أكد مديرون في مطاعم ومقاهي سوق واقف التراثي أن الشهر الحالي بات يشهد انتعاشة كبيرة في نسب الإشغال، لا سيما في النصف الثاني منه، وأرجعوا ذلك إلى التحسن الملحوظ الذي طرأ على الطقس في الآونة الأخيرة، حيث ساهم برفعها إلى نحو 50 % مقارنة بالأشهر الماضية، بالإضافة إلى تواصل الارتياد ليلاً ونهاراً وعدم اقتصاره على فترات معينة من اليوم.ولفت هؤلاء لـ «العرب» إلى أن النسب باتت تحافظ على ارتفاعها على مدار الأسبوع إلا أنها تبلغ ذروتها في نهايته، مشيرين إلى أن السوق بدأ يشهد توافد السياح الأجانب، لا سيما أولئك القادمين عبر البواخر البحرية السياحية الأمر الذي يشعل الموسم السياحي لهذا العام في حال استمراره ورفع وتيرته. وتمنى المديرون أن تكثف الجهات المعنية حملاتها الترويجية للمعالم السياحية الأبرز بالدوحة وخاصة سوق واقف التراثي، والزج بكوادر للإرشاد السياحي، وذلك بهدف تعريف هؤلاء السياح القادمين من شتى بقاع العالم، والذين من المحتمل ألا تكون لديهم خلفية جيدة عن تلك الأماكن، بهدف جذب المزيد منهم إلى السوق، لافتين إلى أن قدوم السياح الأجانب في هذا الوقت يساهم في تنشيط السياحة المحلية بشكل كبير، ويدحر تأثيرات الحصار الجائر على دولة قطر، وينعش الحركة التجارية في الدوحة والسوق ككل. وانطلق موسم السياحة البحرية 2017/2018 في قطر نهاية الشهر الماضي، وذلك مع وصول الباخرة السياحية «سيبورن إنكور» إلى ميناء الدوحة وعلى متنها 600 راكب، لتكون بذلك هي الباخرة الأولى من إجمالي 21 سفينة سياحية يُتوقع وصولها إلى الدوحة خلال هذا الموسم الذي يستمر حتى شهر أبريل من العام المقبل 2018. وقبل أيام أيضاً، رست في ميناء الدوحة، الباخرة العملاقة «ماين شيف 5»، لتصبح أول باخرة سياحية عملاقة تصل إلى قطر في موسم السياحة البحرية 2017-2018. ويبلغ طول الباخرة 293 متراً، وتتألف من 15 طابقاً، فيما تبلغ طاقتها الاستيعابية حوالي 4000 راكب. انعكاس إيجابي وفي هذا السياق، قال دريد سعيد مدير مطعم لوجيرمه: «إن وتيرة الإقبال على مطاعم السوق بدأت بالتزايد المتسارع نظراً لتحسن أحوال الطقس بشكل لافت منذ منتصف نوفمبر تحديداً، الأمر الذي رفع نسب الإشغال نحو 90 % على مدار الأسبوع، فيما تصل إلى ذروتها في نهايته بحيث تفوق حاجز الـ 100 %، وبالتالي فإن موسم السياحة البحرية وتوافد البواخر المحملة بالسياح لا بد أن ينعكس إيجاباً على السوق ويحقق مزيداً من الانتعاش على جميع مرافق وعدم اقتصارها على المطاعم بل وستمتد أيضاً إلى جميع المرافق السياحية في الدوحة». ولفت الى أنه ينبغي على الجهات المعنية أن تكثف حملاتها الترويجية للمعالم السياحية الأبرز بالدوحة وخاصة سوق واقف التراثي، والزج بكوادر للإرشاد السياحي، وذلك بهدف تعريف هؤلاء السياح القادمين من شتى بقاع العالم والذين من المحتمل ألا تكون لديهم خلفية جيدة عن تلك الأماكن، الأمر الذي يساهم في رفع مستوى الإقبال المنظم لتلك المرافق الحيوية في البلاد، متوقعاً أن يصل إلى نسب قياسية في الأيام والأشهر المقبلة من المرتادين والزبائن من مختلف الجنسيات، مما يضفي ميزة إضافية إلى السوق. استمرارية التوافد من جانبه، قال عواد خالد، مدير مطعم البندر: «تشهد المطاعم في سوق واقف هذه الأيام تحسناً كبيراً في مستويات الإقبال بسبب اعتدال الحرارة والرطوبة، حيث ارتفعت بنسبة تفوق 50 % في نوفمبر مقارنة بالأشهر السابقة، وتستمر طيلة أيام الأسبوع بنسب متفاوتة إلا أنها تبلغ ذروتها في الإجازة