التعويض علامة استفهام أزليّة - عبد الله إبراهيم الكعيد

  • 9/17/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مفجوعان أمريكيّان بابنهما الشاب جرّاء احتراقه وشاحنته الصغيرة بسبب حادث مروري. أذكر حكايتهما جيداً وأذكر أنني قرأت عن إصرارهما على وجود خلل في التصنيع أدى لاحتراق الشاحنة وبالتالي تفحّم جسد الابن وفقده للأبد. قررا البحث عن الحقيقة مهما كلّف الثمن. لن يستكينا حتى يُقاضيا الشركة العملاقة الشهيرة.. لم يفقدا الأمل بعد أن فقدا ابنهما الوحيد.. طرقا كل الأبواب ليس فقط من أجل تعويض مالي لن يُعيد الراحل العزيز بل من أجل حماية بقيّة البشر من مأساة قد تحدث لأحد فلماذا لا يوقفان المأساة قبل وقوعها. سألا الخبراء والمختصين في هندسة السيارات ووسائل السلامة وغيرها من الجهات. أمام إصرارهما العجيب قررت الشركة إجراء تحقيق فني حتى يرتاحوا من وجع الدماغ ويثبتوا ألاّ عيوب مصنعيّة. المفاجأة أن أثبت الخبراء بعد تجارب فرضية أتلفوا فيها مجموعة من المركبات التشبيهية التي صُممت لهذا الغرض بأن وجود خزان الوقود في مكانه الحالي وطريقة عمله يؤدي بالفعل لاحتراق السيارة في حالة الاصطدام الجانبي. الذي تم باختصار أيها السيدات والسادة أن قدّمت الشركة مبلغ (60) مليون دولار تعويضاً مالياً للأبوين وتم سحب جميع السيارات لذلك الموديل لتعديل وضع خزّان الوقود. سبب استدعاء هذه الحكاية من الذاكرة سؤال يلحّ في التواجد ضمن كثير من الأسئلة المُعلّقة: ماذا لو وقعت تلك الحادثة هنا في بلادنا؟ ثم.. هل سيُفكّر أصلاً أهل الضحيّة/ الضحايا بوجود سبب للحادث غير القضاء والقدر؟ فيما لو فكروا إلى أين سيحملون شكوكهم؟ فيما لو اهتدوا لجهة ما هل ستستقبل تلك الجهة شكواهم بصدر رحب واهتمام؟ ثم أين هم الخبراء أو هي المختبرات الفنيّة (أقصد لدينا بالطبع) التي يمكنها كشف العيوب المصنعيّة. وأين الجهات العدليّة(المحاكم) التي يوجد بها قُضاة مُتخصصون يقبلون الفصل في قضايا كهذه؟ أما بعد الأسئلة أقول: ينطبق هذا الحديث على حوادث (كان) خلف وقوعها خلل مصنعيّ أو غشّ في الجودة ليس فقط في السيارات بل في المعدات والقوابس الكهربائية والأجهزة المنزلية ولُعب الأطفال والملاهي إلى آخره.

مشاركة :