باقولها مرة.. لو الحروف مُرة.. مستحيل اليأس.. باقولها وأنتِ.. في الجفا حرة.. إنما الإحساس.. ما نسيتيني.. ليست مجرد كلمات صاغها مهندس الكلمة بدر عبدالمحسن.. وتغنى بها صوت الأرض طلال مداح.. إنما هي عبارات بلسان حال كل مشجع هلالي.. يوجهها من أعماق قلبه للبطولة الآسيوية.. التي آن لها أن تخضع.. وحان الوقت أن تعود إلى زعيمها.. يرددها كل عاشق للزعيم الأزرق وهو يترقب بشغف لقاء إياب نهائي آسيا.. وسط ظروف وحظوظ قد تبدو للوهلة الأولى بأنها أصعب من مستضيفه أوراوا الياباني.. ولكن حتماً لأبطالنا رأي ثانٍ. تعادل غير عادل انتهى لقاء ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا لهذا الموسم بالتعادل الإيجابي بين الهلال السعودي وضيفه أوراوا الياباني في القمة الأولى والتي شهدها ستاد الملك فهد الدولي بالرياض مساء يوم السبت الماضي بحضور أكثر من 60 ألف متفرج يتقدمهم معالي الأستاذ تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة وسمو نائبه الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل والأستاذ عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم وعدد من رؤساء الأندية ونجوم الهلال القدامى وجماهير غفيرة رسمت أجمل صور الوفاء والإبداع في لقاء الذهاب. المباراة بدأت بشكل لم يكن يتمناه أي هلالي، حيث بادر أوراوا بتسجيل هدف أول مبكر في الدقيقة السابعة عن طريق مهاجمه البرازيلي الخطير رافايل سيلفا، ثم لم يكن منتصف الشوط الأول ليمضي إلا ويصاب أهم لاعب هلالي وهو البرازيلي إدواردو، ومع ذلك استطاع الهلال تسجيل هدف التعادل عن طريق هداف البطولة النجم السوري عمر خربين قبل نهاية الشوط بسبع دقائق وسط عديد من الهجمات السهلة التي أضاعها الفريق الهلالي. وفي الشوط الثاني واصل الهلال سيطرته المحكمة على مجريات المباراة وتسابق لاعبوه على إضاعة عديد من الفرص، وضغط الحكم الأردني أدهم مخادمة كثيراً على لاعبي الهلال بتعامله المبالغ فيه ضدهم على العكس من تعامله مع لاعبي الفريق الضيف ليعيد ذكريات الحكم نيشمورا الذي حرم الهلال من كأس البطولة في نهائي 2014 م أمام سيدني الأسترالي، ليعلن بعدها نهاية لقاء الذهاب بتعادل إيجابي بهدف لكل فريق، وهي نتيجة إيجابية للفريق الضيف كونه يلعب خارج أرضه. إياب حاسم تتجه الأنظار في تمام الساعة الواحدة والنصف ظهراً بتوقيت مكة المكرمة من يوم السبت المقبل إلى استاد سايتاما بمدينة سايتاما باليابان لمتابعة لقاء إياب نهائي دوري أبطال آسيا لعام 2017 م، والذي يجمع بين الهلال السعودي ومستضيفه أوراوا الياباني، وكان لقاء الذهاب الذي أقيم يوم السبت الماضي قد انتهى كما ذكرنا سابقاً بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق. الفريق الهلالي وصل إلى اليابان منذ الأحد الماضي استعداداً لهذا اللقاء المهم والمفصلي، وأجرى عديداً من التدريبات على الأراضي اليابانية، ويعي جيداً بأن الفريق الياباني صعب المراس على أرضه وبين جمهوره. ويدير اللقاء النهائي طاقم تحكيم أوزبكي مكون من الحكم المميز رافشان أرماتوف، ومساعد حكم أول عبدوكاميدولو راسولوف، ومساعد حكم ثاني جاكهونجير سايدوف، وحكم رابع مامور سايدكاسيموف، ونأمل أن يظهر هذا الطاقم بصورة أفضل