لا تزال الأوساط السياسية في إسرائيل تهتم بالملف المصري، وهو ما ظهر مع الاهتمام بالحفل الذي أقامته السفارة الإسرائيلية في مصر أمس في مقرها الواقع بالمعادي، وهو الحفل الذي تم تنظيمه بمناسبة مرور 40 عامًا على زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى إسرائيل، ويبدو أنه مر وسط برود مصري يعكس جمود العلاقات “السياسية” بين مصر وإسرائيل بصورة واضحة الآن. ونقلت وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر صفحتها الرسمية “إسرائيل تتكلم العربية” أو صفحة “إسرائيل في مصر”، الخاصة بالسفارة الإسرائيلية بالقاهرة عن السفير الإسرائيلي بالقاهرة البروفيسور دافيد جوفرين تأكيده على أهمية الخطوة المصرية والسلام بين مصر وإسرائيل ، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس السادات مهدت فرص السلام بين إسرائيل والعالم العربي، مشيرًا إلى أن السلام مع مصر أمر مركزي، وأن مصر شريك رئيسي في السلام. وقال جوفرين في كلمة ألقاها بالحفل ونقلتها مواقع بعض من الصحف الإسرائيلية منذ قليل إن العلاقات بين مصر وإسرائيل وصلت اليوم إلى أقرب ما يكون، وهناك اتفاق في الكثير من القضايا المشتركة بين الطرفين. وأضاف جوفرين في هذا الاحتفال أيضا أن العلاقات المصرية – الإسرائيلية أصبحت عنصرًا حيويًا للحفاظ على الاستقرار ودفع عجلة السلام في المنطقة. وقد أثبت السلام بين مصر وإسرائيل متانة واستقرار، حتى في ظل أحداث عصيبة شهدتها المنطقة. ففي الوقت الذي نحتفل فيه بالزيارة التاريخية تنعم البلدان سنوات من السلام أكثر من سنوات الصراع”. اللافت أن هذا الاحتفال يأتي تزامنًا مع احتفال عقده الرئيس الإسرائيلي رءوفين ريفلين في إسرائيل، بهذه الزيارة، وهو الاحتفال الذي ضد جميع السفراء الإسرائيليين ممن خدموا بالقاهرة فضلاً عن السفير المصري في تل أبيب حازم خيرت، والذي أشاد بالسلام وأهميته في الاستقرار بالمنطقة. أصوات أخرى غير أن الواضح ومع متابعة تطورات هذا الملف الخاص بالعلاقات المصرية الإسرائيلية سنجد أن هناك اصوات ربما لا تتفق مع السياسات التي تنتهجها الخارجية الإسرائيلية أو بالأخص أصوات “مسؤولة” تننقد السياسات التي تتبعها إسرائيل في هذا الملف . وعلى سبيل المثال وفي مقال له اليوم بصحيفة إسرائيل اليوم اعترف السفير الاسرائيلي الأسبق بالقاهرة يتسحاق ليفانون بصعوبة ملف العلاقات المصرية الإسرائيلية الان. وقال ليفانون أن ما سماه ووصفه بظاهرة رفض الكثير من المسئولين المصريين لزيارة إسرائيل باتت واضحة، في إشارة إلى مبادرة الرئيس الإسرائيلي وبالتعاون مع الخارجية على دعوة السيدة جيهان السادات للحضور إلى إسرائيل في ذكرى زيارة الرئيس السادات إلى إسرائيل، وهي الدعوة التي رفضتها السادات ولم تقبلها. وقال ليفانون أن أنسب شخصية كان من الضرورى توجيه لها الدعوة لإسرائيل فى هذا التوقيت، هى ابنة الرئيس الراحل “كاميليا السادات“. وتابع أنه التقى بها من قبل فى الولايات المتحدة الأمريكية، وذُهل مما سماه بالاتفاق الملحوظ بينها وبين والدها الرئيس الراحل، ليس فى الشكل فحسب، ولكن فى الأفكار أيضاً. وراي ليفانون أن الأفضل لاسرائيل وللخارجية كان دعوة كاميليا السادات للزيارة وليس جيهان السادات. وبعيدا عن الهدف الذي يسعى إليه ليفانون من هذا المقال إلا أن الواضح تماما أنه يكشف عن حجم الخلافات أو الانتقاد الذي يوجهه بعض من الساسة أو المسؤولين للخارجية، خاصة أن ليفانون في النهاية شخص مسؤول وبالتالي فإن تصريحاته مهمة وتأتي في إطار يجب الاهتمام به لانها تنتقد إدارة المراسم التي وجهت الدعوة إلى زوجة الرئيس ولم توجه الدعوة إلى ابنته. ويبدو أن الذكرى الأربعين لزيارة السادات مرت ببرود مصري،
مشاركة :