صيف 1994 الساخن

  • 11/24/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بحث مخصص الدخول والأرشيفنسخة الجوالal - watanالرئيسيةالسياسةالمحلياتالاقتصادالثقافةالرياضةحياة الوطنيكتب لكمنقاشاترؤية 2030PDF آخر تحديث: الجمعة 24 نوفمبر 2017, 0:26 ص معتلّو الشوارع قنابل موقوتة 40% من المنشآت لم تسجل في ضريبة القيمة المضافة خادم الحرمين يتسلم رسالة من أمير الكويت هلاك خبير الصواريخ الإيرانية على الحدود تحويل الحالات الباردة إلى المراكز الصحية 2.3 مليون متر مكعب من المياه نُزحت من جدة 37 ألف مخالفة مرورية بالعاصمة في 24 ساعة معتلّو الشوارع قنابل موقوتة صيف 1994 الساخن بعد هذا كله، هل نُغفِل هذا النفس السياسي الثوري التخريبي الساعي إلى التغيير عبر أكاديمية التغيير، ونقول حرية رأي؟! هل نتفرج حتى تلحق بلادنا بالعراق وسورية وليبيا؟! كان شهر سبتمبر من عام 1994 وما تلاه صيفًا ساخنًا على الصحوة والصحويين بعد تلقيهم صفعة حكومية أزاحت شيئًا من ضبابية الرؤية وأوهام القدرة التي تمتعت بها الصحوة ورموزها، وذلك بعد سحقهم للحداثيين بداية من عام 1987 -وهو حدث إخواني في غالبيته- ثم تشكيلهم جسراً ممهداً لتنظيم الإخوان الدولي لتمرير أجندتهم عبر ترويج ما أسموه انتفاضة الحجارة على أنها إخوانية خالصة بلا شائبة -وهو أيضاً حدث إخواني-، وبعد أن تمكنوا كذلك من تشويه سمعة النساء المطالبات بقيادة المرأة للسيارة في نوفمبر 1990 -وهو حدث سروري في المقام الأول- ويعد هذا الحدث أول حدث يلقي فيه السروريون بثقلهم ويُبرِزون أنفسهم داخل السياق العام للحركية الإسلامية في السعودية التي تتنازعها عدة أطياف غالبيتها إخوانية الولاء والعقيدة. بدأت الصحوة –والتي تألفت من أجزاء متآزرة- وتحديدًا الجزء السروري مع الأزمة الخليجية 1990 بشقِّ الشرنقة والخروج بما لم يعهده الشارع السعودي، الذي لم ينس حادثة الحرم المكي 1979 بعد، فانطلقوا بمجموعة من المحاضرات والمكاتبات والتحركات التي حاولت الاستطالة على الدولة وكسر هيبتها في المجتمع وفي نفوس الشعب، وساعد على استطالتهم في ذلك أمران: أولها: السياسة السعودية المعروفة بإطالة النفس إلى أقصى حد ممكن، وفسح المجال للمخالف المناكف للعودة إلى جادة الصواب. ثانيها: التوجه العام الناجم عن الآثار النفسية لأزمة الحرب وأخطار صواريخ صدام ذلك الحين، والذي خلق حالة تديُّن قَلِقَة على كافة مستويات المجتمع وطبقاته كالفنانين واللاعبين والمشاهير حتى الأفراد العاديين، وهو الأمر الذي كون شعبية جارفة للصحويين مكنتهم من النفوذ إلى مشاعر وعقول أفراد المجتمع، وبالتالي النفوذ إلى ثقافة المجتمع ككل. يقود الصحوة في ذلك الوقت خبراء تمرسوا على مواجهة الحكومات من خلال تجربتهم الحركية في بلدانهم، فكانوا يوجهون رموز الداخل بطريقة معينة للتعامل مع الحكومة السعودية كما تعاملوا مع حكوماتهم ذات يوم، دون إدراكٍ للفروقات الشاسعة بين المجتمعات والحكام، وهو ما أثر تأثيرًا كبيرًا على الأحداث التالية. المراقب لعمل وتحركات الإسلام السياسي عن كثب يدرك وبكل بساطة السيناريوهات المحتملة - والتي تصل نسبة اليقين فيها إلى درجة عالية من الدقة- بما يمكن أن ينتج عن أي حراك إسلاموي، بسبب تكلس ثقافة العمل الحركي لهذه الجماعات واعتمادها على قيادة الرمز الواحد وسبيله الأوحد في العمل والحل، شخصيات مثل محمد سرور بن نايف زين العابدين عرَّاب السرورية –الفكر والحركة- أو عبدالمنعم بن صالح العلي العزي، والذي يعرف باسم محمد أحمد