السعودية مستعدة للتضحية بالقضية الفلسطينية من أجل مصالحها

  • 11/24/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

"كم من الوقت سيمضي قبل أن يحلق علم إسرائيل في الرياض؟" كان هذا عنوان مقال بموقع "ميدل إيست مونيتور" البريطاني للبرفيسور كامل حواش رئيس الجمعية الأوروبية للتعليم الهندسي. ويقول حواش في مؤتمر بعنوان (الأزمة في المملكة العربية السعودية: خلافة الحرب والمستقبل) سُئلت الأستاذة مضاوي الرشيد من كلية لندن للاقتصاد إذا كانت تعتقد أن العلم الإسرائيلي سيحلق فوق الرياض خلال العامين المقبلين، فأجابت الرشيد: حسناً، من حيث وجود علم إسرائيل في مكة المكرمة أو في الرياض، فأنت لست بحاجة إلى رفع العلم لإجراء اتصالات". ويضيف البرفيسور: "فرقت الرشيد بين الاندفاع إلى التطبيع مع إسرائيل من قبل قادة الخليج، وبين موقف المواطنين، وأشارت إلى أن مؤتمر مكافحة التطبيع الذي عقد مؤخراً في الكويت، والذي تأمل أنه سيساهم في تعزيز ونمو حركة (بي دي إس) العالمية لمقاطعة إسرائيل، يعني أن هؤلاء الحكام الذين يقومون بتطبيع العلاقات مع إسرائيل لا يمثلون الجميع في الخليج، وأن هناك أشخاص قلقون ولا يزالون يهتمون بحقوق الفلسطينيين". وأوضح: "كان سؤالي بالطبع عن رمزية تحليق العلم الإسرائيلي في الرياض، وهل يعلن ولي العهد محمد بن سلمان عن علاقات رسمية مع الدولة الصهيونية؟ فبالنسبة لرجل قام بعملية تطهير، وضع من خلالها أبرز وأغنى منافسيه السعوديين تحت الإقامة الجبرية، فإن رفع العلم الإسرائيلي لن يكون صفقة كبيرة في غياب أي معارضة ملموسة، وهناك بالطبع تقارير قوية عن تزايد التطبيع بين إسرائيل ودول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقد شملت زيارة غير رسمية لإسرائيل من قبل الجنرال السعودي المتقاعد أنور عشقي في عام 2016، حيث اجتمع مع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية ومجموعة من أعضاء الكنيست لتشجيع الحوار في إسرائيل على مبادرة السلام العربية، وتعرض المبادرة تطبيع إسرائيل مع العالم العربي والإسلامي مقابل إنهاء احتلال الأراضي العربية، ولم توافق إسرائيل على هذا الاقتراح، في حين فشل المجتمع الدولي في ممارسة ضغوط كافية عليها لقبول ما أرادته منذ إنشائها على الأراضي الفلسطينية في عام 1948". وأشار الكاتب إلى أن رئيس سابق للمخابرات السعودية لديه تاريخ من التعامل مع المسؤولين الإسرائيليين، وقد بدأ ذلك بمصافحة مع نائب وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك داني أيالون في ميونيخ عام 2010، وكان آخر لقاء له كعضو في لجنة نظمها منتدى السياسة الإسرائيلية جنباً إلى جنب مع إفرايم هاليفي، المدير السابق لوكالة التجسس الموساد، عقد هذا الحدث في نيويورك، لم يكن الحوار يتعلق بمبادرة السلام العربية أو كيف يمكن إحلال السلام في الأرض المقدسة، ولكن حول نهج الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه إيران. وقال الكاتب إن اجتماعات بين الإسرائيليين والسعوديين يبدو أنها تجري على أعلى مستوى، وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن محمد بن سلمان نفسه قام بزيارة إلى إسرائيل في سبتمبر الماضي شملت لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقد نفى ذلك الجنرال عشقي، الذي قال "إن ولي العهد لم يزر إسرائيل، وأنا لم أذهب إلى إسرائيل، يجب على الجميع أن يعرفوا أنه وفقاً للقانون السعودي، لا يسمح لأي مسؤول سعودي أن يصافح إسرائيلياً". وبحسب صحيفة "هآرتس": "في حين لم تكن هذه زيارة رسمية، كان ذلك أمراً غير عادي للغاية، حيث لم يكن من الممكن أن يسافر عشقي إلى إسرائيل دون موافقة الحكومة السعودية". وبينما تواصل المملكة العربية السعودية نفي أي اتصال مع إسرائيل، فإن الأدلة على العكس تتزايد، وأكد وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينيتز، الذي كان عضواً في مجلس وزراء نتانياهو، في مقابلة مع راديو الجيش الاسرائيلي، وجود اتصالات، لكنه لم يصف تفاصيلها عندما سئل عن سبب "إخفاء العلاقات" مع السعودية، وقال: "لدينا علاقات خفية في الواقع مع العديد من الدول الإسلامية والعربية"، ونحن عادة ما نكون الطرف الذي لا يخجل، إن الجانب الآخر هو الذي يهتم بإبقاء العلاقات سرية معنا، لا توجد مشكلة، ولكننا نحترم رغبة الجانب الآخر، عندما تتطور العلاقات، سواء كانت مع السعودية أو مع الدول العربية الأخرى أو غيرها من البلدان الإسلامية، وهناك أكثر من ذلك بكثير، (ولكن) نحن نحافظ على سريتها". واختتم الكاتب مقاله بالقول: "في مقابل التعاون مع إدارة ترمب وإسرائيل لمكافحة التهديد المتصور من إيران، يبدو أن السعودية مستعدة للتضحية بالحقوق الفلسطينية، في الواقع إنها مستعدة لرمي الفلسطينيين للكلاب، وتفيد التقارير أنه عندما قام بن سلمان مؤخراً باستدعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرياض حيث قال له إما قبول اتفاق السلام النهائي ـ الذي سيتم في إسرائيل وتسويقه من قبل ترمب ـ أو الاستقالة".;

مشاركة :