شدد خبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان على أهمية السعي لتخفيف الانبعاثات الغازية لتوفير مناخ أفضل وضرورة إقامة مشاريع صديقة للبيئة تتصدى للمتغيرات المناخية وتتماشى مع سياسة التنمية المستدامة. جاء ذلك على هامش محاضرة له حول التغيرات المناخية في «الملتقى الثقافي للشباب العربي»، وذكر أن هناك قرارا عالميا سيصدر في عام 2020 بهذا الشأن («الراي» عدد 25 نوفمبر 2017). يا سيدي رمضان ومعشر الخبراء والمستشارين، تتحدثون عن البيئة والتنمية المستدامة وهذا جميل، لكن القرار العالمي سيصدر بعد أن قدمت تلك الشعوب الحلول للمتغيرات الاجتماعية وأوجدت أرضية مناسبة لبيئة الشباب وفئات المجتمع، ونحن ومنذ «تشيرنوبل العارضية»، وهو عنوان لتحقيق صحافي أجريته في الزميلة «القبس» عام 86 أو 87، وما زال الأهالي هناك يعانون من الانبعاثات الغازية... وزد عليها معاناة أهل ضاحية الظهر وغيرها من المناطق. معلش... لنصعد إلى الأعلى ونتحدث عن التنمية المستدامة على المستوى العالمي وإن كنت لا أفهمها فليصحح لي المعنيين بالأمر. تعتبر شركتا «سيمنز» الألمانية و«جنرال إلكتريك» الأميركية، من كبرى الشركات العالمية المصنعة للتوربينات المولدة للطاقة، وهما الآن يشهدان تحولا في خططهم الإستراتيجية بعد انخفاض شديد في المبيعات والأرباح من التوربينات المولدة للطاقة من الغاز والنفط. هناك في الغرب، يفكرون وينفقون المليارات من الدولارات على الأبحاث العلمية لمواجهة التغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي ومنها على وجه التحديد مصادر الطاقة التي باتت تعتمد على الرياح والطاقة الشمسية، بمعنى ان الاعتماد على النفط والغاز سيكون يوما ما من الماضي! طبعا في عام 2020، الوضع سيكون مختلفا، وقد ذكرنا في مقال بعنوان «هموم الشباب بعد 2020!» نشر في «الراي» عدد 3 مايو 2016 ومن يريد فهم التنمية المستدامة، فليقرأ المقال ويخبرنا إن كنا نفهم ولو الخطوط العريضة لمعناها أم لا! الزبدة: في الغرب الجميع يبحث، شركات ومؤسسات المجتمع المدني، وتنشر نتائج البحوث والدراسات وتطبق التوصيات. الإنسان وصحته وتعليمه والخدمات المقدمة له، ضمن الأولويات، وها هم الآن يفكرون بجدية لإصدار قرار يحارب مصادر الانبعاثات الغازية والتي تعد المركبات والمصانع أحد مصادرها، في حين وتحديدا في الكويت ينهار معهد الكويت للأبحاث العلمية والبحوث، والدراسات تنتهي مع صورة يلتقطها القائمون عليه مع المسؤولين، وتوضع على الأرفف كمرجع، لا أظن العودة إليه ممكنة. أتمنى أن نكون على قدر من المسؤولية، وأن نختصر الألف ميل بخطوة تغيير الكادر الاستشاري والقيادي بآخر يتواكب مع متطلبات الاقتصاد العالمي الجديد، ولتكن البداية من التعليم والصحة، فهما الأساس في توفير الأرضية المناسبة للتنمية المستدامة المطلوب تحقيقها، ليس لأن هناك قرارات عالمية ستصدر في 2020 بل مراعاة للمعاناة التي نعيشها نحن ممثلي البيئة الإنسانية في البيت والديوانية والعمل والإعلام الذي بات يستغل لتحقيق الجوانب السلبية التي أثرت على قيمنا وعاداتنا... إنه الإنسان الذي يحتاج إلى الاستقرار المنشود... الله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :