رقم الشهيد عبدالله الكعيد 74792 - عبد الله إبراهيم الكعيد

  • 3/5/2014
  • 00:00
  • 39
  • 0
  • 0
news-picture

رحم الله الرجل، فقد كان يحلم بالحرّية كبقية رجال سورية الشرفاء. رغم أن الاسم مطابق لاسم كاتب هذه السطور إلا أنه لا يربطني بالرجل أي صلة قرابة ولا معرفة. كنت أقوقل للبحث عن معلومة معيّنة سبق إيرادها في الموقع باسمي فإذا بي أجد موقعاً بعنوان "قاعدة بيانات شهداء الثورة السورية. تحوي صفحات الموقع الاسم ورقم الشهيد ومكان وتاريخ الاستشهاد والطريقة. مات عبدالله الكعيد بطلق ناري أثناء ما كان يدافع عن نفسه وأهله وعرضه وأيضا حلمهُ بالحرية من نظام فاشستي وحشي لم تشهد الأرض العربية في تاريخها الحديث دموية كما النظام السوري. أثناء تصفحي الموقع وجدت أن الشهداء كلهم سوريون لأنهم من أفراد الثورة السورية الحقيقيّة وليست تلك المليشيات الدخيلة من المنظمات الدينية المتوحشة مثل داعش والقاعدة والنصرة وحزب الله وغيرهم. هؤلاء ينبذهم كل شريف ومقاوم للنظام هناك.استغلوا الفلتان الأمني فتسللوا وبدأوا في تنفيذ مخططاتهم وأجنداتهم الخبيثة فاستقطبوا كل ممسوس عقل من أي مكان على وجه البسيطة ومنها بلادنا حيث غُرر ببعض فتياننا بدعوى الجهاد المزعوم. إن من يذهب إلى هناك فكأنه ذاهب لحفلة موت ومجزرة بشرية وحشية. ومثل ما قيل أهل مكة أدرى بشعابها فأهل سورية وشبابها والقادر منهم على حمل السلاح أدرى بالأوضاع وليسوا بحاجة إلى عناصر بشريّة تقاتل بقدر حاجتهم إلى المال والسلاح والدعم السياسي وهذا ما فعلته حكومة بلادنا بشكل واضح ومُعلن. حين قرأت الاسم شبيه اسمي تخيلت حال أم مكلومة بابنها أو أب مكلوم بابنه قُتل هناك بعد أن شجعه دعاة الضلال وتجار الدين. تخيلت شكل وقسوة الحزن الضارب في وجدانات إخوته وأخواته وهم يقرأون اسم أخيهم قد قُتل في أرض غريبة وبظروف غريبة وبأساليب ربما تكون غريبة. تخيلت نفسية أصدقائه الذين حاولوا ثنيه عن الذهاب إلى هناك خوفاً عليه وهو يصر بعدما اقتنع أن معانقة الحور العين زعماً تستحق التضحية بالروح..! ليس أنا من اُستشهد وليس هناك فرد من أسرتي فكّر مجرّد تفكير بالذهاب إلى حفلات الموت في سورية. وحسناً فعلت حكومتنا حين سهّلت درب من يود العودة إلى العقل أولاً وإلى الوطن تالياً.

مشاركة :