قال الخليفة المنصور : إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة. فإن فساد الرأي أن تترددا. يقول المثل الإنجليزي ( متي توفرت الإرادة سهلت الطريقة ) والإرادة السياسية هي ما يحتاجه لبنان في الظروف العصيبة التي يعيشها خاصة بعد تراجع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن استقالته بعد غياب عن لبنان استمر 18 يوما كان فيها الحريري هو محط الأنظار وحديث الساعة بسبب الأحداث المتلاحقة والظروف الغامضة التي عاشها رئيس الوزراء اللبناني طوال الفترة السابقة. إن هذا البلد الجميل قد عانى -ولا يزال- الأمرّين من حزب الله الذي تحول دولة داخل الدولة ويهيمن علي القرار اللبناني بل ورّط لبنان في قضايا إقليمية مثل القضية السورية واليمنية والعراقية وزرع خلايا إرهابية في الكويت ومملكة البحرين مما دفع الحكومة السعودية إلى طلب عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية التي أدان بيانها الختامي تدخلات حزب الله وأيضا الحرس الثوري الإيراني في الشئون الداخلية لدول المنطقة . لا يختلف اثنان أن الوضع في لبنان بعد استقالة رئيس الوزراء الحريري يختلف كثيرا عن الوضع بعد سحب الاستقالة فهناك ضغط شعبي يساند رئيس الوزراء اللبناني في مطالبه التي كشف عنها في كتاب الاستقالة وهي نزع سلاح حزب الله وتحوله إلى حزب سياسي شأنه شان أي حزب لبناني آخر وأن يسحب ميليشياته من سوريا والعراق واليمن وأيضا أن تكف إيران عن دعم حزب الله والتدخل في شئون لبنان الداخلية ومصادرة القرار اللبناني.رئيس الوزراء سعد الحريري قام بزيارة فرنسا ومصر وأيضا قبرص قبل الوصول إلى لبنان وتكشف المصادر السياسية عن مبادرة قبرصية لنزع سلاح حزب الله بعد إجراء اتصالات مع الأطراف المعنية وهي النظام الإيراني والمملكة العربية السعودية والدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وذلك لتوفير ضمانات دولية لتنفيذ بنود المبادرة . قائد الحرس الثوري الإيراني جعفري وجه نقدا لاذعا إلى الرئيس الفرنسي ماكرون واتهمه بقلة الخبرة السياسية لأنه طالب بوقف تطوير نظام الصواريخ الباليستية الذي تطوره إيران ورفض رفضا قاطعا تسليم سلاح حزب الله وهو مايؤكد أن هذا الحزب الإرهابي هو مجرد أداة بيد طهران وهو لا يملك قراره بل إنه حزب مرتزق مأجور يتم تحريكه بالريموت كونترول من طهران وهو من أذناب النظام الإيراني والوكيل الحصري له في لبنان . من الواضح كما ذكر ولي العهد وزير الدفاع السعودي في لقاء تلفزيوني على قناة (إم بي سي) أن النظام الإيراني لا يفهم لغة الحوار وهو من أهم مبادئه تصدير الثورة ولايمكن التفاهم معه ولذلك لابد من المواجهة ونقل الحرب معه إلى داخل إيران لأن النظام الإيراني هو نظام دموي ولايزال يصر على إنشاء الهلال الشيعي وإحياء الإمبراطورية الفارسية . نعتقد أن استقالة سعد الحريري التي تراجع عنها قد علقت الجرس وفتحت الباب واسعا أمام الشعب اللبناني والتيارات اللبنانية للتعبير عن إرادة لبنان الحر ونزع سلاح الحزب سواء بالضغوط السياسية أو قد تتطور الأمور إلى حرب أهلية شرسة كما يتوقع البعض..إن أمام لبنان فرصة ذهبية لاستعادة هويته العربية التي سرقها حزب الله والعودة إلى الحضن العربي وتطبيق قرار مجلس الأمن 1701 الذي صدر سنة 2006 بعد الضربة الموجعة التي وجهتها إسرائيل إلى حزب الله وينص القرار علي تسليم حزب الله سلاحه وتحوله إلى حزب سياسي يشارك في الحكومة والبرلمان ولكن لا يكون مرتبطا بنظام الولي الفقيه وهناك أيضا مرجعية اتفاق الطائف الذي عقد في الطائف بعد نهاية الحرب الأهلية اللبنانية وهذا الاتفاق ينص على نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وتسليمه للجيش اللبناني. أن لبنان لايمكن أن يبقى محتلا من الراعي الرسمي للإرهاب الدولي النظام الإيراني من خلال سيطرة حزب الله التابع للنظام الإيراني على القرار اللبناني وقد آن الأوان لعودة لبنان إلى الحضن العربي مهما بلغت. التحديات والتضحيات .أحمد بودستور
مشاركة :