يتعرض الملايين من الأشخاص للإصابة بأنواع كثيرة السرطانات، نتيجة التطورات التي حدثت في أنماط الحياة المختلفة، والاعتماد على الأطعمة الجاهزة والمعلبة والمعالجة بطرق صناعية، بالإضافة إلى الكثير من الأسباب الأخرى، ويعتبر السرطان من أشد الأمراض فتكاً بالمرضى، ومن ثم يجب معرفة طرق الوقاية من هذا المرض الخطير، فمعروف أن كل شخص يحمل بداخله مجموعة من الخلايا السرطانية، ولكنها لا ترقى إلى مرتبة المرض، لأنها لم تصل إلى العدد الذي يصبح عنده وجود المرض حقيقة، وحتى تكتشفه أجهزة التحليل والقياس والفحص، ويصل هذا العدد إلى عدة مليارات من الخلايا المصابة.هذه الخلايا طالما لم تصل إلى هذا العدد فلا خوف منها، ولن يكون هناك تأثير للمرض الذي نعرفه، ومن المهم هو عدم تحفيز هذه الخلايا على التكاثر والنمو، وعدم خلق البيئة التي تنمو فيها وتترعرع إلى أن تصل إلى مستوى المرض، وعلى كل شخص أن يعرف ثقافة الحماية من هذا المرض، وما هي المحفزات التي يمكن أن تجعل هذه الخلايا تنشط وتتوالد بسرعة شديدة وتكون الورم السرطاني، كما أن الاكتشاف المبكر لأي نوع من هذه الأورام يساهم بشكل كبير في العلاج والتماثل للشفاء، وكلما تأخر تشخيص المرض زادت نسبة الخطورة، وأصبح الشخص معرضاً للوفاة في أي لحظة.في هذا الإطار يجب معرفة الكثير من الأطعمة والفواكه والفيتامينات التي لها دور كبير في تثبيط نمو هذه الخلايا السرطانية والقضاء عليها، وتمثل نوعا من الوقاية والحماية من مهاجمة هذا المرض، نتيجة احتوائها على الكثير من المواد والمركبات التي لها خصائص مكافحة السرطان، وفي هذا الموضوع سوف نقدم قائمة بالكثير من الأطعمة والفواكه والخضراوات التي تقاوم وتحارب وتقي من أمراض السرطان. النظام الغذائي أشار تقرير حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية أن عدد حالات الإصابة بأمراض السرطان في جميع دول العالم ارتفع إلى 14 مليون مصاب، وهذا المرض لا يفرق بين الغني والفقير، ويعد من الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، ويمكن تجنب الإصابة بهذا المرض وتقليل الوفيات بنسبة 53% في حالة اتباع طرق صحية لنمط الحياة، ومنها الاعتماد على حمية غذائية قوية تحارب هذا المرض، وتمثل أحد حالات التمنيع ضد الالتهابات التي تقود إلى السرطان، ويعد المثل القائل إن الغذاء جزء من الدواء حقيقة مؤكدة، فالنظام الغذائي الصحي يمكن أن يحمي الشخص من الإصابة بالعديد من الأمراض، ومن ضمنها بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وكذلك أمراض السرطان، وتمثل أنواع الثمار والخضروات والفاكهة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة عوامل قوية ضد مرض السرطان، ويمكن أن يصبح نظاما محددا من الغذاء له تأثير أفضل من نظام العلاج الكيماوي وعلاجات السرطان الأخرى، ومن السهولة تضمين النظام الغذائي على بعض هذه الأطعمة، بسبب وجود عدد كبير من الفواكه والخضراوات والأعشاب والتوابل والبهارات التي تساهم في وقاية الجسم من هذا المرض، ومنها أطعمة رخيصة وفي متناول الجميع، وأخرى غالية للطبقة الغنية، المهم أن يحتوي النظام الغذائي على مجموعة من هذه الأطعمة على مدار اليوم، وعدم