حذر الدكتور خالد بن عبيد باواكد - استشاري طب الأسرة والحساسية ومساعد مدير صحة جدة السابق للصحة العامة من خطورة استمرار تجمع المياه في الأحياء عقب هطول الأمطار الأخيرة على محافظة جدة، مشددا على أنها ستكون بيئة جاذبة ومسببة لكثير من الأمراض مالم تتدارك الجهات المختصة الأمر بشكل عاجل.وفصل باواكد الأضرار والسلبيات الناجمة عن تجمعات المياه من تجمع الحشرات والبعوض وغيرها إلا أن البعوض مثلا هو ناقل للأمراض وهنا يكمن الخطر الآخر، وخاصة أن محافظة جدة تعاني بالأصل من حمى الضنك، الذي يشكل البعوض دور الناقل الرئيس له، بالإضافة إلى أمراض أخرى.وأضاف: إننا لم نشهد تسارع الجهات المختصة بتجفيف هذه المياه، محذرا من تداعيات التساهل بتلك المياه، سواء على مستوى الكبار أو الصغار لأنها بالأصل مياه ملوثة، وقد تسبب في البكتيريا مثلا، وكذلك لمن لديهم جروح سواء، كان كبيرا أو صغيرا فيتضرر من ماتحتويه المياه من تلوث.من جهته أكد الدكتور زياد حلمي- استشاري أمراض الجلدية- بمستشفى الملك فهد العام بجدة، أن المياه الراكدة لها سلبيات وأضرار صحية متعددة خاصة أن المياه نفسها بتلوثها تحمل مسببات أمراض مختلفة فهي من مسببات الحساسية في الجلد وانتقال العدوى والأمراض من شخص لآخر في محيط المياه نفسها.وأردف الدكتور زياد الحلمي بأن الفترة الزمنية لبقاء المياه الراكدة يلعب دورا مهما في تكاثر الأمراض وتبعاتها الصحية ففترة بقاء المياه نصف ساعة مثلا لا يقارن بأيام ومخالطة الشخص أو تأثره أو عبوره لهذه المياه دقيقة واحدة يختلف عن دقائق، وهكذا دواليك وأهدف من ذلك أنه كلما ازدادت مدة بقاء المياه راكدة في الأحياء فبالتالي وبشكل طبيعي تزداد الآثار والتبعات والأمراض، فعامل الوقت مهم لتدارك الإشكالية وتجنيب المجتمع الأوبئة والأمراض ولايقتصر الضرر على الصغار دون الكبار فكلاهما متضرر وكل الذي يختلف طبيعة الأمراض ونوعيتها، فالفيروسات داخل هذه المستنقعات وليست في الأجواء وتجمعها في الراكدة يزداد كثيرا عن وجودها في المياه المتحركة، كما أن هناك أمرا آخر ومهما فكمية المياه تلعب دورا مهما في الأمراض ونقل العدوى وكمثال: عندما تضع مادة ملوثة في لتر من الماء يختلف عن وجودها في كميات أكبر، وبالتالي يزداد الخطر في هذه الحالة.حمىالضنك:مرض فيروسي ينتقل عن طريق لدغة البعوض وينتقل من شخص لآخر بواسطة البعوض، الذي يتوالد ويكثر في المستنقعات المائية الراكدة أو الملوثة.تتواصل الحمى لمدة 5-7 أيام ويظهر أحيانا طفح مثير للحكّة في جميع أنحاء الجسم في نهاية فترة الحمى.. غالبا ما يترافق المرض بفقدان بالغ للشهية وبالضعف الشديد.. وفي بعض الحالات يظهر نزيف دموي (من الفم، الأنف، الجلد والأمعاء) وفي حالات متباعدة يطرأ هبوط في ضغط الدم إلى حد الصدمة وقد يتطور المرض إلى حمى الضنك النزفية، وبشكل عام تنجم حالات الإصابة الشديدة بالضنك نتيجة العدوى.داء الأميبا:يصيب مناطق مختلفة من الجسم أبرزها؛ الأمعاء الغليظة، والكبد في بعض الأحيان، ويكون عبارة عن إسهال مع إفراز للدم الممزوج بالمواد المخاطية، وينتج عادةً عن اختلاط ما بين المياه النظيفة بالمياه الملوثة بالصرف الصحي غالبًا، إضافة إلى عدم مراعاة قواعد النظافة الشخصية من تناول للأطعمة والأشربة غير المعالجة.الكوليرا:وهي عبارة عن عدوى تنتشر في الأمعاء الدقيقة نتيجة نوع من البكتيريا الضارة، ويصاحب الإصابة بها إسهال شديد مع قيء، وينتج عن تلوث المياه بالبراز أو النفايات.الأمراض الناتجة عن المستنقعات والمياه الملوثة:الزحار:اضطرابات معوية تنتج عن تلوث الأمعاء، وبالتالي الإصابة بالإسهال، الذي يحتوي على كمية من الدم والمواد المخاطية، ويشعر المريض بارتفاع كبير في درجة حرارته مع الإحساس بألم في منطقة البطن.الإسهال:عندما يكون مرضًا رئيسًا وليس جانبًا لمرض آخر؛ فيكون نتيجةً لوجود فيروس في الجهاز الهضمي؛ لاختلاط المياه المتناولة ببعض الميكروبات الضارة كالفطريات والفيروسات، ويؤدي إلى الإصابة بالجفاف، ونقص في بعض العناصر الغذائية كالبوتاسيوم.التهاب الكبد A:ينتج عن إصابة الكبد بفيروس HAVالمعدي، يدخل عن طريق الفم من خلال تناول أطعمة أو أشربة ملوثة، ويسبب أعراضًا أخرى كالإسهال وفقدان كبير في الوزن، إضافةً إلى بعض الاضطرابات النفسية والهضمية كالاكتئاب، وتتم الوقاية منه بالحرص على التأكد من مصدر المياه المتناولة.التسمم:يصاب به الإنسان نتيجةً لاختلاط مياه الشرب بعنصر الرصاص الموجود في التوصيلات، التي تمشي فيها مياه الشرب أو اختلاطها بمياه ملوثة، وهذا يعتبر أخطر أنواع التسمم لأنه يؤثر على الجهاز العصبي وعمل المخ، والجهاز التناسلي ووظائف الكلى، وقد يتعرض الإنسان في النهاية إلى الموت.
مشاركة :