"بورتسودان: بماذا تغامر روسيا إذا أقامت قاعدة بحرية في إفريقيا؟"، تحت هذا العنوان كتب ألكسندر ستيبانوف، في "موسكوفسكي كومسوموليتس"، اليوم الاثنين، مستطلعا آراء الخبراء. جاء في المقال أن السودان اقترح على روسيا إنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر. جرى الحديث عن ذلك بعد اجتماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي عقد يوم الخميس 23 نوفمبر/تشرين الثاني في سوتشي. وكما قال البشير نفسه، فقد ناقش بالفعل إمكانية إنشاء قاعدة عسكرية مع الرئيس الروسي ووزير الدفاع سيرغي شويغو. وقد سألت الصحيفة خبراء التقتهم عن حاجة روسيا إلى قاعدة عسكرية أخرى في الخارج. فمن رأى إيجابية في ذلك، انطلق من أن التقارب مع السودان يمكن أن يساعد في تعزيز تفاعل روسيا مع العالم الإسلامي، ويمكن أن تصبح القاعدة ضامنا للاستقرار في تلك المنطقة، بالإضافة إلى التأثير على الخطط الأمريكية للسيطرة على المنطقة، إضافة إلى المساعدة في مكافحة القراصنة الصوماليين. مقابل الإيجابيات المذكورة أعلاه، هناك سلبيات يراها الخبراء، من أهمها كلفة الإنشاء الباهظة، وثانيها أن التعامل مع عمر البشير الذي صدر أمر اعتقاله بحقه، بموجب قرار المحكمة الجنائية الدولية، بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية، قد يضع موسكو أمام فضيحة دولية. ويتوقف المقال عند رأي الخبير العسكري إيفان كونوفالوف، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، الذي يقول: "ستجري الآن دراسة هذا الاقتراح تحت عدسة مكبرة، ومقارنة الإيجابيات والسلبيات". ويضيف كونوفالوف أن من الصعب نفي الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن. ثم، مع وجود قاعدة روسية بحرية في طرطوس السورية، سيكون وجود نظيرتها على البحر الأبيض الأحمر، مغريا جدا. فإذا ما كانت عودة روسيا إلى الشرق الأوسط حقيقية، فإن هذه القاعدة ضرورية. وقد كان للاتحاد السوفييتي، مثلا، قواعد مماثلة في الصومال وفي إثيوبيا. وعلى العكس من كونوفالوف، يرى مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتقانات، رسلان بوخوف، أن روسيا ليست بحاجة إلى قاعدة بحرية على البحر الأحمر. فيقول إن روسيا تحقق من خلال ذلك شيئا واحدا، هو "الخلاف مع اللاعبين الكبار في هذه المنطقة".
مشاركة :