الأسبوعية بطبيعة الحال»، وأشار إلى أنه من الملاحظ مؤخراً ازدياد أعداد السياح الأجانب الذين يرتادون السوق ومطاعمه على شكل مجموعات بنسب جيدة، وإذا ما ازداد تدفق السفن المحملة بهؤلاء الزوار خلال الأسابيع والأشهر المقبلة فإن ذلك من شأنه أن يحقق انتعاشة قياسية بالنسبة للسوق ككل، ولمختلف المرافق السياحية بالدوحة أيضاً، وأن ينشط عجلة الاقتصاد كذلك، ويثبت عدم تأثير الحصار الجائر على دولة قطر بأي حال من الأحوال على الموسم السياحي لهذا العام، متمنياً أن يزداد ويستمر توافد السياح أكثر مستقبلاً. تنشيط السياحة بدوره، قال حاتم عمار مدير مقهى ليالي القاهرة: «لقد بدأ فعلياً توافد الكثير من السياح القادمين من البواخر السياحية الراسية في ميناء الدوحة إلى سوق واقف مؤخراً وارتياد مطاعمه ومقاهيه، حيث إنه بإمكاننا تمييزهم عن غيرهم من الزوار والسياح، وباتوا يحققون نسب إشغال جيدة إلى حد ما، إلا أنه لا زال الاعتماد الأول والأخير على الزبائن من داخل قطر أكثر حالياً بسبب اعتدال الطقس»، وأوضح أن نسب الإشغال قد بدأت بالارتفاع في نوفمبر بشكل لافت حتى بلغت أكثر من 40 % مقارنة بشهري أكتوبر وسبتمبر، حيث كانت تقتصر خلالهما على فترات المساء فقط في الغالب بينما حالياً باتت تشمل الليل والنهار ولا سيما في إجازة نهاية الأسبوع، متمنياً أن تكون وتيرة قدوم البواخر السياحية أكثر في الأيام المقبلة حتى ترفع الانتعاشة التي يعيشها السوق حالياً. ولفت إلى أن قدوم السياح الأجانب في هذا الوقت يساهم في تنشيط السياحة المحلية بشكل كبير، ويبرهن على عدم تأثير الحصار الجائر على دولة قطر، وينعش الحركة التجارية في الدوحة والسوق ككل، وبالتالي هي ظاهرة إيجابية وتنعكس بالأثر الجيد على البلاد. وخلال هذا الموسم، من المقرر أن تدشن 5 سفن جديدة أولى رحلاتها إلى قطر، كما تزور ميناء الدوحة للمرة الأولى سفينتان عملاقتان، حيث تقوم السفينة الألمانية العملاقة «ماين شيف 5» والسفينة الإيطالية «إم إس سي سبلنديدا» معاً بـ 12 زيارة إلى ميناء الدوحة، وقد حلَّت «إم إس سي سبلنديدا»، التي سوف تحمل على متنها 3900 راكب، محل «إم إس سي فانتازيا» التي قامت بزيارتها الأولى للدوحة العام الماضي، وذلك في ظل استمرار نمو الطلب السياحي على المنطقة ولا سيما في فصل الشتاء. 50 ألف زائر يصلون قطر عبر البواخر السياحية هذا الموسم يشهد قطاع سياحة البواخر نمواً ملحوظاً، حيث تضاعف عدد الركاب الذين وصلوا إلى قطر الموسم الماضي بنسبة 1000 % عن الموسم الذي سبقه، ومن المتوقع أن تستقبل قطر قرابة 50 ألف زائر على متن البواخر السياحية هذا الموسم، الذي يستمر حتى أبريل 2018. ومن المقرر أن تعود باخرة «ماين شيف 5» إلى ميناء الدوحة سبع مرات خلال الموسم، إلا أنها لن تكون الباخرة العملاقة الوحيدة التي تصل إلى الدوحة وعلى متنها آلاف الركاب وأفراد الطاقم، حيث من المقرر كذلك وصول سفينة «أم.أس.سي سبلنديدا»؛ التي ستقوم بدورها بست زيارات إلى الدوحة. وتستعد قطر لهذا النمو الكبير من خلال مشاريع ضخمة، من ضمنها مشروع إعادة تطوير ميناء الدوحة ليصبح مرفأ دائماً للبواخر السياحية، حيث سيكون الميناء مع نهاية المشروع قادراً على استيعاب باخرتين ضخمتين في الوقت نفسه. وتشير التقديرات إلى أن قطاع السياحة البحرية -ولدى الانتهاء من جميع أعمال التطوير الجارية- سوف يتمكن من استقطاب أكثر من 500 ألف راكب، وتحقيق عوائد مالية تقدر بـ 350 مليون ريال سنوياً بحلول العام 2026.;
مشاركة :