تضاربت مواقف قيادات حزب الله والمقربين منه حيال الطروحات التي قدمها رئيس الوزراء اللبناني، سعدالدين الحريري، كشرط لإعادة النظر في استقالته، وعلى رأسها تكريس سياسة النأي بالنفس ووقف أنشطة الحزب الإقليمية، فقد أجمعت مصادر الحزب على مهاجمة السعودية، وسط تضارب في ما يمكن للحزب تقديمه من خطوات. فقد قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش في خطبة الجمعة، إن لبنان "استطاع أن يتجاوز الأزمة التي أحدثها التدخل السعودي السافر في الشؤون الداخلية اللبنانية بفعل تمسك اللبنانيين بوحدتهم، ورفضهم للإملاءات الخارجية" على حد تعبيره. وأضاف دعموش أن الأداء السياسي للمسؤولين في البلاد وأمين عام حزب الله، حسن نصرالله "أفرغ المغامرة السعودية من زخمها وأربك حساباتها وشكل صدمة للنظام السعودي فسقط ما في يده وفشل في خطوته" على حد قوله، ولكنه استطرد بالتأكيد على أن حزب الله "سيقدم المزيد من التعاون للحفاظ على حكومة الوحدة الوطنية وعلى الاستقرار السياسي والأمني في البلد." من جانبه، هاجم عفيف النابلسي، وهو أحد أبرز رجال الدين الشيعة المقربين من حزب الله، مفهوم "النأي بالنفس" الذي دعا إليه الحريري دون الإشارة إلى الحريري بالاسم، إذ قال إن الحديث عنه "هو كلام مخادع، يراد من ورائه محاصرة المقاومة وسلب قوتها بطريقة ناعمة" مضيفا: "من يطلب نأي المقاومة بنفسها عن الصراعات في المنطقة، هو بنفسه لا ينأى عنها! بل يتدخل بكل صلافة ووقاحة ليعيث فيها الفساد والخراب وينشر القتل والدمار" وفق قوله. وتابع النابلسي: "أين السعودية من النأي بالنفس في اليمن والعراق وسوريا والبحرين؟ فقبل أن يطلب من المقاومة التراجع إلى داخل الأراضي اللبنانية، هل له أن يطلب بكف أيدي السعودية وقطر وتركيا عن إرسال المسلحين ودعم الإرهابيين.. ثم إن من يطلب من المقاومة أن تنأى بنفسها اليوم هل سيطلب منها غدا أن تنأى بنفسها عن الصراع مع العدو الإسرائيلي!". وفقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
مشاركة :