رواتب المبتعثين.. أما آن لها أن تزاد؟

  • 9/17/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم : صالح الشهوان رائع هو برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث للخارج .. وقرار استراتيجي حاسم عالج مسائل عدة دفعة واحدة.. فقد حال دون تفاقم أزمة سياسة القبول في جامعات الداخل أو الاختناقات في السعة الاستيعابية لها، كما حال دون الإحراجات التي كانت ترافق بدايات كل عام دراسي في عمليات التسجيل والهرولة من أجل واسطة هنا أو هناك، وفي الوقت نفسه أتاح مدى زمنيا للدولة في التوجه إلى إنشاء وافتتاح الجامعات الجديدة ونشرها في مختلف مناطق المملكة لتسير بالتوازي مع برنامج الابتعاث حتى يكمل بعضهما بعضا. غير أن أهم هذه المسائل يتمثل في إتاحة فرصة ثمينة للطلاب والطالبات لكي يواصلوا تعليمهم الجامعي في جامعات العالم المتقدم علميا وتقنيا وحضاريا وهي فرصة تتعدى مسألة التحصيل العلمي النوعي في تلك البلدان إلى اكتساب الخبرة والتجربة والمهارة في إدارة الحياة العملية والتخطيط لها من خلال الاحتكاك المباشر مع مجتمعات عندها للوقت ثمن وللمعرفة والعلم أولويتهما وللانضباط في السلوك وتحمل المسؤولية الأهمية القصوى في ترسيخ المكانة العالية لكفاءة العمل والجودة في الإنتاج والتنافس فيها. وكم هي جوهرية هذه المكتسبات العلمية والمسلكية.. ونظن أن وزارة التعليم العالي من أشد الحريصين على أن يتحلى طلاب السعودية وطالباتها المبتعثون بأفضل ما يستطيعون اكتسابه من تأهيل علميا ومسلكيا وهو ما يقتضي بالضرورة حرصا مماثلا على توفير العامل الأساسي للاطمئنان وهو المرتب الشهري الذي يؤمن للمبتعث والمبتعثة مصاريف السكن والمعيشة واللباس والمواصلات والكتب والمستلزمات الدراسية الأخرى. وهذا ـــ مع الأسف ـــ ما لا يحققه حاليا مرتب المبتعث الشهري الذي لا يتجاوز 1800 دولار للمبتعث في الولايات المتحدة مثلا. من المؤكد أن مسؤولي الوزارة يدركون أن مستويات المعيشة في الولايات المتحدة، وأوروبا وغيرها باتت مرتفعة جدا وأن مبلغ 1800 دولار مبلغ غير قادر بأي حال على الوفاء بالمستلزمات الضرورية فمعظمه يذهب للسكن ويضطر الكثير من المبتعثين إلى الاعتماد على ما يصلهم من أهلهم، الذين يجد بعضهم عناء في تدبير ولو جزء من المبلغ ليرسلونه لأبنائهم أو بناتهم لمساعدتهم قدر المستطاع. لا أعرف على أي أساس تم تحديد سقف راتب المبتعث في أمريكا بـ 1800 دولار مثلا.. فأبسط دراسة ميدانية لمستوى المعيشة هناك، تأخذ في حسابها متوسط تكلفة المعيشة بين الولايات المرتفعة المستوى والأقل منها ستوضح بشكل قاطع وأكيد أن المرتب الحالي غير قادر على تسديد مستلزمات المبتعث الأساسية وأن معظم المرتب يذهب للسكن كما قلت. وهذا من شأنه أن يضع الطلاب والطالبات المبتعثين دائما في حالة قلق مستمرة، تنتابهم المخاوف من احتمال الطرد من السكن فيما لو عجزوا عن تسديد الإيجار والخوف من ألا يتبقى معهم ما يدفعونه لوسائل المواصلات أو الخوف من عدم القدرة على شراء الكتب المقررة التي مخصصها غالبا ما يذهب كله ثمنا لكتاب واحد، أو كتابين مما يعني احتمالية مواجهة الطلاب والطالبات لعدم القدرة على شراء كتبهم وبالتالي تعذر الالتزام بالحضور ومن ثم الوقوع تحت تهديد الفصل من الجامعة. أنت وأنا أقول هذا، أعرف أن مسؤولي وزارة التعليم قد سمعوا الكثير من شكاوى أولياء الأمور وقرأوا الكثير من صراخ المبتعثين في موقع الوزارة وفي موقع الملحقية في أمريكا وفي وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عما كتب في صحافتنا أو ما وصل خطيا لمسؤولي الوزارة من طلاب أو أولياء أمور. هذا كله يعني شيئا واحدا هو أن على وزارة التعليم العالي ألا تطيل أمد البحث والتفكير في هذا الموضوع الذي بات فعلا يقلق المبتعثين وذويهم، وألا يبقى الموضوع تحت الدراسة طويلا وانتظار اجتماع اللجان، وأن تتم مراعاة الحال أسوة بمبتعثي بعض جاراتنا الخليجية فهم لا يعانون في مرتباتهم الشهرية، فسقفها متوافق مع مستوى المعيشة، حيث يدرسون. والأمل في أن تبادر الوزارة إلى سرعة البت في مسألة زيادة مرتبات المبتعثين لكيلا يفسد هذا القصور في التمويل على طلابنا وطالباتنا مناخهم النفسي بالهواجس والقلق والظنون فيؤثر في تحصيلهم العلمي وفي صحتهم النفسية، وقد يدفع ببعضهم إلى العودة مضطرا، ويفقدنا كفاءة حال دونها شيء من المال. لذا نأمل من وزارة التعليم العالي معالجة هذا الأمر.. وخير البر عاجله. نقلا عن الاقتصادية

مشاركة :