«الجبل بيننا « أحدث أفلام المخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد الذي اختير لافتتاح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة. في حواره مع «الجريدة» يتحدث هاني عن الفيلم ومشاركته في عضوية لجنة تحكيم المهرجان وغيرها من التفاصيل. كيف وجدت مشكلة سوء الصوت والصورة في نسخة فيلمك «الجبل بيننا» الذي كان يُفترض عرضه في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟ تداركنا الأمر في اليوم التالي، وعُرض الفيلم بحضور الجمهور المصري. كذلك تلقيت اعتذارات من القيمين على المهرجان الذين أكدوا بأن الأمر لم يكن مقصوداً، وأغلقت هذه الصفحة، خصوصاً أن ثمة أموراً كثيرة تسير بشكل جيد في المهرجان. ما سبب حماستك للحضور إلى القاهرة؟ تربطني بالجمهور المصري علاقة خاصة، وأنا مهتم بالسينما المصرية منذ صغري، فهي صاحبة تأثير كبير في شخصيتي، ومن يعرفونني عن قرب يعرفون مدى عشقي للفن المصري، خصوصاً السينما. كذلك بداياتي كانت من خلالها وثمة منتجون استفدت منهم وتعلمت مما قدموه. أتابع أيضاً أعمال المخرجين الجدد. تشارك أيضاً في عضوية لجنة التحكيم. لماذا؟ مشاركتي في عضوية لجنة التحكيم أمر أسعدني للغاية لأنني كما ذكرت لك من عشاق الفن المصري، وكنت سعيداً عندما شارك فيلمي «عمر» في مهرجان الإسكندرية بدورة سابقة. لذا لم أتأخر على تلبية دعوة مهرجان القاهرة للحضور والمشاركة، خصوصاً أنني أتابعه وأنظر إليه باحترام وتقدير. صعوبات بالعودة إلى الحديث عن فيلم «الجبل بيننا»، ماذا عن تفاصيل خروج المشروع إلى النور؟ فكرة الفيلم موجودة لديّ منذ نحو ثلاث سنوات. قرأت رواية تتضمن الأحداث نفسها جعلتني أشعر بالحماسة لتحويلها إلى مشروع سينمائي مع إضافة تفاصيل أخرى. فعلاً تطرقت إلى هذا الأمر مع المنتج بيتر تشيرنين وبدأ العمل على خروج المشروع إلى النور. الحقيقة أن التجربة لم تكن سهلة، فرغم أن الفكرة تغري أي مخرج، فإن الصعوبات في التصوير تبقى كثيرة، فضلاً عن كون المشروع مرتبطاً بنجوم عالميين. قصة الفيلم أيضاً حملت جانباً إنسانياً مهماً؟ بالتأكيد، فالفيلم يتطرق إلى حب الحياة والبقاء، ورغم صعوبته فإني كنت سعيداً بمغامرتي فيه، وهو شعور بقية فريق العمل الذي ساعدني كثيراً. حدثنا عن تفاصيل الصعوبات. صورنا غالبية مشاهد الفيلم في درجة حرارة 40 تحت الصفر بجبال كندا، وهي ظروف صعبة للغاية بالنسبة إلى أي مخرج. كنا حريصين على التصوير بشكل واقعي في مناطق تضاهي جبال كلورداو التي كان يفترض التصوير فيها، ولكن الثلوج لم تكن تغمرها في ذلك الوقت، فيما كان لا بد من التمسك بها بسبب طبيعة أحداث القصة التي لم يكن تغييرها ممكناً. هل تسبب موقع التصوير بمشكلات؟ لم يكن التصوير سهلاً، خصوصاً أننا كنا نستعين بطائرات هليكوبتر من أجل الوصول إلى موقع التصوير، كذلك ثمة كاميرات تعطلت خلال التصوير بسبب درجة الحرارة. وأتذكر أن في إحدى المرات التي كنا نحلّق فيها تغير الطقس بشكل مفاجئ وشعرت بأنني سأموت ولن أعود إلى بيتي. فعلاً كانت التجربة الأصعب فنياً بالنسبة إلي. يكفي مثلاً أننا كنا نتحرك من الفندق إلى مهبط الطائرات في 50 دقيقة، وبعدها ننتقل بالهليكوتبر إلى موقع التصوير. ولكن عموماً، هذه الصعوبات جعلت العمل يخرج بشكل متكامل وبرؤية صحيحة. بطلان كيف كان تعاونك الأول مع كيت وينسلت؟ لم ألتق كيت وينسلت قبل ترشيحها للعمل. هي شاهدت أفلامي عندما رشحت للبطولة، وخلال أول لقاء بيننا تحدثت كثيراً عن فكرة الفيلم، ورغم أنها كانت المرة الأولى التي نتعاون فيها معاً فإني شعرت بارتياح كبير معها، وتوجيهها خلال التصوير لم يكن صعباً، فهي ممثلة ملتزمة تعرف دورها. حتى إن إقناعها بالشخصية لم يكن صعباً. وبالنسبة إلى تعاملها مع الشخصية؟ كانت وينسلت حريصة على الاهتمام بالتفاصيل والتحضير لشخصية المصورة الحربية والتقت صحافيين ومراسلين عملوا في تغطية الحروب، ورافقت الصحافي البرازيلي باولو بيلغريم في بعض مناطق النزاعات لتلمس الشخصية بشكل كامل. وإدريس إلبا؟ لم يكن لترشيح إدريس إلبا علاقة بكونه أسمر البشرة وبأن الفيلم يواجه العنصرية من دون الإشارة إلى ذلك. شعرت بهذا الأمر بعد انتهاء تصوير العمل وعرضه، وهو شكّل مع وينسلت ثنائياً جيداً على الشاشة جعلني أشعر بالرضا، وكان رد فعل الجمهور عند العرض جيداً. مشاريع على نطاق العالم العربي بسؤاله عما إذا كان يفكر في تجربة عربية بصفته متحمساً دائماً للسينما المصرية؟ يقول في هذا الشأن: «أشارك مع مخرجين من العالم العربي في مشروع يهدف إلى تطوير السينما العربية من خلال تقديم أفكار لأعمال خارج الإطار المألوف. كذلك أدرس مشروعين أتمنى تصويرهما في مصر، الأول عن وضع النساء في العالم العربي، والثاني عن نشأة الإسلام، وهما ما زالا قيد المعالجة».
مشاركة :