سياسة أكرم راعي المصبغة - مقالات

  • 11/24/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حدثان شغلا الفضاء الإلكتروني في إجازة نهاية الأسبوع الماضي ...تزايد الكتب الممنوعة في معرض الكويت الدولي للكتاب، وتزايد الحضور الكويتي في حفل جنيفر لوبيز في دبي، وما يجمع الحدثان أولاً أن القارئ الكويتي يستطيع الحصول على كل ما منعه الرقيب الكويتي، إنما خارج المعرض بما يحمي وزير الإعلام من المساءلة النيابية عن الكتب المسموحة، وهنا سخرية القدر، إذ يفترض أن تكون المساءلة على المنع من نواب وصلوا إلى مقاعدهم عبر الديموقراطية، وأقسموا على الذود عن الحريات، فصار الحجب والمنع مطلبهم. وثانياً، أن الجمهور الكويتي حر في الطواف حول العالم تتبعاً لنجمه المفضل، لكن حريته مقيدة في إحضار هذا النجم أو ذاك وفقاً لمعايير النواب إياهم، وبما يحمي وزير الإعلام نفسه من المساءلة النيابية عن الحفلات الغنائية. يعني الوضع باختصار للحدثين، الكتب المنوعة والحفلات المنوعة. عيب مجلس الأمة ما يرضى وعليه الوزير ما يرضى والجمهور راضٍ. هذا المشهد باختيار يعيد إلى ذاكرتي مشهداً خالداً في مسرحية «ضحية بيت العز»، عندما صارحت الفنانة استقلال أحمد الفنان عبدالعزيز النمش الذي لعب دور الأم عن حبها لأكرم راعي المصبغة، فاختصرت لها قواعد العشق الأربعين، وهو بالمناسبة ممنوع في معرض الكتاب أيضاً، اختصرتها بجملة واحدة «حبيه بس ما ناخذ منهم ولا ياخذون منا»، أي أن الحب شيء والزواج شيء آخر وهذا مختصر السياسة التي يعيش عليها البلد. زواج تقليدي وحب أفلاطوني، والفيصل المساءلة ليسلم صاحب القرار من دون اعتبار لصحة القرار أو سذاجته. وصلنا العام 2017، ولا تزال الكتب تمنع وتروج قصاصات الكتب الممنوعة بصورة مبتورة مشوّهة تسيء لمروجها أكثر ما تسيء للكاتب المستهدف بالإساءة، فالأدب ينطوي على الكثير مما يمكن اعتباره قلة الأدب، ولكن قلة الأدب الحقيقية تكمن في عدم احترام الأدب وإخراج النصوص الأدبية عن سياقها الأدبي، وغير ذلك هناك من يتخذ المنع وسيلة لتأكيد صحة أحداث وردت في رواية أصر كاتبها أنها من نسج خياله الذي لا يخل بنسيج المجتمع، لولا مقص الرقيب الذي يريدنا أن نعيد سياسة أكرم راعي المصبغة، نحب في السر ونرفض أن يرى حبنا النور سواء كان هذا الحب كتاباً، أو جنيفر لوبيز. reemalme@

مشاركة :