حددت الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية أربعة محاور رئيسة تُمكّن المسؤولين عن إعداد وتأهيل الشباب للوظائف المستقبلية في مختلف المؤسسات الرسمية المعنية، أبرزها بذل مزيد من الجهد لتنمية الجانب الأكاديمي لدى الشباب، وتطوير المهارات الرقمية بما يواكب التطور التكنولوجي الهائل الحالي والمتوقع مستقبلاً، بالإضافة إلى السعي للكشف عن مواهب الشباب في مختلف مجالات العمل، وصقلها بما يحقق الفائدة للمجتمع. • إعداد شباب المستقبل أفادت دراسة الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بأنه «آن الأوان لأن يصبح التدريب على المهارات الحياتية والوسائل الموثوقة لتقييم ذلك التدريب جزءاً لا يتجزأ من المناهج التعليمية وعمليات التدريب في الشركات، حتى نصبح مواطنين مواكبين للمستجدات ومتعددي المهارات والتخصصات بالقرن الحادي والعشرين». وتابعت: «علينا جميعاً (صغاراً وكباراً) تبني التعلم باعتباره مسعى متعدد الجوانب مدى الحياة، وعندئذ يمكن للمجتمع العالمي تجاوز عالم الأمس لإعداد شباب اليوم والمستقبل». • الدراسة طالبت باكتشاف مواهب الشباب في مختلف مجالات العمل وصقلها بما يحقق الفائدة للمجتمع. • مطالبة بإعداد تصور حول ما يجب أن تفعله الدولة لتوظيف الشباب. واعتبرت الهيئة أنه مع تغير طبيعة العمل في وظائف الغد، ستتزايد أهمية نجاح الشاب في التغلب على عقبات مثل تعدد الثقافات، وحل المشكلات فوراً، والتكيف مع التغيير، والقدرة على المرونة. وتفصيلاً، دعت دراسة (نشرت في العدد الأخير من مجلة «صدى الموارد البشرية»، الصادرة عن الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية)، المعلمين ومسؤولي المؤسسات والشركات والموظفين الحاليين والمحتملين، إلى بذل المزيد من الجهد لتحديث تدريباتهم ومهاراتهم لتحسين حياتهم المهنية، حتى يظلوا أفراداً مناسبين ومنتجين في مهنهم، لمواكبة متطلبات مجالات العمل المتطورة كل يوم. وذكرت الدراسة أنه يجب على موظفي اليوم والغد إعداد تصور متكامل حول المقصود بالتعلم، مطالبة المسؤولين عن إعداد الشباب في مختلف المؤسسات الرسمية المعنية بالعمل على إعداد تصور حول ما الذي يجب أن تفعله الدولة نحو توظيف الشباب، مستشهدة بتجربة أجرتها «المؤسسة الدولية للشباب» (تتخذ من «بالتيمور» الأميركية مقراً لها) حول احتياجات الشباب لدخول سوق العمل بشكل فعّال وإيجابي، انتهت إلى وجود أربعة مجالات يحتاج الشباب إلى إعداد قوي فيها. وأوضحت أن أول هذه المحاور يتمثل في «الجانب الأكاديمي»، مشيرة إلى أنه على الرغم من اعتبار محو الأمية الأساسية والقدرات الحسابية للأشخاص من المهارات الأساسية لأي مهنة أو وظيفة ما، إلّا أنهما وحدهما ليستا كافيتين لضمان نجاح الشاب، لأنه في الغالب يوجد ارتباط بين تطوير الجانب الأكاديمي للشباب والحرص على تنمية مهاراتهم الأساسية، وبين مواجهة صعوبات الحصول على المهارات التقنية التي يحتاجون إليها للعمل. ووفقاً للدراسة، فإن المحور الثاني يتمثل في ضرورة «إتقان المهارات الرقمية»، إذ إن محو الأمية الرقمية وحده ليس بالأمر الكافي، بل ينبغي أن يكون تدريس العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أجزاء قياسية من المناهج الدراسية التي تبدأ في مرحلة مبكرة وتستمر طوال فترة الدراسة، مشددة على أهمية تشجيع المدرسين والإداريين والآباء والبنات على دراسة موضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، للتغلب على ما وصفتها بـ«الفجوة الواسعة بين الجنسين» في هذه المجالات. وقالت الدراسة إنه «كنتيجة طبيعية لتدريب العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والمهارات الرقمية، ينبغي التشديد أيضاً على قيمة تعلم لغة ثانية في هذا العالم متعدد الثقافات والمترابط أكثر فأكثر». وركز المحور الثالث، وفق الدراسة، على ضرورة إعداد برامج تدريبية لصقل المواهب الشابة وتنمية المهارات الحياتية، وأخرى تأهيلية للإعداد للحياة العملية، معتبرة أنه مع تغير طبيعة العمل في وظائف الغد، ستتزايد أهمية نجاح الشاب في التغلب على عقبات مثل تعدد الثقافات، وحل المشكلات فوراً، والتكيف مع التغيير، والقدرة على المرونة. وأكدت أن تطوير طريقة التفكير يعد أمراً ضرورياً للمتعلمين مدى الحياة، فقد تعد المعلومات التي يتم تعليمها اليوم قديمة في غضون فترة من خمس إلى 10 سنوات مقبلة، ومن ثم فإن قدرة الشباب على التفكير النقدي والإبداعي والعثور على المعلومات وتحليلها، والقدرة على التعلم المستمر، ستكون أهم السمات المطلوبة في سوق العمل مع مرور الوقت. واعتبرت الدراسة أن رابع وآخر المحاور المطلوب تنميتها لدى الشباب لإعدادهم لسوق عمل متطور الوظائف، يتمثل في «تعزيز المهارات الحياتية المعرفية وغير المعرفية»، والمتعلقة بالاستعداد للعمل، حيث اعتبرت هذا الأمر من المكملات الأساسية للمهارات الأكاديمية في معرفة القراءة والكتابة والقدرة الحسابية والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات واللغة.
مشاركة :