كيف تراقب أبناءك في فضاء العالم الافتراضي..؟

  • 11/26/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل الانفتاح الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال دخول الأبناء فضاءات الإنترنت أصبح من الصعب على الأسرة أن تحكم العملية التقنية أو التأثر عبر الكثير من تلك المواقع ومدى تأثيرها الكبير على تفكير ورؤية ونفسية الأبناء خاصة منذ سن الطفولة حتى سن الشباب المبكر، ففي الوقت الذي تركت الأسرة للأبناء على اختلاف الجنسين حرية الدخول إلى عالم الإنترنت وهو العالم المفتوح والشاسع مازال هناك تخوف وقلقل من الكثير من الأسر في المجتمع على مدى انجراف الأبناء إلى عالم لا يمكن التكهن بالحدود التي قد يأخذ بيدهم إليها، ابتداء من خط الخوف من الأفكار المضللة التي تقتنص فرصة لسرقتهم وزجهم في خطر الإرهاب ووصولاً إلى اختلال القيم الأخلاقية التي تربَّوا عليها الأباء.. ولأننا في وقت السرعة والانفتاح التقني والعملي والمجتمعي فيصعب علينا كثيراً أن نحجم من تحرك الأبناء نحو هذا الفضاء الكبير، إلا أن السؤال الأهم في كيف نقوي مناعتهم من الانجراف نحو الأخطاء الفكرية والأخلاقية وأن نتركهم في مواجهة عصرهم بكل ما يحمل من تجديد ونحن واثقون مطمئنون كأسرة بأنهم في أمان بقيمهم وبأفكارهم المتوازنة. يتفق عدد من المختصين وربات البيوت على أن الأساس في الأسرة ومدى قدرة الوالدين على الاعتناء بالأبناء بشكل يخلق لديهم تلك الحصانة الكبيرة نحو عالم منفتح أصبح من الصعب جدا القبض عليه أو حصره في حدود معينة، حيث وجدوا بأن الأبناء حينما يتربون على الإيمان الصحيح وقوة التفكير وسلامة المنطق وعلى محبة والديهم والانتماء إلى البيت الذي يعيشون فيه بشيء من الحوار المفتوح الذي يلامس أفكارهم معهما كانت شكل تلك الأفكار فإنهم يكونون جاهزين لخوض أي مفاجآت في عالم الإنترنت المفتوح من خلال قنوات التواصل الاجتماعي ذلك لأن الأساس دوماً الأسرة فهي الأمن الحقيقي للأبناء والقادرة على دفع الفرد نحو المنطقة الأكثر سلامة وأمناً. اختلاف الأجيال ترى هيلة عطية جابر ربة بيت بأن المغريات اليوم كبيرة وبأن الأم أصبحت تواجه هذه المغريات بتحدٍ كبير وخوف أكبر خاصة على الفتاة التي أصبحت تدخل عالماً ملغماً بالكثير من المحظورات التي كانت في السابق مخبئة عنها ففي السابق كانت الفتاة لا تتلقى المعلومات والأفكار إلا من خلال أمها ومحيطها الأسري، وكانت تدور في فلك تلك الأسرة التي منها تتعلم إلا أن اليوم اختلف الحال كثيراً وأصبحت الفتاة تأتي بأفكار متعددة منها السليم والآخر الخاطئ من خلال عالم الإنترنت المفتوح فإذا لم يكن مسموح لها هذا التعدد عبر عالم التقنية فإن صديقاتها اللواتي يدخلن تلك العوالم يسهمن في بناء الفكرة برأسها، مشيرة إلى ابنتها البالغة من العمر 14 سنة والتي كثيراً ما تقارن بين جيلها وجيل الأباء وتقول: إن الوقت اختلف وعلى الأسرة أن تتفهم ذلك الاختلاف بأن تترك الفتاة تعيش ذلك الاختلاف بمنحها الثقة، وعلى الرغم من أنها كأم تحاول دائماً أن تزرع الثقة بينهما وبين ابنتها إلا أنها مازال الخوف والقلق يسكنها على ابنتها خاصة بأنها في سن المراهقة والرغبات بداخلها تزيد نحو كل ما تسمع عنه وما تراه حتى إن لم يكن يناسب طبيعة البيئة والمكان. منح الأبناء الثقة فيما تؤيد سناء الأسمري مشرفة تغذية في مركز صحي بأن يمنح الأبناء الثقة بعد أن يزودون بأساسيات الأخلاقيات والقيم والحوار المفتوح الذي لا يقف عند أي محظور فذلك هو الأساس في التعامل مع