«ما عرفنا يا قطر» انحطاط أخلاقي جديد لدول الحصار

  • 11/25/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بعد أغنية «علم قطر» التي شارك فيها مغنون سعوديون، و«قولوا لقطر» التي لم تخرج عن نفس الإطار في نسختها الإماراتية، وفي ظل الفشل السياسي والإعلامي لحصار قطر الذي يتواصل لما يقارب ستة أشهر، تواصل دول الحصار إصرارها على إقحام الفن في السياسة، وهذه المرة من خلال أغنية سعودية- إماراتية، حملت عنوان «ما عرفنا يا قطر»، والتي قام بتأليفها تركي آل الشيخ ولحنها رابح صقر، فيما شارك في أدائها كل من: محمد عبده، رابح صقر، عبدالمجيد عبدالله وعبادي الجوهر، من السعودية، ووليد الشامي وماجد المهندس من العراق، علماً أن المهندس تم تجريده من جنسيته السعودية مؤخراً، وحسين الجسمي من الإمارات، فيما تم إنتاجها من طرف شركة «روتانا» لمالكها الوليد بن طلال أحد نزلاء فندق الريتز في الرياض، والمتهم بقضايا فساد من طرف السعودية.وتواصل الإسفاف والسب والقذف والتهديد والوعيد بين ثنايا كلمات هذه الأغنية التي تعتبر سقطة جديدة من سقطات الفن الخليجي، علما أنه سبق لقطر أن احتضنت هؤلاء المشاركين فيها، خاصة الفنانين السعوديين الذين فتحت لهم أبواب مهرجاناتها، في الوقت الذي كان يحرم فيه الغناء بالسعودية، وتشح فيه المهرجانات قبل ظهور هيئة الترفيه، حيث كان هؤلاء المشاركون محط تكريم من طرف قطر ومهرجاناتها، كما أن الفنانين الذي وقعوا على هذا العمل المنحط، سبق لهم الظهور في الأغاني السابقة، لينضم إليهم عبادي الجوهر في هذا الإسفاف، وهو الذي كان محط تقدير من طرف محبي الفن في قطر، وكانت مهرجانات سوق واقف تكرمه دائماً، وتمنحه شرف افتتاح حفلات الربيع، بل وكان مكرماً في أولى نسخ مهرجان «الوتر الخامس»، الذي نظم في «كتارا» شهر مارس الماضي. فيما كانت تمنح شرف ختامها لمحمد عبده الذي كان سباقاً إلى عض اليد التي مدت إليه من طرف قطر في كل المهرجانات، بل ونظمت له حفلات خاصة حظي فيها بكل الاحتفاء والتكريم الذي لم يصبه في بلده السعودية. فيما يؤكد هذا العمل على أن باقي المشاركين فيه مجرد «رقع شطرنج»، يتم تحريكها وفق هوى الواقفين وراء حصار قطر، من أجل تبرير الفشل الذي منوا به في كل المحافل، بعد أن نجحت قطر في عكس نتائج الحصار لصالحها. والغريب في من يستمع إلى كلمات هذه الأغنية وما سبقها من أغانٍ أنها تحاول إقناع الخليجيين أن قطر هي سبب الأزمة، رغم أنها فتحت أبواب الحوار منذ أول يوم لها دون أن تجد آذاناً صاغية، حيث يصر من ألفها على أن الدوحة سبب الأزمة، في محاولة لشحن العواطف ضدها، لكنه لا يعرف أن من يدفعهم دفعاً لوضع أصواتهم عليها إنما يواصلون السقوط من عيون جمهورهم الذي كان دائماً حاضراً في حفلاتهم، ليتأكد أنهم مجرد «أصوات» تسخر لما يُطلب منها، خاصة أن عدداً منهم كثيراً ما «تشدقوا» بضرورة فصل الفن عن السياسة، وأن الفن يجمع ما تفرقه السياسة، لكن خسائرهم مما اقترفته أصواتهم يفوق مكاسبهم اللحظية.;

مشاركة :