عبيد في القرن الواحد والعشرين؟ لا تزال صدمة تقرير "تجارة العبيد" في ليبيا تتفاعل على الساحة الدولية، حيث تظاهر السبت العشرات في قلب العاصمة البلجيكية بروكسل، تنديدا بالممارسات ضد المهاجرين الأفارقة في ليبيا. وقد شهدت التظاهرة أعمال تخريبية، حيث لجأ بعض الشبان الغاضبين إلى إلقاء الحجارة على واجهات المحلات التجارية ما أدى إلى كسر بعض منها. وتدخلت قوات الأمن للسيطرة على الوضع، وقامت باعتقال 71 شخصا، واقتادهم إلى قسم الشرطة، حيث استمعت إلى أقوالهم قبل أن تطلق سراح 16 منهم دون توجيه تهم إليهم. وتأتي مظاهرة بروكسل بعد يوم من مظاهرة مماثلة احتضنتها العاصمة الفرنسية، أمس الجمعة، في "صحوة" ضد ما يجرى على الأراضي الليبية من انتهاكات للإنسان بحق المهاجرين الأفارقة.الجميع كان يعلم ولم يتحرك أحد وبالرغم من تعالي الأصوات الرسمية المنددة، من الاتحاد أوروبي إلى الأمم المتحدة، إلا أن العديد من المنظمات الإنسانية تعتبر ما يحدث الآن "نفاق دولي"، كما يقول المحلل السنغالي حميدو آن الذي يعمل في إحدى المنظمات غير الحكومية. ويشير حميدو إلى أن "الجميع كان يعرف منذ أشهر عديدة من انتهاكات لحقوق المهاجرين الأفارقة في ليييا، ولكن لم يتحرك أحد". من جانبه، يقول مسؤول منظمة العفو الدولية في العاصمة السنيغالية دكار، عليون تين، إن "عمليات احتجاز الرهائن والعنف والتعذيب والاغتصاب تعتبر سلعة رائجة في ليبيا وقد حاولنا مرارا دق ناقوس الخطر حول تلك الانتهاكات دون أن تلقى نداءاتنا آذانا صاغية". منظمة الهجرة الدولية، هي الأخرى كانت حذرت منذ أبريل الماضي من انتشار ظاهرة "تجارة العبيد" في ليبيا، حيث أصبح المهاجرين "سلعا تباع وتشتري ويلقى بها حين تصبح غير نافعة".
مشاركة :