حان الوقت لطرد تركيا من حلف الناتو ـ

  • 11/23/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

من المؤكد أن أردوغان نجح في ابتزاز الغرب. إنه يستخدم نفوذه بمهارة للسيطرة على تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا، ويدعم الموقف الجيوستراتيجي التركي كمركز لنقل النفط والغاز إلى أوروبا. وتركيا تحت حكم أردوغان لا تنتهك حرية الصحافة والحريات الفردية وحق الجمهور في المظاهرات السلمية فحسب، بل إنّ كل طبقة من السلطات الحاكمة في تركيا – بما في ذلك الشرطة والقضاء والبيروقراطية والقيادة السياسية لحزب العدالة والتنمية – فاسدة في جوهرها وغير قابلة للإصلاح. لا يمكن لمنظمة حلف شمال الأطلسي أن تسمح لأحد دولها الأعضاء بتقويض التحالف من الداخل وتتوقع أن تكون قوة قابلة للحياة يمكنها الحفاظ على الأمن الأوروبي وقيمه الأخلاقية وحمايته. ولا ينبغي لأي بلد يقوده دكتاتور يهاجم حلفاء الولايات المتحدة – مثل الأكراد في سوريا – أن يظل عضوا في حلف شمال الأطلسي، ولا ينبغي لأي بلد باع أسلحة إلى "داعش" أن يكون عضوا في حلف شمال الأطلسي. ولا ينبغي لأية دولة تُغازل وتشتري أسلحة من عدو أميركا – روسيا – أن تظل عضوا في حلف شمال الأطلسي، ولا ينبغي لأي بلد يتحول إلى دولة إسلامية متطرفة من قبل زعيم متحمس أن يحافظ على مكانه كعضو في حلف شمال الأطلسي. ولا يوجد أي بلد ينتهك كل عقائد الديمقراطية ويشارك في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ويسبب الدمار لمواطنيه يستحق البقاء في حلف الناتو. لم تعد تركيا تحت حكم أردوغان شريكا يُعتمد عليه ولا جديراً بالثقة وأصبحت عبئا ً بدلا من أن تكون عضوا صالحا وبناء في المنظمة، الأمر الذي قد يؤثر تأثيرا سلبيّا ً شديدا على تماسك الناتو وفعاليته واستعداده لمواجهة أي تهديد للأمن الأوروبي. ولهذا السبب، يجب على حلف شمال الأطلسي أن يحذر أردوغان أنه ما لم يتراجع عن سياساته ويعيد المبادئ الديمقراطية الأساسية، ولا سيما حقوق الإنسان وحرية الصحافة، فإن تركيا سوف تُطرد من الناتو. وبالتأكيد، أنا لن أستغرب إن لم يتصرّف حلف شمال الأطلسي على هذا الأساس في أيّ وقت في القريب العاجل، ولكنني أشعر بشدّة أنه ينبغي إجراء مناقشة بشأن هذه المسألة الحرجة داخل الناتو.   د. ألون بن مئير أستاذ العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدولية بجامعة نيويورك ومدير مشروع الشرق الأوسط بمعهد السياسة الدولية

مشاركة :