نظمت وزارة الصحة العامة مؤخراً ورشة عمل حول إدارة وتحسين جودة الهواء الداخلي في رياض الأطفال المستقلة، وذلك تطبيقاً لأحد أهداف استراتيجية قطر للصحة العامة 2017 - 2022، والخاصة بالصحة البيئية. وتشتمل الاستراتيجية في مجال جودة الهواء الداخلي على رفع عدد المؤسسات التعليمية التي تتمتع بهواء داخلي صحي، ومتفق مع المعايير العالمية.لكي يتم تحقيق هذا الهدف، فقد تم تقسيمه إلى أربع مراحل، تنتهي بعد أربع سنوات، بإعداد أدلة خاصة لتحسين جودة الهواء الداخلي في هذه المؤسسات (رياض الأطفال المستقلة، مدارس خاصة وحكومية، حضانات). وقد بدأت المرحلة الأولى بتقييم جودة الهواء الداخلي في المدارس الخاصة، ثم المرحلة الثانية في رياض الأطفال المستقلة، وتليها المرحلة الثالثة، بتقييم الوضع في الحضانات، ثم المرحلة الرابعة في المدارس المستقلة. وفي ضوء المرحلتين الأولى والثانية -التي نفذها فريق عمل الصحة البيئية بوزارة الصحة العامة- تم تنظيم ورشة عمل «إدارة جودة الهواء الداخلي في رياض الأطفال المستقلة»، بهدف تحسين وإدارة جودة الهواء الداخلي، بما يعود بالنفع على الصحة العامة لفئة الأطفال والعاملين فيها. وجاءت الورشة في إطار حرص وزارة الصحة العامة على صحة الأطفال في رياض الأطفال، ولتوفير بيئة صحية خالية من ملوثات الهواء الداخلي، ولضمان مطابقتها مع معايير جودة الهواء الداخلي العالمية، وتبني سياسة لتحسين جودة الهواء الداخلي. وتمثل الورشة تطبيقاً عملياً لجهود الوزارة في تعزيز مفهوم جودة الهواء الداخلي وتحسينه في المؤسسات التعليمية، ما ينعكس على تحسين صحة الطلاب وأدائهم الأكاديمي. حضر الورشة نحو 44 مشاركاً من إدارة الصحة والسلامة بوزارة التعليم والتعليم العالي، ومديرو رياض الأطفال المستقلة، وممثلو مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وتم خلال الورشة تقديم محاضرات تفصيلية من قبل فريق الصحة البيئية بوزارة الصحة العامة حول مختلف الموضوعات المتعلقة بجودة الهواء الداخلي في رياض الأطفال. وأكدت السيدة وسن عبدالله الباكر -مدير سلامة الأغذية والصحة البيئية بوزارة الصحة- أن جودة الهواء الداخلي أصبح عاملاً حاسماً للحكم على جودة الصحة، خاصة فيما يرتبط بالبيئة الداخلية المغلقة، والتي يتم التواجد فيها لفترات طويلة قد تصل إلى 90 % من الوقت، بحسب الدراسات، حيث ترتبط جودة الهواء فيها بالتأثير المباشر على الصحة العامة، وتزداد خطورته عندما يرتبط التأثير بفئة الأطفال الأكثر حساسية داخل المؤسسات التعليمية. وأضافت أن زيادة مستوى الملوثات في الهواء الداخلي للبيئة الداخلية في رياض الأطفال سيؤثر على صحة الأطفال، بالإضافة إلى مستوى الأداء الأكاديمي لهم، مؤكدة أن ورشة العمل تعد أهم وسيلة لتوضيح أهمية الحفاظ على جودة الهواء الداخلي، وذلك من خلال عرض مؤشرات أولية لتقييم وضع جودة الهواء خلال المرحلة الثانية، والتي امتدت منذ شهر أكتوبر 2016 وحتى شهر مايو 2017. كما تم خلال الورشة مناقشة عدد من الموضوعات الهامة التوجيهية، للمساعدة في إدارة جودة الهواء الداخلي في رياض الأطفال التي تمت زيارتها. وقدم السيد تامر ندا -اختصاصي جودة الهواء في إدارة سلامة الأغذية والصحة البيئية بوزارة الصحة العامة- خلال الورشة محاضرة عن أهم ملوثات الهواء الداخلي، ومصادرها، والتأثير الصحي لها، وكيفية إدارتها، وتحسين جودة الهواء الداخلي. كما عرضت السيدة فاطمة العتوم -خبير التفتيش الصحي ومشرف وحدة جودة الهواء بوزارة الصحة العامة- المؤشرات الأولية لنتائج هذه المرحلة، بالإضافة إلى شرح لنظام التهوية والحرارة والتكييف في رياض الأطفال «HVAC System»، وكيفية صيانته لتحسين جودة الهواء، وكيفية متابعة أداء شركات الصيانة. وتحدثت المفتشة الصحية مريم الشملان -بقسم الصحة البيئية بوزارة الصحة العامة- عن السياسة الخاصة بمرضى الربو، والمتعلقة بالجانب البيئي، وكيفية إدارتها في الروضات، وتأثير المبيدات الحشرية على جودة الهواء الداخلي، كما قدمت المفتشة الصحية عبير شمس عرضاً حول الإدارة المثلى لمواد التربية الفنية، وعلاقتها بجودة الهواء الداخلي، وإدارة المنظفات لتحسين جودة الهواء الداخلي. في ختام الورشة، تم إجراء استبيان بين المشاركين لبيان مدى الاستفادة من المعلومات المطروحة أثناء الورشة، ومعرفة أهم الموضوعات المستقبلية المراد طرحها خلال الورش المقبلة، وفق استمارة أعدت لهذا الغرض. يذكر أن تلوث الهواء داخل المباني المغلقة يؤثر على الأفراد المتواجدين داخلها لفترات طويلة، لاحتوائها على ملوثات عالية التركيز، والتي من الممكن أن تفوق الحد المسموح به. كما تجدر الإشارة إلى أن أي خلل في معايير نقاء الهواء الداخلي يتسبب في حدوث ظروف غير صحية تؤدي إلى أمراض، كما يؤثر سلبياً على مستوى إنتاجية الإنسان من الناحيتين: الذهنية والبدنية، وذلك عند التعرض لاستنشاق ملوثات الهواء الداخلي في المبنى لفترات طويلة. وتزداد أهمية نقاء الهواء الداخلي عندما يتعلق الموضوع بالأطفال داخل المباني المغلقة، خاصة أن أعضاء الأطفال وأنظمة مناعتهم غير مكتملة، بالإضافة إلى اتسامهم بالحركة المستمرة، واختلافاتهم الفسيولوجية والسلوكية الأخرى، التي تجعلهم أكثر عرضة لملوثات الهواء الداخلي.;
مشاركة :