قال التلفزيون الرسمي، إن الحكومة الباكستانية طلبت اليوم السبت من الجيش مساعدة الشرطة في فض اعتصام ينظمه متشددون إسلاميون يسدون الطرق الرئيسية المؤيدة للعاصمة إسلام أباد، منذ أكثر من أسبوعين. ونقل التلفزيون الباكستاني الرسمي عن إخطار من وزارة الداخلية قوله، «الجيش استدعي لضبط القانون والسيطرة على الموقف في العاصمة». وخاضت الشرطة الباكستانية معارك كر وفر اليوم السبت مع نشطاء من حزب (حركة لبيك يا رسول الله- باكستان)، يرشقونها بالحجارة، لكنها فشلت في إبعاد النشطاء الذين يسدون الشوارع المؤدية للعاصمة. وبحلول المساء انضم متظاهرون آخرون للمشاركين في الاعتصام وانتقلت الاحتجاجات إلى مدن رئيسية أخرى، حيث يلوح النشطاء بعصي ويهاجمون السيارات في بعض المناطق. وذكرت تقارير من مستشفيات، إن عشرات الأشخاص أصيبوا بينهم كثير من أفراد الشرطة. وقال محتجون، إن أربعة نشطاء قتلوا على الرغم من أن الشرطة قالت، إن الأحداث لم تشهد سقوط قتلى. وأمرت هيئة تنظيم الإعلام الإلكتروني بوقف بث القنوات التلفزيونية الخاصة وبقي البث مقصورا على التلفزيون الرسمي. وأغلق نشطاء من (حركة لبيك يا رسول الله- باكستان)، وهي حزب إسلامي متشدد جديد، الشوارع الرئيسية المؤدية إلى العاصمة لنحو أسبوعين، واتهموا وزير القانون بالتجديف، وطالبوا بإقالته واعتقاله. وقال إعجاز أشرفي المتحدث باسم الحزب لـ«رويترز» عبر الهاتف من الموقع، «نحن آلاف. لن نرحل. سنقاتل حتى النهاية».فوضى وتآمر وتعد الحركة أحد حركتين سياسيتين متشددتين شهدت الأشهر الماضية صعودهما على الساحة، ويبدو أنهما تستعدان للعب دور كبير في انتخابات قد تجرى بحلول صيف العام المقبل، رغم أن من غير المرجح فوزهما بأغلبية. وقال وزير الداخلية أحسن إقبال، إن المحتجين هم جزء من «مؤامرة» لإضعاف الحكومة التي يهيمن عليها حزب رئيس الوزراء المخلوع نواز شريف، الذي أقالته المحكمة العليا في يوليو/ تموز، بسبب عدم الإبلاغ عن دخله. وقال إقبال في التلفزيون الرسمي، «هناك محاولات لإثارة الفوضى في البلاد… أنا مضطر للقول بأسى إن الحزب السياسي الذي يوصل رسالته للناس على أساس عقيدة شديدة القدسية يستغل في مؤامرة تهدف إلى نشر الفوضى في البلاد»، لكنه لم يحدد من يعتبرهم مسؤولين عن الأمر. ودعا قائد الجيش اليوم السبت، الحكومة إلى إنهاء الاحتجاج مع «تجنب العنف من الجانبين». ودعا زعيم المعارضة عمران خان، لإجراء انتخابات مبكرة وقال، إن الإدارة «الضعيفة والمرتبكة» سمحت بحدوث «انهيار تام في الحكم». وقال مسؤول الشرطة سعود ترمذي لـ«رويترز»، إن الاشتباكات اندلعت اليوم السبت عندما بدأت الشرطة عملية يشارك فيها نحو أربعة آلاف شرطي لفض اعتصام نحو ألف ناشط من حزب حركة لبيك يا رسول الله-باكستان. وأظهرت لقطات تلفزيونية اشتعال النيران في سيارة للشرطة وتصاعد الدخان واشتعال الحرائق في الشوارع مع تقدم شرطة مكافحة الشغب. وقاوم المحتجون الذين ارتدى بعضهم أقنعة الغاز وخاضوا معارك كر وفر على الطرق السريعة الخاوية والأحياء المحيطة. وأصاب المحتجون الحياة اليومية في العاصمة بالشلل وتحدوا أوامر قضائية بفض الاحتجاج، مطالبين بإقالة وزير القانون والعدل وحقوق الإنسان زاهد حامد. وينحي الحزب باللائمة على الوزير في تغييرات أدخلت على قسم انتخابي يقول الحزب، إنه يصل إلى حد التجديف. وتقول الحكومة، إن التغيير كان مجرد خطأ كتابي وغيرته إلى ما كان عليه. والنداء الرئيسي في احتجاج حركة لبيك يا رسول الله- باكستان، هو «الموت للكفرة». وولدت الحركة من رحم احتجاج حركة مؤيدة لممتاز قدري، وهو حارس شخصي لحاكم إقليم البنجاب قام بقتل الحاكم في 2011، بسبب دعوته لإصلاح القوانين الصارمة ضد التجديف. وحقق الحزب، الذي يتبنى تطبيقا صارما للشريعة الإسلامية، نتيجة قوية مفاجئة، إذ حصل على 7.6 في المئة من الأصوات في الانتخابات الفرعية التي أجريت في بيشاور الشهر الماضي.مزيد من المحتجين حاولت الحكومة التفاوض لإنهاء الاعتصام خشية وقوع أعمال عنف مثلما حدث خلال عملية فض مماثلة عام 2007، عندما أدت اشتباكات بين السلطات وأنصار متشدد في مسجد بإسلام اباد إلى مقتل ما يربو على 100 شخص. وعلى الرغم من الحملة الأمنية التي شنتها الشرطة قال محمد شفيق أميني، وهو ناشط في الحزب، إن جميع المحتجين تقريبا بقوا في أماكنهم بحلول الليل، كما بقي زعيم الحزب وهو رجل دين بارز يدعى كاظم حسين رضوي في الاعتصام. وأضاف، أن أربعة نشطاء قتلوا في الحملة الأمنية التي شنتها الشرطة. وخرج مؤيدون لحزب حركة لبيك يا رسول الله- باكستان، في الشوارع في مدن باكستانية أخرى. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريق نحو 500 محتج من طريق رئيسي قرب مطار كراتشي، وهي أكبر مدن باكستان وتقع بجنوب البلاد. وخارج مدينة بيشاور في شمال غرب البلاد أغلق نحو 300 محتج الطريق السريع المؤدي إلى إسلام أباد، وبدأوا في مهاجمة المركبات بالحجارة والعصي. وفي مدينة لاهور بشرق البلاد، قال مالك أحمد خان المتحدث باسم الحكومة المحلية في البنجاب، إن أنصار الحزب أغلقوا ثلاثة طرق في المدينة. وأضاف، «نريد فضهم سلميا وإلا فلدينا خيارات أخرى مفتوحة… لا نريد أن نستخدم القوة لكننا سنفعل إذا لم يتبق خيار آخر». ورأى شاهد من «رويترز»، نشطاء يلوحون بالعصي ويغلقون شوارع أخرى في لاهور دون وجود لأي فرد من الشرطة في المنطقة.
مشاركة :