ربيع حسين الجامع: النقد لا يستطيع أن يجاري الكم الهائل من النصوص التي تطرح، وهنا أعني النصوص التي تستحق أن يتناولها النقاد، ولا بد أن أشير للعلاقات الشخصية التي تتدخل بدرجة كبيرة. وأضاف: من ناحيتي تعرضت مرة إلى نقد جارح من أحد النقاد وكان يعرفني شخصياً وأعرفه وطالبني أن أترك الشعر، كان هذا في عام ٢٠٠٦ إذا لم تخني الذاكرة فكان ردي ثقافياً (انصب نقده على مجموعتي كنت سأدعو الشمس) وبعدها وفي نفس العام أصدرت مجموعتي الثالثة (اقترب أو ابتعد لا فرق). مرة أخرى نقد علي شبيب الورد نصا لي نشرته في "الزمان" وعنوانه "لمن تشير سباباتنا في شارع السعدون" وضم هذه المقالة في كتاب أصدره عنوانه "دهشة القراءة الاولى" يتناول فيه عددا من الشعراء العراقيين والعرب، علماً بأنني لم أكن حينها أعرف علي شبيب حينها ولا يعرفني إلا من خلال كتاباتنا في "الزمان"، جاء في مطلع مقالته حول النص "لا يمكن لنا إلا أن نحتفي علانية بالشاعرية التي ترتكب جنحة الشعر". وكتب ناقد آخر هو ربيع شاكر الجبوري مقالة مطولة عن نصي "صفصافة الطفولة" نشرت في جريدة "الزمان" أي أن بعض النقاد مشكورين تناولوا نصوصاً لي ولم يتناول أحد مجموعتي الاخيرة "رفقاً ارث الذاكرة" علماً أني وزعتها في حينها في مهرجان الكميت الثالث عام ٢٠١٣ بعد وصولها مباشرة وجزء منها وزعته على ادباء في أربيل. ولا يرى الشاعر الجامع ضيراً من المسابقات والمهرجانات الشعرية التلفزيونية، ولا يحمل أية حساسية تجاهها ما دامت تساعد على تحريك المشهد الشعري العربي بالرغم من خلفيتها الإعلامية، ويستمتع وهو يتابع حلقاتها أحيانا، لكنه لا يفكر أن أشترك بأي واحدة منها . وعن أحوال المثقفين والمبدعين العراقيين داخل العراق يقول: حالهم حال الشعب فهم جزء منه ويصيبهم ما يصيب الشعب من كفاف عيش وربما أكثر. وأتحدث هنا بالعموم، وربما هناك استثناءات، المثقف والمبدع يشكو من عدم وجود دار للنشر أهلية أو مؤسساتية تتناول منجزه طباعة وإصداراً وتوزيعاً، فالمبدع حينما يصدر كتاب ما، يكون ذلك على حسابه الشخصي ويوزع منجزه مجاناً على المعارف والأصدقاء والمهتمين بشؤون الادب، أو في المهرجانات والملتقيات الادبية، وبالرغم من أن الدائرة الثقافية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق أخذت على عاتقها اصدار مجموعة واحدة شهرياً، ولا أعرف إذا كان هذا التقليد لا يزال مستمراً أو لا، المهم حتی هذه الخطوة بأحسن الاحوال لا تستطيع اللحاق بالإنتاج الثقافي والمنجزات التي تنتظر فرصتها. وعن طموحاته وأحلامه، يقول: أن أرى بلدي يرفل بالسلام والامان وأن تكون لدينا مدنية بعيدة عن المحاصصة وشعبي العراقي موحداً تحت سارية علمه ونتخلص نهائياً من الارهاب وآفة الفساد، وعلى المستوى الشخصي أن أنجح بطبع مجموعتي وربما تكون الاخيرة، أجمع فيها كل ما أستطيع أن أجمعه من نصوص كتبتها منذ أكثر من خمس سنوات. كلمتي الى الشعراء الشباب ألا يتصوروا أن آخر نص لهم هو الافضل بل يطمحوا أن ينتجوا الافضل، وأن يستزيدوا من المطالعة التي لا يستطيع أي أديب أن يستغني عنها، لكي يديم مفردته وأدوات إبداعه، وكلمة أخيرة إلى الحكومة أن يلغوا الاستقطاع من رواتب الموظفين والمتقاعدين وعودة المكافأة السنوية للأدباء التي شملها التقشف أيضا.
مشاركة :