القاهرة – تعهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساء الجمعة برد قوي على هجوم ارهابي مزدوج استهدف مسجد في قرية الروضة - بئر العبد بشمال سيناء خلال صلاة الجمعة والذي أسفر عن مقتل 235 شخصا على الأقل واصابة العشرات. وقال السيسي، إن الجيش والشرطة سيردان بقوة بعد هجوم على مسجد في شمال سيناء. وأعلن الرئيس المصري الحداد لمدة ثلاثة أيام بعد الهجوم الذي قال إنه سيزيد صلابة البلاد وقوة إرادتها في مواجهة الإرهاب. وقال "ستقوم القوات المسلحة والشرطة المدنية بالثأر لشهدانا واستعادة الأمن والاستقرار بمنتهى القوة خلال الفترة القليلة القادمة هذا هو ردنا". وأضاف "سنرد على هذا العمل بقوة غاشمة في مواجهة هؤلاء الشرذمة المتطرفين الإرهابيين التكفيريين". وتابع "مصر تواجه الإرهاب نيابة عن المنطقة وعن العالم بالكامل وكل ما يحدث هو محاولة لإيقافنا عن جهودنا في مواجهة الإرهاب ومحاولة لتحطيم إرادتنا وتحركنا الرامي لإيقاف المخطط الإجرامي الرهيب الذي يهدف إلى تدمير ما تبقي من منطقتنا". وقال أيضا "تم إعلان حالة الحداد في مصر على هذا الحادث الغادر الخسيس الجبان الذي كان يهدف إلى تحطيم معنوياتنا وتدمير صلابتنا والتكشيك في قدرتنا. هذا العمل الإرهابي الآثم سيزيدنا صلابة وقوة وإرادة. نحن نقف ونتصدى ونكافح ونحارب الإرهاب". وقالت النيابة العامة المصرية ووسائل إعلام رسمية وشهود إن متشددين قتلوا 235 شخصا في مسجد الجمعة بمحافظة شمال سيناء عندما فجروا عبوة ناسفة وأطلقوا النار على المصلين المتدافعين إلى خارج المسجد وعلى سيارات الإسعاف. والهجوم واحد من أكثر هجمات المتشددين دموية في المحافظة المتاخمة لإسرائيل وقطاع غزة. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، لكن منذ 2014 تحارب قوات الأمن جماعة ولاية سيناء الفرع المصري لتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء. وخلال تلك السنوات قتل المتشددون مئات من رجال الجيش والشرطة. ادانات عربية ودولية للهجوم الغادر وتوالت الإدانات العربية والإسلامية والغربية للهجوم الإرهابي، حيث أدان مجلس الأمن الدولي الجمعة الاعتداء الارهابي على مسجد الروضة في شمال سيناء المصرية. وأعرب أعضاء المجلس في بيان عن خالص تعازيهم لأسر الضحايا وللحكومة المصرية، مؤكدين على أن ظاهرة الإرهاب بكافة أشكالها ومظاهرها تشكل واحدة من أشد الأخطار التي تهدد السلم والأمن الدوليين. وأعربت الامارات عن "إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه الجريمة الإرهابية الآثمة التي تتنافى مع كل القيم والمبادئ الإنسانية وتعاليم الشريعة الإسلامية السمحاء والأديان السماوية". وقالت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، إن "هذه الجريمة النكراء تكشف بما لا يدع مجالا للشك عن الوجه القبيح للإرهاب الأسود الذي لا يراعي للنفس البشرية وأماكن العبادة أي حرمة"، وفق الوكالة الرسمية. وأجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصالا هاتفيا بنظيره المصري سامح شكري، قدم خلاله تعازيه بضحايا الهجوم الإرهابي، بحسب مصادر دبلوماسية تركية. وأجرى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتصالا هاتفيا بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عبر فيه عن تعازيه ومواساته في ضحايا الهجوم الإرهابي. