ذكرت عكاظ (12 نوفمبر) أن توجيهات سامية صدرت قبل أكثر من 3 سنوات باعتماد 900 مليون ريال لإنشاء 3 مراكز للتوحد في 3 مناطق هي الرياض وجدة والدمام، ولكن حسب الصحيفة أصابت هذه المشروعات (المعتمدة) سكتات قلبية متتالية فلم يظهر لها أثر.ومما جاء في (التفسير) الأثير لما يجري خلف الكواليس أن هذه المشروعات الثلاثة قد تحوَّلت بقدرة قادر إلى ما يُسمى «مراكز الاضطرابات الإنمائية العصبية»، والتي يزعم أنها تعالج 11 نوعاً من الإعاقة بما فيها مشكلات التوحد الذي يعاني منه 120 ألف طفل على مستوى المملكة. هو عدد كبير جدا! ربما يُشكِّلون أكبر شريحة من الأطفال الذين يحتاجون عناية خاصة يصعب توفيرها في البيوت وحدها.أين ذهبت هذه (المليونات) الكثيرة؟ وإذا كان من المقرر إنفاق 300 مليون ريال لكل مركز توحد، فمعنى ذلك أن هذه المراكز كبيرة وضخمة ومجهزة بما يليق لمواجهة هذه الحالات المستعصية غالباً. اليوم لا يجد المواطن بديلاً سوى في دول مجاورة مثل الإمارات العربية المتحدة أو الأردن! تصوروا في الأردن مراكز معظمها خاصة تأوي عشرات أو مئات الأطفال السعوديين المصابين بالتوحد، بالرغم من علمنا جميعاً بشح الموارد المالية وضعف الإمكانات المادية في الأردن!!وعندما جاء الفرج، وصدر التوجيه الكريم تبخرت الأحلام وضاعت المطالبات، وجاء المعذّرون ليقولوا لنا خذوا (البديل) المتواضع الذي قد لا يتجاوز غرفة في مبنى أو ربما مجرد لوحة لا تغني ولا تسمن من جوع ولا مرض ولا رهق!في عصر الشفافية والمحاسبة والمساءلة لابد من كشف حساب متكامل تُوضَّح فيه الملابسات، منذ مولد المبادرة الكريمة والتوجيه الرفيع إلى حين وأد الفكرة كاملة والإجهاض عليها قبل مولدها!!ثم السؤال الذي يليه: هل من بدائل؟ هل نستمر في إرسال فلذات أكبادنا المرضى بهذا السلوك غير الإرادي إلى دول مجاورة لتظل قلوب الآباء والأمهات معلقة، والفواتير باهظة (مع استثناء الذين تدفع لهم الدولة مشكورة كل التكاليف).هل من بديل يا أصحاب الرأي الجميل؟!
مشاركة :