الراشد، أوغيره من قيادات تنظيم الإخوان الدولي، قاموا بتوجيه الدفة الحركية في الداخل السعودي بما اعتقدوا أنه سيصنع مكانة وصوتا واضحا للحركيين يُمكّنهم من الوصول إلى العمق السياسي بعد وصولهم وبجدارة إلى العمق المجتمعي والثقافي السعودي عبر بعض المؤسسات الحكومية، فقاموا بعدة مشاريع ومناشط، منها على سبيل المثال إنشاء ما يسمى لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية، وكان لمحمد سرور وعزام التميمي دور فاعل ومحوري في أعمال اللجنة والتعريف بها وتهيئة السبل لاستمرارها وتطور أعمالها، بل تطور الأمر إلى استقبالها في لندن وتهيئة كل الظروف الكفيلة بإنجاح مساعيها. قامت الدولة بعد أخذ وجذب وطول نفس بإيقاف مجموعة من الرموز الصحوية، جُلُّها سرورية وقلة إخوانية، فانطفأت بذلك شرارة شر داخلية مكَّنت الحكومة من مواصلة السير بالمجتمع والدولة عبر حقول ألغام ذلك الزمان، وصولًا إلى الحدث الأهم في القرن الحادي والعشرين، وهو حدث الحادي عشر من سبتمبر، والذي ألقى بظلال ثقيلة على العمل الحركي الإسلاموي الذي بدأ قبل الحدث بزمن وجيز بعمل خطط بديلة ومحاولة خلق أدوار جديدة. وعودة على عقد التسعينات، فقد شاعت نغمة وجملة نسمعها من رموز الصحوة، عما يخدم المرحلة وما لا يخدمها، بل تحدث الدكتور سلمان العودة في نوفمبر 1990 في شريط (لسنا أغبياء بدرجة كافية) عن وسائل وطرق لمحاصرة وإنكار حدث قيادة المرأة للسيارة الشهير في ذلك العام، وأحال إلى الشريط المذكور في شريط آخر عنوانه (مصدر عزة المسلم) في إجابة عن سؤال يتكرر كثيرًا على الدعاة السياسيين في كل زمان ومكان، وهو ماذا نفعل؟ وكيفية المواجهة؟ وما إلى ذلك... ذكر العودة في الشريط الأخير العديد من وسائل الضغط على الحكومة، ووسائل تجييش المجتمع ضد الفكرة المزمع إنكارها، وأشار إشارة خفية إلى أن هناك ما يمكن فعله أكثر من ذلك، ولكن يا شباب الصحوة الزموا الهدوء، والسكينة السكينة! وإياكم وأعمال قد لا تخدم الدعوة في مثل هذه المرحلة! بمعنى أننا في مراحل قادمة سنتجاوز هذه الوسائل إلى غيرها. تداعى إلى ذهني بعد استدعاء مجموعة من الإسلاميين في التاسع من سبتمبر الفائت، وكأننا نعيد أنفسنا مرة أخرى، ونكرر الحدث بثوب مختلف لا أكثر، وحالما تسرب خبر الاستدعاء رُبِط سببه بالأزمة الخليجية الحالية، وكون المستدعين مجموعة منحازة للدوحة، وهذا ما روّج له الإعلام القطري، وفي مقدمته قناة الجزيرة، بل صورت لمتابعيها ومشاهديها أن الاستدعاء جاء بسبب صمتهم، وعدم إعلانهم الوقوف بجانب الرياض في الأزمة، وهو ما يبرر الاهتمام القطري عبر التغطيات المكثفة للأذرع الإعلامية التابعة لها وتعليقات الإعلاميين والناشطين القطريين والموالين لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما تسعى الآلة الإعلامية القطرية إلى ترويجه تضليلًا للمراقب والمشاهد، وهو ما تَبرعت به قناة الجزيرة تحديدًا، ومع أن هذا الأمر الذي روجت له أذرع تنظيم الحمدين الإعلامية صحيح بالجملة، إلا أن ما وراء الأكمة أكبر من تأييد موقف قطر أو التحالف معها، وهو وحده قد يعني قلب السعودية إلى أتون حرب ساخن على كافة المستويات. بعد هذا كله، هل نُغفِل هذا النفس السياسي الثوري التخريبي الساعي إلى التغيير عبر أكاديمية التغيير، ونقول حرية رأي؟! هل نتفرج حتى تلحق بلادنا بالعراق وسورية وليبيا؟! هل تترك الدولة مواطنيها حتى تعبث بهم أيدي الفساد الخارجية، بلا أي إجراء وقائي، أوحتى ردة فعل؟! خالد العضاض 2017-11-23 11:25 PM

مشاركة :