بروح ملؤها التحدي والإقدام، وصل محمل «فتح الخير 3» إلى ميناء نادي اليخوت بدولة الكويت الشقيقة صباح أمس الاثنين، بشراعه التقليدي الذي يحمل صورة «تميم المجد»، وعلى متنه 16 بحاراً قطرياً، يقودهم النوخذة القطري الشاب محمد السادة، وذلك في رسالة تعكس المحبة والسلام لعشاق التراث البحري، وتجسّد الوحدة الثقافية التاريخية، والروابط الأخوية العميقة، التي تجمع بين الشعبين القطري والكويتي. وقد كان في استقبال طاقمه سعادة السيد سعيد ظافر القحطاني القنصل في سفارة دولة قطر لدى الكويت، والقائم بالأعمال السيد علي بن جابر المري، والملحق العسكري اللواء إبراهيم بن سعد الكبيسي، وعدد من كبار المسؤولين الكويتيين، نذكر منهم العقيد أحمد عبداللطيف الحمدان مدير إدارة الموانئ النفطية بالإدارة العامة للموانئ البحرية، والسيد علي أحمد القبندي رئيس لجنة التراث البحري في النادي البحري الرياضي الكويتي، والسيد عبدالوهاب المرزوق الرئيس التنفيذي لشركة المشروعات السياحية. ومن المتوقع أن يستأنف محمل «فتح الخير 3» رحلته من الكويت باتجاه سلطنة عمان الشقيقة بعد ثلاثة أيام، يتم فيها التزود بحاجات الرحلة، والقيام بأعمال الصيانة المطلوبة. وكان محمل «فتح الخير 3» قد رسا في ميناء جزيرة أم المرادم الكويتية، منطلقاً من ميناء الرويس -شمال قطر- في رحلة تقليدية، استخدم فيها شراع الجيب -الذي كان يستعمل قديماً للدخول والخروج من الموانئ- واستطاع المحمل التغلب على جميع ما يعترض سبيله من مخاطر ومصاعب، ناتجة عن معاكسته للتيار في البحر والرياح الشديدة. وقال محمد بن يوسف السادة -نوخذة محمل «فتح الخير 3»: «إن المحمل أبحر بسلام وأمان، وفق خط سير تراوحت سرعته ما بين «9-13 كم في الساعة، موضحاً أن طاقم المحمل يتمتع بمعنويات عالية ومرتفعة، واستطاع التغلب على جميع الأعطال المفاجئة الناجمة عن قوة المياه وسرعة الرياح -التي وصلت إلى 200 عقدة- بكل حنكة واقتدار، معرباً عن سعادته بنجاح الطاقم في إجراء صيانة سريعة ومؤقتة للشراع والدقل، بالإضافة إلى تمكنه من ترميم الحبال «3-2.5 ملم» بعد تعرضها للقطع جراء شد العواصف العاتية، وأشار إلى أن الهدف هو الإبحار بمحمل تراثي تقليدي «بوم»، في رحلة تاريخية وفق نفس تقاليد الرحلات البحرية القديمة، مشيداً بروح التعاون والتكاتف التي تحلى بها طاقم الرحلة، وما يعكس حجم الخبرة والتجربة التي اكتسبتها «كتارا» خلال الرحلتين السابقتين، مقدماً شكراً لهيئة الأرصاد الجوية، لحرصها على نجاح الرحلة، عبر متابعتها الحثيثة على مدار اللحظة. وكانت رحلة «فتح الخير 3» أبرز فعاليات مهرجان «كتارا» للمحامل التقليدية 2017، قد انطلقت في السابع من نوفمبر من سيف «كتارا» باتجاه محطتها الأولى بميناء الرويس، بالتزامن مع انطلاق مسير «لك الولاء والسمع والطاعة» باتجاه كورنيش الدوحة. ومن المقرر أن يواصل محمل «فتح الخير 3» رحلته التاريخية إلى ميناء خصب بسلطنة عمان، فميناء حمد الدولي، ليعود إلى كورنيش الدوحة يوم 18 ديسمبر المقبل، ويشارك في احتفالات الشعب القطري باليوم الوطني لدولة قطر. وتأتي رحلة «فتح الخير» الثالثة ضمن استراتيجية المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» في إحياء وتأصيل التراث البحري في نفوس الأجيال القطرية المعاصرة، عبر فعاليات تراثية وملاحم بحرية تحاكي نفس ظروف وتفاصيل الرحلات البحرية القديمة، وذلك إيماناً منا بالدور المهم الذي تقوم به هذه الرحلات في ربط أبناء الجيل الحاضر بتراث وطنهم الغالي وماضيه العريق، فضلاً عن هدفها في تعميق الصلات الثقافية والأخوية التي تربط بين شعوبنا.;