الشارقة:«الخليج» شهد صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس، حفل تخريج الدفعة الثانية من برنامج الدبلومات المهنية في التراث، بمقر معهد الشارقة للتراث في المدينة الجامعية. بدأ الحفل بوصول صاحب السموّ حاكم الشارقة، إلى مقر المعهد، حيث استُقبل بالأهازيج الشعبية. ثم انتقل سموّه والحضور إلى مسرح المعهد، حيث بدأ التخريج بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات، وتلاوة آيات من الذكر الحكيم.ألقى الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس المعهد، كلمة قال فيها «يُعَدّ معهد الشارقة للتراث صرحاً علمياً وأكاديمياً وثقافياً، يعمل على ترسيخ المعارف التراثية والفنون الشعبية، عبر الدبلومات المهنية التي أطلقها، وشَملَتْ عدداً من التخصّصات المهمّة في التراث الثقافي، وبإشرافِ نُخْبَةٍ من الأكاديميينَ والخبراءِ والمتخصصين، بهدف تكوينِ كوادرَ مدرّبةٍ ومُتَسَلّحة بالمعارف النافعة في شتى فروع التراث الثقافي، لِسَدِ الفراغ الكبير الحاصل في التأطير العلمي والتكوين المنهجي في التراث، حيث تقتصر الكثير من التجارب البحثية على الجهد الفردي الذي يفتقر في بعض جوانبه، إلى الأُسُسِ المنهجيةِ السليمةِ، وقد عَمِلْنا جاهدين على أن تكون المساقات المُقدَّمَة في هذه الدبلومات شاملةً ومتكاملةً، حتى تستجيبَ لاحتياجات الباحثين والراغبين في تطوير خبراتهم وصقل مهاراتهم، وقد شرفتمونا يا صاحب السموّ بحضورِكُم وتكرِيمِكم للخريجين من الدفعة الأولى من أبنائكم».وتابع المسلم «اليوم يتجدّدُ اللّقاء ويَتَأكَّد العهدُ والوعدُ للنهوض بالتراث، منهجاً ودراسةً تتكئ على المناهج العلمية المعاصرةِ المتّبعةِ في أعرق الجامعات والمعاهد في العالم، لرفد الساحة العلمية والأكاديمية في دولتنا الحبيبة بكوادرَ على درجةٍ عاليةٍ من التكوينِ والتدريبِ والتمرّسِ، قادرةٍ على حفظ تراثها وتوثيقه وصونه من الضياع والاندثار، وما هذه الدفعة الثانية من الدبلومات المهنية، إلا لبنة ثانية، ستضاف إليها إن شاء الله لَبِنَاتُ أخرى، وستتوالى دفعات الخريجين تِبَاعاً مُحَمّلين بما ينفع الناس ويمكثُ في الأرض، كما نعمل الآن على إعداد برنامج دبلوم عالٍ في التراث الثقافي لمدة عامين، يتألف من ستة تخصصات ثقافية، تشمل إدارة التراث الثقافي غير المادي، وإدارة التراث الثقافي المادي، والسياحة الثقافية، والمتاحف، وإدارة المخطوطات، وإدارة المؤسسات الثقافية، وسيُطلق بحول الله في أغسطس من العام المقبل». وأضاف: «صاحب السموّ إننا إذ نحتفي اليوم بهذه المناسبة السعيدة، نتوجه بجزيل الشكر وعميق الامتنان إلى سموّكم، تقديراً لدعمكم وتشجيعكم غير المتناهي، والذي لولاه لما كان لهذا الحدث العلمي الواعد أن يكون، كما نتوجه بأصدق التهاني وأخلص التبريكات إلى الخريجين في كل الدبلومات المهنية، راجين لهم دوام النجاح والتقدّم والازدهار في حياتهم العلمية والعملية».بعدها ألقى عبد العزيز حسن الجروان، كلمة باسم الخريجين قال فيها «دأبت الشارقة على نشر العلم والمعرفة وتطوير مهارات الإنسان، لإيمان حاكمها بأهمية العلم والمعرفة في التنمية البشرية وبناء الأوطان، وقد استبشرنا خيراً بفتح المجال في معهد الشارقة للتراث، للحصول على دبلومات علمية ومنهجية متخصصة في التراث الثقافي، ما يتيح لكل طموح الحصول على خبرات أعلى، تسهم بدور فعال في التنمية وصون هذا التراث النفيس وحمايته». وقدم باسم الخريجين شكره إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة، لتفضله بتخريجهم قائلاً «إنني باسمي وباسم كل دارس وخريج، أتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على سحائب الكرم الثقافي والإنساني الكبير الذي أثمر أجيالاً تتسلح بالعلم والثقافة والأدب، فشكراً لكم أيها البحر الذي يجود بالخير والعطاء. كما لا يفوتني أن أشكر المعهد ممثلاً برئيسه الدكتور عبد العزيز المسلم، وكل الأساتذة المحاضرين في الدبلومات المهنية، ولكل من عمل على إنجاح مسيرة هذا الجهد الذي نطمح به إلى الإسهام في بناء رؤية الشارقة العلمية والثقافية».وتفضل صاحب السموّ حاكم الشارقة، بتسليم الخريجين والخريجات شهاداتهم، وهنَّأهم على هذا الإنجاز، راجياً لهم التوفيق والسداد في مجالات عملهم الثقافية والتراثية، كما تفضل سموّه بالتقاط صورة تذكارية مع الخريجين والخريجات.وتخلل الحفل عرض فيلم قصير، عن برامج الدبلومات المهنية المطروحة التي اعتمدها المعهد مطلع العام الماضي، حيث بلغ عدد خريجي الدفعة الثانية 80 خريجاً في الدبلومات الستة، التي تعدّ الأولى من نوعها في العالم العربي، وتتّصل بالتراث الثقافي بشقيه المادي وغير المادي، وتتوزع على مجالات عدة، هي: إدارة المؤسسات الثقافية، والجمع الميداني للتراث، وإدارة التراث الثقافي، وإدارة المتاحف، والتراث العمراني، وترميم المخطوطات والوثائق التراثية.
مشاركة :