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن الملك سلمان أكد خلال الاتصال "أن هذا العمل الإرهابي الآثم يتنافى مع الدين الإسلامي ومع القيم الإنسانية". وجدد "وقوف المملكة مع مصر بكل إمكانياتها، وتقديم ما يلزم من مساعدة في محاربة الأعمال الإرهابية، وتجفيف منابعها". وفي السعودية أيضا عبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية عن "إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي"، مجددا "وقوف المملكة إلى جانب مصر الشقيقة ضد التطرف والإرهاب". وعبر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في برقية للرئيس المصري عن خالص تعازيه وصادق مواساته لضحايا الهجوم الإرهابي الآثم. وأعرب الصباح عن تضامن بلاده مع مصر وشعبها وتأييد جميع الإجراءات التي تتخذها القاهرة للحفاظ على أمن واستقرار البلاد. وبعث العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني برقية عزاء إلى الرئيس المصري في ضحايا الهجوم الإرهابي، وفق بيان للديوان الملكي الأردني. وأكد الملك عبدالله في البرقية تضامن بلاده الكامل مع مصر والوقوف إلى جانبها في مواجهة خطر الإرهاب الذي يستهدف الجميع دون استثناء. كما أدانت الحكومة الأردنية التفجير على لسان ناطقها الرسمي محمد المومني عبر بيان نشرته الوكالة الرسمية. ونددت سلطنة عمان أيضا بالهجوم . وأفاد بيان للخارجية العمانية نشرته وكالة الأنباء الرسمية، أن السلطنة تعرب عن "إدانتها واستنكارها الشديدين لهذا التفجير الإرهابي"، مؤكدة تضامنها مع مصر "ضد آفة العنف والإرهاب بشتى صوره وأشكاله". ودعا كافة دول العالم إلى بذل المزيد من الجهود لمحاربة الإرهاب والتصدي له بكل الوسائل والسبل الممكنة. ونددت الخارجية البحرينية بالهجوم وأكدت في بيان "وقوفها إلى جانب مصر في حربها ضد الإرهاب". وبعث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي برقية عزاء ومواساة إلى نظيره المصري، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب مصر. وأضاف أن "مثل هذه الأعمال الإرهابية التي تستهدف الأبرياء وهم في بيوت الله، تؤكد بشاعة أعمال الجماعات الإرهابية المتطرفة". ودعا هادي مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وكافة دول العالم إلى "الوقوف صفا واحدا وتقديم الدعم اللازم لمحاربة العناصر الإرهابية". ووصف المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ في تغريدة عبر حسابه على تويتر منفذي الهجوم الإرهابي ومن يقف وراءهم بـ"أعداء الإنسانية والدين". وقال بوزداغ إن "الإرهابيين الذين نفذوا الهجوم والمنظمات الإرهابية التي أصدرت أمر التنفيذ والجهات التي تستخدم تلك المنظمات في سبيل تحقيق أهدافها هم أعداء للإنسانية والدين والمعتقد". وأكد المتحدث أن "تركيا وشعبها يقفون إلى جانب مصر وشعبها ضد الهجمات الإرهابية"، مقدما التعازي لذوي الضحايا وللشعب المصري. وقالت الرئاسة التركية "تركيا تشاطر بإخلاص الشعب المصري الصديق والشقيق معاناته الناجمة عن الهجوم البشع". وأعربت قطر أيضا عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" للهجوم. وفلسطينيا، أدانت الرئاسة والفصائل والأحزاب الفلسطينية هجوم سيناء في بيانات وتصريحات منفصلة. ونقل بيان عن الرئيس محمود عباس استنكاره "بأشد العبارات هذه الجرائم الإرهابية"، وتأكيده "وقوف الشعب الفلسطيني وقيادته إلى جانب الشقيقة مصر وقيادتها في حربهم على الإرهاب وضد كل من يحاول المس بالأمن القومي المصري". كما هاتف عباس نظيره المصري، لتعزيته بضحايا الهجوم الإرهابي، مؤكدا أن "الإرهاب البغيض، لا يستهدف فقط مصر، بل الأمة العربية ككل"، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية. واعتبرت حركة حماس الفلسطينية، الهجوم "تجاوزا لكل التشريعات السماوية والقيم الإنسانية واستفزازا للمسلمين"، وتقدمت بالتعازي لمصر وشعبها، كما صدر عن وزارة الداخلية والأمن الوطني التي تديرها في قطاع غزة، بيان إدانة منفصل. فيما صدرت عن الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحركة "المجاهدين" وحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورابطة علماء فلسطين، إدانات وبرقيات تعزيه لضحايا الهجوم والشعب المصري. وأدان السودان الهجوم. وقالت الخارجية السودانية