الأبناء خاصة بأننا في زمن أصبح اليوم كل شيء فيه متاحاً فليس من الحكمة استخدام سياسة المنع مع الابناء، إنما الحل في تقوية المناعة لديهم من الطفولة وذلك بتعميق الجانب الإيماني والأخلاقي لديهم مع تعويدهم على التعبير عن أفكارهم وما يشعرون به دون تردد وذلك يعتمد في المقام الأول على الأب والأم، مبينة بأن هناك الكثير من الأخطاء التي انجرف إليها المراهقون من خلال عالم الفضاء الواسع إلا أن السبب ليس في قلة المراقبة إنما في نوع العلاقة التي تربط ذلك المراهق بأسرته فالأم لا تعرف كيف تتعاطى مع الأبناء في هذه المرحلة بالشكل الصحيح، في حين يبقى الأب مشغولاً بوظيفته وبمهامه ويسعى لتوفير لقمة العيش لأسرته. وأشارت الأسمري إلى أنه في الوقت الذي يجد البعض بأن هذا كلام تنظيري وبأنه صعب التطبيق أو قد يواجه الصعوبات في ظل الانفتاح الذي يعيشه أبناؤنا اليوم ليس فقط من خلال الإنترنت ولكن من خلال الإعلام المرئي أيضاً والذي أصبح أخطر اليوم من أي قنوات تواصل لأنه ينقل إليها الأفكار والمعتقدات من خلال الصورة المرئية وهي الوسيلة التعبيرية الاكثر تأثيراً علينا ولذلك فنحن بحاجة لأن نتعلم فن تعميق الأخلاق والقيم الإنسانية من خلال برامج ورؤية وأفكار ووسائل يتعلمها الزوجان حتى قبل أن يصبحا أبوين لأطفالهما، فالمشكلة الحقيقية حينما يعاني كلا الأبوين من خلل في القيم ومن عدم قدرتهما على أن يكونا قدوة حقيقية فهناك من يقدم النصائح لأبنائه ويملي عليهم ما يجب وما يكون ويطلب منهم المثالية في الوقت الذي تغيب تلك المثالية عن واقعه فكيف يصدقه أبناؤه؟ كمن يأمر ابنه بالصلاة وهو لا يؤديها في المسجد، فكيف يثق الابن هنا بتلك النصيحة ويشعر بصدقها فيتأثر بها ويعمل بها. الحماية الحقيقية وعلى الرغم بأنه من الصعب اليوم أن نبعد المراهق أو المراهقة عن قنوات التواصل الاجتماعي وفقاً لرئيس الخدمة الاجتماعية بمستشفى الملك فهد والمختص بعلم الاجتماع الدكتور طلال الناشري الذي يرى بأنه ليس من الحكمة إغلاق التوتير والاستغرام والسناب شات لأن الإنترنت في متناول الجميع إلا أن الحل في القرب من الأبناء والتنشئة السليمة منذ البداية فهو الحماية الأساسية بعد الله فالتركيز يجب أن يكون على الأبناء بإرشادهم وتوعيتهم وتقوية الوازع الديني من خلال متابعة العبادة وتقويم الخطأ لديهم خاصة فيما يتعلق بالصحبة فالصحبة الصالحة لا تأتي إلا بالخير. وللأسف أصبح هناك بعض المعتقدات الخاطئة لدى المراهقات تتمثل في التنافس بين الصديقات عن من لديها صديق، فالفتاة في سن المراهقة تتفاخر بعلاقاتها عبر التقنية إلا أن ذلك يعود في النهاية إلى التربية من قبل الوالدين، وضرورة أن يكون الوالدان صديقين للفتاة مع وجود علاقة قوية وتعاملهما معها من منطلق الصداقة فالمشكلة حينما تكون الأم بعيدة عن الفتاة فلا يوجد نقاش ولا حوار وهنا تخلق الأشياء السلبية، مؤكداً على أن لارتفاع القيم في الأسرة واهتمامها بإبراز ذلك دور بداخل الأبناء لاسيما في سن المراهقة فحينما يحرص الوالدان على الحديث عن القيم ومدى أهمية الأخلاق الدينية والبعد عن التقليد فإن ذلك يصبح مؤثراً، وهنا أيضاً يأتي دور الإعلام بكل وسائله فيجب أن يطرح الإعلام خاصة المرئي عبر القنوات البرامج التي تتناسب مع الأسرة فللأسف تعرض بعض القنوات مشاهد بين الجنسين لا تليق أبداً بالعائلة ومخلة بالذوق العام فيجب أن يتم اختيار القنوات الجيدة للعائلة. ينبغي تعميق الجانب الديني والأخلاقي لدى الأبناء خلال تعاملهم مع التقنية الحديثة

مشاركة :