أسبوع «الأندومي» الزائر الثقيل للطالب المبتعث في بلاد الدراسة طالت إقامته مع تزامن فترة الاختبارات وتسليم البحوث النهائية، أسبوع التقشف الذي ألفناه في البعثة له طقوسه الخاصة في معاودة زيارة عداد الراتب في «سعوديون بأمريكا»، أو الزيارات المتكررة للحساب البنكي. المخصص الشهري لمبتعثي أمريكا تمدد وبات قاب قوسين أو أدنى من أن يسجل أكثر من أسبوع على تأخره. الضحية في تأخر صرف الرواتب هم الطلبة، الذين يعانون الأمرين من تأخر صرف المخصصات الشهرية، وتبعات لا ترحم من غرامات، ورسوم على التأخير في دفع إيجار السكن، والرسوم الشهرية للخدمات من كهرباء وماء واتصالات. منذ سنوات ومنذ بداية الابتعاث وحتى اليوم لا يزال موعد صرف المكافأة لغزا محيرا لي، وربما للغالبية، فالمخصص الشهري لا يخضع لقوانين الجاذبية الهجرية أو الميلادية بل يخضع لقانون «السقوط الحر» لنيوتن الذي مات دون أن يشهد الاستخدام العظيم لقانونه في توزيع الراتب اليتيم من قبل المسؤول. حال المبتعث اليوم وهو أمام الصراف الآلي تترجمه هذه الأغنية الشهيرة «واقف على الصراف ولهان ومفلس»، فالمكافأة الشهرية للمبتعث يبدو أنها ما زالت مترددة في الاستقرار في غالب حساباتنا البنكية، التي أصبحت بالسالب من السحب بلا رصيد، ولسعيدي الحظ باتت «صفرية» إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. مشكلة التأخر في صرف الراتب لم تحظ بالاهتمام والمتابعة من قبل المسؤول الأول في وزارة التعليم والمالية، بل حظيت بتبرير من قبل الملحقية الثقافية بخلو ساحتها من المسؤولية ورمي الكرة في ملعب الوزارتين، ثم عقبها تصريح آخر يوم الأحد الماضي عن إيداع المخصصات الشهرية في حسابات الطلبة يوم الاثنين الماضي، ليفاجأ المبتعثون أن المكافأة أصبحت مثل «بيض الصعو» الذي يذكر ولا تعرف حقيقته، مع التزام المسؤولين السكوت أمام معاناة الطلبة من التصريح والتوضيح، ومعالجة الخلل المتكرر في الصرف غير الموحد بتاريخ محدد، والمشاكل العديدة المرتبطة بالمكافأة، التي تحتاج إلى إعادة نظر في الكثير من بنودها. المبتعث المتقشف صار هاويا للالتحاق بدورات تنظيم الميزانية، وإدارة الأزمات المالية التي قد تلوح في الأفق بين الفينة والأخرى، وتعلم المهارات الإسعافية لمحدودي الدخل، ومع ذلك تعجز تلك الدورات عن تزويد المبتعث بكيفية تجاوز» أسبوع الأندومي» بجدارة، لذا يظل العمل مع الدراسة من الحلول الناجحة بالرغم من صعوبة الأمر، لذا يلجأ المبتعث في البحث عن مصدر دخل آخر لضمان تجاوز أزمة الرواتب المتأخرة أو المقتطعة أحيانا، من خلال العمل في الجامعة أو خارجها بشكل قانوني، أو غير قانوني، لتجاوز الأزمات المالية. و يلجأ البعض من المبتعثين لمن لديه أطفال ويعتمد على المخصصات الشهرية فقط، ولا يحظى بالدعم العائلي، للمساعدات العينية للأم والطفل، التي تقدمها غالبية الولايات للمواطنين والمقيمين كخيار وحل مساعد، لفئة تعاني من توفير المستلزمات الضرورية لأطفالها. وأخيراً ... أكتب مقالي هذا لعل وعسى أن تحظى معاناة المبتعثين في تأخر صرف المكافآت المتكررة، والمطالبة بزيادة المكافأة، وحل مشكلة الحاضنات لأطفال المبتعثين، بما حظى به «بيض الحبارى» من اهتمام ومناقشة تحت قبة مجلس الشورى الموقر، ومساءلة وزيري التعليم والمالية عن معاناة المبتعثين المتكررة.
مشاركة :