في بيان، إنه "جريمة تتنافي مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية". وأعلنت عن تضامن السودان الكامل مع حكومة مصر في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ علي أمن وسلامة مواطنيه. وفي سياق متصل، أدان المجلس الوطني الفلسطيني الهجوم الإرهابي في بيان لرئيسه سليم الزعنون. وأدانت الخارجية التونسية في بيان "الاعتداء الإرهابي الغادر"، وجدّدت "موقفها الداعي إلى تضافر جُهود المجموعة الدولية لأجل تكثيف التعاون والتعجيل بإرساء الآليات الفاعلة والناجعة للتصدي لهذه الآفة المقيتة (الإرهاب)". كما ندد العراق في بيان الاعتداء الإرهابي، معربا عن تعازيه للحكومة المصرية وأهالي الضحايا والشعب المصري. ونددت منظمات عربية ودولية بالهجوم. وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أرسل برقية تعزيه للسيسي على خلفية الهجوم، مؤكدا استعداد بلاده لزيادة التعاون مع مصر في محاربة الإرهاب والتطرف. وفي تغريدة له عبر تويتر، أدان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهجوم ووصفه بـ"الإرهابي المروع والجبان"، فيما صدر عن سفارة واشنطن لدى القاهرة بيان إدانة، أكدت فيه التزام واشنطن بدعم أمن مصر وشعبها. بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تغريدة عبر تويتر "تعازيّ لضحايا الهجوم المروع الذي استهدف مسجدا في مدينة بئر العبد بسيناء". كما صدر عن الخارجية الفرنسية بيان إدانة، فيما وصف سفيرها لدى القاهرة ستيفان روماتيه الهجوم في تغريدة له بـ"الوحشي والعار". كما أدان سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر إيفان سوركوش الهجوم وأكد عبر حسابه على تويتر "مساندة الاتحاد الأوروبي لمصر في مكافحة الإرهاب". من جهتها قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي "فوجئت بالهجوم المدمر على مسجد في شمال سيناء". وتابعت في تغريدة على تويتر "التعازي إلى جميع المتواجدين في مصر المتضررين من هذا العمل الشرير والجبان". وأدان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي أنجيلينو ألفانو الهجوم الإرهابي وعبّر في عن "تضامن إيطاليا ووقوفها إلى جانب شعب مصر"، مشددا أن "الخوف لن تكون له الغلبة في نهاية المطاف". كما تقدمت السفارة الإسرائيلية لدى القاهرة في بيان بتعازيها في الحادث. ويعد الهجوم الإرهابي المسلح هو الأضخم والأكثر دموية في تاريخ مصر الحديث، فيما أعلنت الرئاسة وفق التلفزيون الرسمي، الحداد لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد. وقالت مصادر بينها مصدر أمني وشهود عيان، إن تفجيرا وقع عقب الصلاة بعبوة ناسفة خارج المسجد، تلاه إطلاق نار بشكل عشوائي من جانب مسلحين مجهولين على المصلين داخله، مما أوقع تلك المجزرة الكبيرة في صفوف المدنيين. ويأتي الهجوم بعد هدوء نسبي للعمليات المسلحة شمال سيناء ضد قوات الجيش والشرطة. وتعتبر تغييرا نوعيا نادرا عبر استهداف مسجد منذ انطلاق المواجهات العسكرية لعناصر مسلحة في 2013. وفي أكتوبر/تشرين الأول، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مد حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة أشهر نظرا لـ"الظروف الأمنية الخطيرة التي تمر بها البلاد". وفي سياق متصل أعلن الجيش المصري الجمعة، مقتل مسلحين اثنين، وسط سيناء شمال شرقي البلاد. وقال العقيد تامر الرفاعي المتحدث باسم الجيش في بيان إن "قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميدانى تمكنت من القضاء على تكفيريين وتدمير 6 دراجات نارية وعدد من الأوكار الإرهابية تحتوى على كمية كبيرة من المواد التي تستخدم في تصنيع العبوات الناسفة بوسط سيناء". وتابع "تواصل قوات الجيش الثالث الميدانى جهودها للقضاء على العناصر التكفيرية والإجرامية بوسط سيناء".
مشاركة :