المجلس الوطني للحزب جاء مفاجئا وأدخل الحزب مرحلة جديدة في تاريخه، مما يستدعي طرح عدة تساؤلات وتحديات تهم مستقبله ومصيره، لا سيما وأن المرحلة السابقة اتسمت بـ”الشعبوية والاصطدامية” وقد قادها بن كيران. واعتبر السطي أن عدم التجديد لبن كيران، ستكون له تكلفة كبيرة على صورة الحزب وعلى مساره السياسي، إذ أن بن كيران لعب أدوارا مهمة في التسويق السياسي للحزب وفي تركيز ثوابته التنظيمية منذ اعتلائه للأمانة العامة للحزب. وتساءل محمد الزهراوي حول مدى قدرة العدالة والتنمية على تجاوز حالة التجاذبات والتقاطبات بين قياداته قبل الذهاب إلى مؤتمره الوطني وكيفية القطع مع الممارسات السابقة وتخطي الإرث الـ”بنكيراني” تنظيميا وسياسيا داخل الحزب. واعتبر في تصريح لـ“العرب” أن خسارة بن كيران داخل المجلس الوطني بفارق صغير، لا يعني خسارة تياره ومناصريه للمعركة التنظيمية داخل الحزب. وأضاف “سيحاول هؤلاء خلال المؤتمر القادم إعادة رسم وتوزيع مراكز النفوذ ومقاعد المسؤوليات داخل هذا التنظيم بشكل يسمح بتقوية تيار بن كيران وإضعاف ما بات يسمى بتيار الاستوزار”، نسبة لأنصار ممثلي الحزب في الحكومة. ويرى محمد الزهراوي أن صراع المواقع داخل الحزب قبل المؤتمر، والمخاض التنظيمي الذي يعيشه سيهمل المسائل الجوهرية للحزب، ومقاربته ورؤيته للأوضاع سواء على المستوى الاقتصادي أو الاجتماعي أو السياسي. واعتبر نبيل الأندلوسي العضو بمجلس المستشارين، عن العدالة والتنمية أن قرار التصويت برفض تعديل المادة 16 درسا ديمقراطيا يعتز به الحزب. وأضاف “رغم أني دافعت وكنت مقتعنا بأن التمديد للأستاذ عبدالإله بن كيران هو الجواب السياسي الذي تقتضيه المرحلة، إلا أن مخرجات النقاش والتصويت في المجلس الوطني أصبحت ملزمة لنا جميعا، وفق قاعدة ومبدأ ‘الرأي حر والقرار ملزم’، هذا هو منهجنا وهذه هي طريقة تدبيرنا لاختلافاتنا وتباين آرائنا”. واعتبر الأندلوسي في تصريح لـ“العرب” أن حزب العدالة والتنمية يؤكد مرة أخرى أنه حزب المؤسسات مشددا على أن “عبدالإله بن كيران سيبقى زعيما وطنيا، وعكس ما يروج له البعض بن كيران لم يخسر، والحزب نجح في هذا التمرين”. وقالت القيادية في الحزب آمنة ماء العينين المساندة لولاية ثالثة لبن كيران، “أشعر بفخر كبير بالمعركة التي خضناها سياسيا وفكريا وعلى مستوى الترافع بالوسائل النبيلة للإقناع بخط سياسي يحتاجه الوطن”. وتابعت “سيستمر النضال لأجل الديمقراطية والكرامة والعدالة مع كل الديمقراطيين”.
مشاركة :