أجرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس، مباحثات هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بشأن القمة الثلاثية حول سوريا التي استضافتها مدينة سوتشي الروسية، فيما اكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أن اردوغان حصل من نظيره الامريكي على ضمانات بوقف تزويد اكراد سوريا بالسلاح، بينما المح اردوغان الى امكانية فتح حوار مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد، في وقت قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، خلال لقائه بالمبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا، إن روسيا دعمت الجهود التي قامت بها السعودية لجمع المعارضة السورية تحت منصة واحدة. وكان أردوغان، أشار في وقت سابق، أمس، إلى أنه ليس معارضا تماما لإمكانية فتح حوار مع النظام في دمشق، لكنه أكد في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، أنه ليس هناك أي اتصال مع نظام دمشق «حاليا» رغم معارضتهما المشتركة للأكراد. وقال أردوغان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه أن نظيره السوري بشار الأسد «ينظر باستياء» إلى وحدات حماية الشعب التي تدعمها الولايات المتحدة في مواجهة تنظيم «داعش»، لكن تركيا تعتبرها «إرهابية». وقال أردوغان «حاليا لا وجود لشيء من هذا القبيل». لكنه بدا أنه يترك الباب مفتوحا لاتصالات من هذا النوع قائلا إن «ما سيحدث غدا مرتبط بالوضع». وأضاف «كما تعرفون أبواب السياسة مفتوحة دائما حتى اللحظة الأخيرة». ومن جهته، اعلن وزير الخارجية التركي ان حصل أمس على ضمانات من نظيره الامريكي دونالد ترامب، بان واشنطن ستتوقف عن تزويد الفصائل الكردية في سوريا بالسلاح. واضاف في تصريح صحافي ان ترامب «اعطى تعليمات واضحة جدا بوقف تسليم الاسلحة الى وحدات حماية الشعب الكردي، واكد بانه كان يجب وقف هذا الامر قبل وقت طويل». من جهة أخرى، قال لافروف إن وزارة الدفاع الروسية تبذل جهودا كبيرة لإنهاء الأزمة في سوريا من خلال إنشاء مناطق تهدئة تتوقف فيها الأعمال القتالية، ما يؤثر إيجابيا في عملية التسوية وكل ذلك يصب في مصلحة الشعب السوري. وأشار وزير الخارجية الروسي إلى النتائج التي تمخضت عن الشراكة الروسية - التركية - الإيرانية المتمثلة في رعاية محادثات أستانة، قائلا: «أسست الشراكة بين الدول الثلاث لإنشاء مناطق خفض التوتر في سوريا، الأمر الذي فرض واقعا صحيا وحالة من الهدوء على الأرض، وهو ما مهد لأول مرة منذ بداية النزاع في سوريا لجمع الوفد الحكومي السوري في أستانة مع المعارضة المسلحة». من جانبه، قال دي ميستورا إن الاجتماع كان «مفيدا»، مشيرا الى أن الدستور السوري والانتخابات ستكونان على رأس الموضوعات المطروحة للنقاش على جدول أعمال المحادثات السورية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف بعد أيام. وقال دي ميستورا خلال لقاء أجراه مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو انه يأمل «طي صفحة الماضي» في سوريا، بينما دعا وزير الدفاع الروسي الى «اتخاذ اجراءات وايجاد حوافز اضافية لمواصلة الجهود الهادفة الى اقامة حوار بين المعارضة وسلطات دمشق».الى ذلك، أعلن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، أمس، أن الرئيس فلاديمير بوتين، بحث مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي، التسوية السورية في ظل نتائج اللقاءات الدولية في سوتشي. وقال بيسكوف في تصريح صحفي: «خلال الاجتماع تم تبادل الآراء بشكل مفصل، في ضوء اللقاءات الدولية التي أجراها الرئيس مؤخرا في سوتشي، بما في ذلك زيارات الضيوف الأجانب والاتصالات الهاتفية». (وكالات)
مشاركة :