الاعتماد على الوجبات الجاهزة التي ليس لها فوائد غذائية، وتحتوي على العديد من الإضافات الكيميائية التي لا يستطيع الجسم فك شفرتها، ومن ثم تصبح مواد سامة ومنشطة لبعض الخلايا السرطانية. الملفوف والبروكلي تحتوي أنواع الخضراوات الكبريتية على خصائص مضادة للسرطان، مثل الملفوف والقرنبيط والبروكلي والكرنب الصغير والبوك تشوي، وهذه الخضراوات تساعد على قتل الخلايا المصابة وتمنع نمو الورم السرطاني، وذلك لاحتوائها على مركب السلفورافين ومركب اندول 3 كاربينول، وتساعد هذه المركبات على تثبيط الخلايا المبكرة للسرطان ومنع نشاطها والقضاء عليها، وبذلك تمنع تطورها ووصولها إلى درجة الأورام السرطانية الخبيثة، كما يعمل مركب السلفورافين على تدمير معظم الخلايا المصابة ولا يمس الخلايا السليمة بأي ضرر، وينصح الأطباء الأمهات بإضافة هذه الأطعمة إلى وجبات الأسرة بأشكال متعددة، مع عدم طبخها زيادة عن اللزوم حتى لا تفقد الكثير من الخواص المضادة لأمراض السرطان، وهناك طرق متعددة للطهي مع الاستفادة القصوى من هذه الأطعمة، كما أن بعض الخضراوات الأخرى مفيدة في هذا الشأن، وخاصة الورقية ومنها السبانخ والملوخية والخس وتحمي هذه الأنواع من الإصابة بمرض سرطان الثدي والجلد والمعدة والرئة، ويفيد تناول البقدونس أيضا في الوقاية من هذا المرض، نتيجة وجود بعض الخصائص الهامة التي لها القدرة على التخلص من بعض الخلايا السرطانية مع بداية نشاطها ونموها، ويفضل إضافة البقدونس إلى جميع أنواع السلطات الخضراء، ويمكن تناول على هيئة شراب دافىء يساعد على تخليص الجسم من السموم، كما يمكن إضافته إلى بعض أطباق اللحوم الشهية بشكل طازج. التفاح والتوت يوصي العلماء بتناول بعض أنواع من الفواكه ضمن النظام الغذائي، وهذه الأنواع لها دور كبير في مكافحة أمراض السرطان وتمثل درعاً للوقاية من هذا المرض، ومن هذه الفواكه التوت الأزرق والفراولة والتوت الأحمر والأسود والأبيض والكرز، وهذه الثمار الزرقاء والحمراء والأرجوانية من أغنى الأطعمة التي تحتوي على مركبات مضادة للتأكسد، مع بعض المواد الأخرى الفعالة في مقاومة الإصابة بمرض السرطان، ومن الفواكه الأخرى المكافحة للسرطان العنب الذي يحتوي على مركب ريسفيراتول، وهو مركب كيميائي من أنواع الفينولات الطبيعية، وهو مركب مضاد للأكسدة ويعمل على الوقاية من أمراض السرطان، ويحتوي العنب على أعلى تركيز من هذا المركب كما يوجد في الرمان السوداني والكاكاو، والموز كذلك من الفاكهة المهمة في النظام الغذائي، حيث توصلت دراسة حديثة إلى أن البقع البنية التي تظهر على قشر الموز من الخارج تنتج نوعا من البروتين الذي يعمل على تدمير الخلايا المصابة بالورم الخبيث، وأيضاً تخلص الجسم من الخلايا الأخرى غير الصحية أو غير الطبيعية، وكذلك البطيخ الذي يعد مصدراً غنياً بمركب الليكوبين المضاد القوي للأكسدة، وبالتالي يعمل على تعزيز حالة الوقاية من أمراض السرطان، كما يشتمل الرمان على نسب عالية من مضادات الأكسدة التي تحمي الخلايا السليمة من المرض، وتوقف نشاط ونمو الخلايا المصابة، والتين المجفف غني بالألياف الغذائية التي تقلل من احتمالات الإصابة بهذا المرض، والأناناس مصدر جيد