توصلت مجموعة من الباحثين من عدة جهات علمية إلى أن ممارسة تمارين القدرة تساعد بالفعل في علاج التهاب العضلات. تنتج التهابات العضلات من التعرض للعدوى أو الإصابة أو الأمراض المزمنة، وتنتج أنواع معينة منها من قيام جهاز المناعة بالجسم بالتحول إلى مهاجمة العضلات وإتلاف أنسجتها، وبالرغم من وجود علاجات كثيرة توصف للمرضى إلا أنها غير فعالة بدرجة كبيرة، وهي أدوية تستهدف نوعا واحدا أو مجموعة من خلايا المناعة، ولكن لا يوجد علاج يستهدف العضلات في حد ذاتها، ولاكتشاف علاج أفضل قام الباحثون بالتحقق من مدى فعالية تمارين القدرة في إحداث تغيير بالرنا الميكروي (microRNA) بالجهاز العضلي الهيكلي وارتباطه بالبروتين وغير ذلك، وأجريت التجربة على مجموعتين إحداهما مارست تمارين القدرة لمدة 12 أسبوعاً بينما لم تقم الأخرى بذلك، وذلك لمعرفة مدى تأثير تلك التمارين في المرضى، وتم أخذ خزعة منهم قبل بداية الرياضة وبعد انتهاء فترتها، وجد أن التمارين غيرت الرنا الميكروي الذي يستهدف ويتدخل في العمليات المناعية كما يزيد أو يقلل الرنا الميكروي المختلف الذي يستهدف ويتدخل في محتويات الميتوكندريا على مستوى البروتين، فالرياضة تنتج رنا ميكروي يقلل أعداد خلايا المناعة التي تهاجم العضلات فتشفى الأخيرة من خلال زيادة الأيض الهوائي عبر النشوء الحيوي الميتوكندري. يقول الباحثون إن النتائج ليست مستغربة، فالسبب وراء ذلك أن الرياضة لم تنل الاهتمام من الشخص الذي يعاني التهاب المفاصل أو ضعفها ويعتقد بأن الرياضة تزيد حالته سوءا، أما الشيء المدهش فهو السبب وراء فعالية الرياضة، فهي تهتم بالخلايا المناعية التي تتلف العضلات وفي الوقت ذاته تستهدف أجزاء معينة من العضلات التالفة أو المتأثرة.
مشاركة :