلك بعد اجتماعه مع رئيس غينيا الفا كوندي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي. وقال كوندي من جهته إن "ما حدث في ليبيا أمر مشين وغير مقبول". واشار ماكرون إلى أن ما كشفته سي ان ان "يمثل فعلا تجارة بالبشر. إنها جريمة ضد الانسانية"، معتبرا أن هذه التجارة "تغذي الجرائم الأكثر خطورة والشبكات الارهابية، فيما "تولد 30 مليار يورو سنويا وتطال مع الأسف 2.5 ملايين شخص، 80 بالمئة منهم من النساء والأطفال". كما أكد ما كان أعلنه وزير خارجيته جان ايف لودريان في وقت سابق بشأن اتخاذ فرنسا "مبادرة في مجلس الأمن الدولي" بطلب اجتماع لبحث هذا الملف. وأضاف ماكرون "اتمنى أن نذهب أبعد بكثير في مكافحة المهربين الذين يرتكبون جرائم كهذه وأن نتعاون مع جميع دول المنطقة لتفكيك هذه الشبكات"، مذكرا بتبني "عقوبات ضد المهربين". ويستغل المهربون الفوضى السائدة في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 وما يرافقها من فراغ أمني ويغرون عشرات الالاف من المهاجرين الساعين إلى حياة أفضل بفكرة نقلهم إلى ايطاليا التي تبعد 300 كلم عن السواحل الليبية.
مشاركة :