لإنزيم البروميلين الذي يساهم في هضم البروتينات بشكل جيد، وفي نفس الوقت يثبط محاولات نشاط أي ورم سرطاني، ويعد التفاح من أغنى الفواكه التي تحتوي على مجموعة قوية من مضادات الأكسدة، ويمثل وقاية ممتازة من أورام السرطان، ويقي من الإصابة بمرض سرطان الرئة القاتل والثدي والقولون، ويمكن أن تبدأ الأم وجبات الطعام بعمل سلطة من هذه الفواكه المختلفة ليتم الاستفادة الكبيرة من فوائدها مجتمعة، وتمثل حصناً ووقاية من خطر الإصابة بأمراض السرطان الخطيرة. الطماطم والثوم وتمثل الكاروتينات حماية كبيرة من أمراض السرطان، وتوجد في الأطعمة الحمراء والبرتقالية، ومنها الطماطم أو البندورة الغنية بالمواد المضادة للأكسدة والتي تحارب تأثيرات الجذور الحرة المنشطة للخلايا السرطانية في الجسم، ومن هذه الأطعمة أيضا الجزر الذي يحمي من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، من خلال دراسة حديثة أجريت على فئران التجارب، والتي تم تغذيتها على الجزر وتبين من النتيجة أن الجزر استطاع أن يحجم ويمنع تطور سرطان البروستاتا ويوقف تكاثر الخلايا المصابة، ومن الأطعمة التي تحتوي على الكاروتينات أيضاً القرع والمانجو والمشمش والشمام والبرقوق والبطاطا الصفراء، وتصنف الكاروتينات على أنها من أحسن المركبات التي تعمل على حماية الشخص من الإصابة بالأورام الخبيثة، مثل سرطان الثدي والحنجرة والبروستاتا والجلد واللسان، كما يعد الثوم والبصل من أقوى الأطعمة القادرة على محاربة السرطان، بسبب مركبات الكبريت التي تحتوي عليها، والتي تؤدي إلى قتل الخلايا السرطانية المصابة، والتي تصاب بسبب تناول اللحوم المشوية والتدخين، وتحتوي أيضا على خواص مضادة للجراثيم والفيروسات، ومن الأطعمة الأخرى الفول والبقوليات عموماً والشاي الأخضر والجوز والقهوة والليمون والقرفة ويعتبر الشمندر من العلاجات الفاعلة لهذا المرض. طرق بديلة للعلاج كشفت دراسات حديثة متعددة أنه يمكن الوقاية بنسبة 92% من الإصابة بالسرطان، في حال الانتظام بنمط حياة صحية يعتمد على الغذاء والنوم العميق وممارسة الرياضة، وتبيّن دراسة أمريكية جديدة أجرتها جامعة ميشيجان أن الزنجبيل يحتوي على مركبات طبيعية تستطيع أن تقتل الخلايا السرطانية بدرجة أسرع من العلاج الكيماوي، وهو اكتشاف رائع يفتح الباب أمام طرق بديلة للعلاج الجيد والفعال، كما يفيد الزنجبيل في تنقية الجسم من السموم والمواد الضارة، وذلك يصب في جانب الوقاية من مرض السرطان، لأن هذه السموم لها دور في تحفيز بعض الخلايا السرطانية النائمة أو غير النشيطة، ويتسم الزنجبيل بخواص مضادة للالتهابات عموماً، بالإضافة إلى العديد من الفوائد الأخرى للصحة العامة، كما يعتبر الكمون من الأعشاب المذهلة أيضاً في مقاومة السرطان، حيث أثبتت أكثر من 563 دراسة علمية مميزات الكمون في تقوية الجهاز المناعي، مما يساعد المناعة في التخلص من بدايات الأورام السرطانية، وبذلك يحمي من الإصابة بهذا المرض، وتوضح دراسة أخرى أن استعمال الكمون في علاج سرطان البنكرياس جاء بنتيجة غير متوقعة، حيث ساعد على التخلص من حوالي 83% من الخلايا المصابة بالسرطان، وساهم في طرد السموم من الجسم بشكل كبير.
مشاركة :