الألعاب والأجهزة المتصلة بالإنترنت يمكن أن تعرض خصوصية الأطفال وسلامتهم للخطر لأن البعض منها يعاني من ضعف شديد في الحماية.العرب [نُشر في 2017/11/27، العدد: 10825، ص(12)]حسن الاختيار هو الحل لندن – أعلنت هيئة رقابية بريطانية أن الألعاب والأجهزة المتصلة بالإنترنت يمكن أن تعرض خصوصية الأطفال وسلامتهم للخطر، لأن البعض منها يعاني من ضعف شديد في الحماية. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، مؤخرا، أن مكتب مفوض المعلومات البريطاني حذر من أن القراصنة يستغلون الأجهزة المتصلة بالإنترنت كوسيلة لاختراق شبكات المنازل. وقال ستيف وود نائب مدير مكتب المفوض إن الكثير من تلك الألعاب لا تتمتع بأنظمة حماية قوية، ويسهُل تخمين كلمات مرورها، كما لا يمكن تحديثها لإصلاح هذا الخلل. وحث الآباء مع الإقبال على شراء الأجهزة الذكية لتقديمها كهدايا في عيد الميلاد، على توخي الحذر. وقال وود “أنتم لن تقدموا عن دراية لعبة خطرة لأطفالكم، فلماذا تخاطرون بشراء شيء لهم يمكن للغرباء اختراقه بسهولة؟”. وأضاف أنه يتعين على من يفكر في شراء لعبة أو أجهزة تتصل بالإنترنت فحصها بعناية، لمعرفة ما إذا كانت لها سمعة جيدة أو سيئة في ما يتعلق بحماية البيانات التي تتعامل معها. وتابع أنه على نحو مثالي، يجب أن يختبر الآباء الألعاب أو الأجهزة والتعرف على إعدادات الخصوصية جيدا قبل تقديمها كهدية في يوم عيد الميلاد. وأكد أنه “إذا رفض الزبائن منتجات لا يمكنها توفير الحماية لهم، فإن المطورين والبائعين سيفهمون الرسالة”. وقالت نيك فيني، من شركة مكافي المتخصصة في تطوير برامج مكافحة الفيروسات، إن “على الناس إدراك قيمة بياناتهم بالنسبة لمجرمي الإنترنت، وألا يتجاهلوا مخاطر اتصالهم بالإنترنت قبل فوات الأوان”. وأضافت “بعد أن تزيل الأسر أغلفة الهدايا الشهر المقبل، يجب عليها أن تفحص للحظة ما إذا كانت الهدايا محمية بالقدر الكافي”. وجاء تحذير المسؤول البريطاني بعدما حظرت هيئة ألمانية لمراقبة البيانات بعض الساعات الذكية المخصصة للأطفال. وصنّفت وكالة الشبكة الاتحادية في ألمانيا عددا من الساعات الذكية التي يمكن استخدامها لتتبع الأطفال كـ”أجهزة تجسس”، قائلة إن الساعات انتهكت قوانين المراقبة المعمول بها في البلاد. ويأتي هذا التقرير في ظل تغلغل الألعاب الذكية في حياة البشر بمختلف الشرائح، وإدخال العديد من التحديثات عليها حتى صارت تشكل خطرا على خصوصياتهم. وكان شدد تروي هانت، باحث أسترالي في أمن المعلومات الإلكترونية، مطلع العام الحالي، على ضرورة التخلص السريع من دمية كلاود بيتس الإلكترونية. ويأتي هذا التشديد بعد أن اكتشف الباحث أن هذه الدمية الإلكترونية الناطقة قد تم اختراقها من خلال تسريب أكثر من مليوني تسجيل صوتي مرتبط بمحادثات شخصية بين أفراد العائلة الواحدة. وأوضح أن فكرة عمل الدمية تقوم على تسجيل العائلات لرسائل صوتية خاصة وحميمية بواسطة تطبيقات أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية التي تعتمد على نظامي آي أو إس وأندرويد، ونقلها إلى أطفالها تحديدا عبر تلك الوسائط الإلكترونية على أن يقوم الأطفال بتسجيل رسائلهم الخاصة من خلال تلك الدمية التي تعد تطبيقا مستقلا متصلا بالإنترنت ولا يحتاج لأيّ أجهزة إلكترونية وسيطة. وأضاف “بكل بساطة يمكن لأيّ شخص معرفة تلك الرسائل ومحتواها، لكن أكثر ما يشعرنا بالقلق هو طبيعة تصميم هذه الدمية، فكل ما تحتويه عبارة عن رسائل شخصية بين الابن وأبويه أو بين أفراد العائلة عامة”. وكانت هالو باربي واحدة من بين الدمى الإلكترونية الناطقة التي اكتشف أيضا أنه يمكن اختراق نظامها الصوتي والمعلوماتي بسهولة، واتضح ذلك من خلال تقرير بثته قناة إن بي سي الأميركية في ديسمبر 2015 لاستعراض تجربة الباحث في مجال أمن المعلومات الإلكترونية مات جاكوبوسكي. واستطاع جاكوبوسكي الوصول إلى نظام لعبة هالو باربي والحصول على معلومات المستخدمين وأسماء شبكات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت واي فاي، وملفات الصوت المسجلة. وحث خبراء حماية المستهلك، مؤخرا، تجار التجزئة على إيقاف بيع ألعاب الأطفال التي تتصل بشبكة الواي فاي والبلوتوث. ووفقا لصحيفة إندبندنت البريطانية، فإن الألعاب الأكثر شعبية مثل فوربي وكلودبيتس تشكّل “نقاط ضعف” يمكن أن تسمح للغرباء بالتحدث للأطفال. وادعى الخبراء بعد إجراء تحقيق شامل حول كيفية عمل هذه الألعاب، أن لدى بعض منها عيوبا أمنية “مثبتة”. ونشروا مقطع فيديو يوضح كيف أنه “من السهل” على القراصنة الوصول إلى التحكم الصوتي بها.
مشاركة :