مما ظهر عليه طاقم التحكيم في لقاء الذهاب. حظوظ الهلال تعتبر حظوظ فريق أوراوا الياباني أفضل من حظوظ الهلال في حسم اللقب، خصوصاً بأن اللقاء يقام على أرضه وبين جماهيره، ويتسع الملعب لقرابة 60 ألف مشجع ومن المتوقع امتلاء جميع المقاعد بالجمهور الياباني وكذلك جزء بسيط من الملعب لجمهور الهلال الوفي. لقاء الذهاب انتهى بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق، وبالتالي فإن فوز أي فريق بأي نتيجة يعني ذهاب البطولة له، أما التعادل السلبي فيعني ذهاب البطولة لأوراوا الياباني، والتعادل بهدف يعني تمدد المباراة لأشواط إضافية، والتعادل الإيجابي بأكثر من هدف يعني ذهاب البطولة للهلال. ويعي الهلال بأن أوراوا فريق صعب للغاية على أرضه، حيث لعب في هذه النسخة 6 مباريات على أرضه استطاع أن يكسبها جميعاً منها 3 مباريات في دور المجموعات ومثلها في أدوار الستة عشر والثمانية والأربعة. ولكن في المقابل فإن الهلال لم يخسر أي لقاء طوال مشواره في هذه النسخة، ولعب خارج أرضه 6 مباريات استطاع أن يكسب منها لقاءين ويتعادل في أربعة لقاءات. ظروف صعبة.. ولكن..! شهد لقاء ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا إصابة اللاعب البرازيلي إدواردو أحد أهم نجوم الهلال، وأكدت الفحوصات لاحقاً إصابته بقطع في الرباط الصليبي، ما يعني غيابه عن الملاعب قرابة ستة أشهر، وبلا شك فإن غيابه مؤثر عن أهم مباراة للهلال هذا الموسم. ومع ذلك فيجب على الهلاليين أن يتذكروا نهائي كأس أمم أوروبا الماضي وكيف الأغلبية كانت ترشح المنتخب الفرنسي بالفوز على المنتخب البرتغالي خصوصاً بأن المنتخب الفرنسي كان يفوق نظيره بالنجوم والمستويات والنتائج في تلك البطولة ويلعب على أرضه وبين جماهيره، بينما المنتخب البرتغالي كان يعول على لاعب واحد فقط هو النجم كريستيان رونالدو، وأصيب رونالدو بداية ذلك النهائي، وتم تغييره لتزيد حظوظ المنتخب الفرنسي في حسم اللقاء، ومع ذلك قاتل نجوم المنتخب البرتغالي حتى خرجوا بالتعادل، ثم قاتلوا في الأشواط الإضافية حتى فاجأوا الجميع بتسجيل هدف وحسم البطولة لمصلحتهم، وكان السبب الرئيسي لحسمهم البطولة هي رغبتهم في التأكيد للكل بأنهم قادرون على فعل شيء دون أهم لاعب في تاريخ منتخبهم. الهلال سيفقد إدواردو في النهائي كما فقد البرتغال رونالدو (تأثيره على منتخب بلاده أكبر بكثير من تأثير إدواردو على الهلال)، ونأمل أن يكون غيابه عاملاً إيجابياً لبقية اللاعبين في أن لديهم القدرة على التغلب على كل الصعاب، وحسم معركة الإياب. بقي أن نشير إلى أن الهلال فقد أسطورته يوسف الثنيان في نهائي الدوري عام 1994 م وظن الجميع بأن الأهلي سيفوز لأن الهلال فقد أهم لاعبيه، ولكن الهلال فاز بهدفي الأسطورة الآخر سامي الجابر، والذي فقده الهلال في نهائي كأس الكؤوس الآسيوية ضد هيونداي الكوري بسبب الإيقاف وظن الأغلبية بأن الهلال سيخسر النهائي ولكن البقية عوضوا غياب الجابر وحسموا الذهب للهلال، فهل يعيد التاريخ نفسه، نأمل ذلك، لنردد مع بدر عبدالمحسن وطلال مداح للبطولة الآسيوية: ما نسيتيني.. علمتني نجمة الصبح.. وزهرة البستان.. تصرخ الجدران.. الهوى البيبان.. لو هجرتيني.. يحلف الهجران.. ما نسيتيني..!
مشاركة :