عندما تتوفر بيئة الإبداع وتتاح الفرص للانطلاق، حتماً سيقتنصها المتميزون لترك بصمة في مختلف المجالات، الشاهد على ذلك؛ أن ما تقوم به دولة الإمارات من تحفيز لشبابها ومساعدتهم بتوفير ما يحتاجون إليه للتفرّد، قد آتى أكله، حين بدأت تتجلى نماذج ناصعة في الإبداع.. واحدة منها الشابة أميرة محمد المرزوقي خريجة كليات التقنية العليا، والحاصلة على بكالوريوس أمن المعلومات بامتياز، والتي حملت على عاتقها أهمية نشر الوعي البيئي متحمّلة ظروفاً غير عادية. لم ترضَ المرزوقي بما هو سهل وبسيط، لكي تنشر فكرتها وتدافع عنها، بل لجأت إلى لفت الأنظار باختيار أصعب الطرق للتعريف بما تقوم به، بأن سافرت إلى أنتاركتيكا بأقصى بقاع العالم في القارة القطبية الجنوبية، لتبعث رسالة للعالم بأن الشباب، والفتاة الإماراتية على الأخص قادرة على التحدي، حتى في أصعب الظروف. شغف البداية كانت من خلال شغفها المتنامي بحبها للبيئة وإدراكها لأهمية الحفاظ عليها ضماناً لحياة آمنة للأجيال الحالية والمستقبلية، فضلاً عن ذلك فقد كانت من العاشقات للرياضات الثلجية، ولذلك فقد عرفت سبيلها سريعاً بأن اختارت وجهتها نحو القطب الجنوبي، لكن ذلك لم يكن بالأمر السهل، بل يجب أن يكون هناك داعمون ورعاة حتى تكون هناك فائدة وتأثير يصل للجميع، وبعد جهد كبير تحقق لها ما أرادت. بالفعل تحقق الحلم عندما ذهبت إلى القارة القطبية الجنوبية مرتين متتاليتين الأولى 2015، والثانية مؤخراً، لتخوض- برأيها- أجمل وأصعب تجربة في حياتها على الإطلاق في أكثر مناطق العالم برودة، حيث شاركت في رحلة إلى منطقة «يونيون جلايسير» والتي تبعد نحو ألف كيلو متر من مركز القارة، وذلك لإجراء اختبارات وتجربة معدات الطاقة المتجددة في بيئة أنتاركتيكا الشديدة البرودة، بمشاركة 12 فرداً من جميع أنحاء العالم، حيث مكثت هناك 10 أيام خلال الأشهر التي لم تكن تغيب الشمس فيها أبداً، حيث كانت تنام في خيم غير مجهزة بأي وسائل تدفئة، إلا من أشعة الشمس. وعي ترى أميرة أن نشر الوعي بالبيئة بأي مكان، يعتمد على الأفراد بشكل كبير، فهم بداية أي خطوة لإيصال فكرة نافعة للمجتمعات، فيما تؤمن بأن أي تغيير صغير يؤدي إلى نتائج كبيرة، ولذلك فهي دائمة التطوع في كل الفعاليات المرتبطة بهذا الشأن.
مشاركة :