ثمّن خبراء الإعلام قرار وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم الطارئ بالجامعة العربية في القاهرة، بشأن حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران والتي تبث على الأقمار الصناعية العربية، مؤكدين أن إعلام نظام الملالي يهدد الأمن العربي، والنسيج الاجتماعي بدول المنطقة، بتبني إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية. وأكد الدكتور صفوت العالم، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن قرار حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران خطوة شديدة الأهمية لمواجهة المحتوى الطائفي الذي تقدمه، موضحاً أنه كان من الأفضل اتخاذ القرار مبكراً مع بداية البث الفضائي، وظهور المضامين التي تمثل دعاية مضادة للأطراف العربية، ومتابعة وتحليل كل ما يبث من هذه القنوات وعدم ترك البث الفضائي للفوضى، داعياً إلى وضع قواعد لنوعية الفضائيات وأساليب التمويل التي تتم بشكل أو بآخر. وأشار الدكتور "العالم" إلى أن الظهور المكثف للقنوات المدعومة إيرانياً، بدأ في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق، ومع نشوء عشرات الجماعات التي انبثق عنها قنوات فضائية عديدة، وأصبحت مطمعاً للمرتزقة للتكسب من ورائها، مثل ما يعرف بتمويل أنشطة البيئة والمشاركة السياسية والمجتمع المدني. وأوضح أن قرار الجامعة العربية بحظر الأبواق الإيرانية يعد ملاحظة قوية وجادة، وتحتاج إلى دعم بشكل آخر؛ بمعالجة متزنة تستهدف تفادي ما تحاول إيران الترويج له من مذهبية وصناعة صراع سني شيعي، رغم أن حقيقته هي صراع فارسي عربي، إضافة إلى خطط طويلة المدى لإزالة أخطاره على النسيج العربي. وحذر من أن النظام الإيراني يستغل الفضائيات والإعلام بصفة عامة كأحد أساليب نشر الأفكار بطريقة شديدة السرعة؛ من أجل تكوين اتجاهات سريعة، لدى قطاعات كبيرة من الشباب الذي لديه فضول للتعرف على بعض المذاهب، داعياً إلى تقوية المضامين الإعلامية العربية والقنوات التي تتحدث عن القضايا العربية، وعدم ترك الساحة فارغة، حتى لا تؤدي الفجوات إلى إتاحة فرصة للتأثير الإقناعي المضاد. وأيد محمد الغيطي، الإعلامي المصري، قرار حظر القنوات الفضائية الممولة من إيران على الأقمار العربية، داعياً أيضاً إلى مواجهة الإعلام الإلكتروني القادم من إيران كأحد أخطر الوسائل الإعلامية في الفترة الحالية. وأكد "الغيطي" على ضرورة الرد بالحجة على الأكاذيب الإيرانية، لكشف وفضح المخطط الفارسي لتدمير الأمة العربية بالمستندات والوثائق. وفي السياق ذاته، أعربت الدكتورة آمنة نصير، النائب البرلماني وأستاذ الفلسفة والعقيدة وعلم الكلام، عن أسفها الشديد من سياسات إيران بسبب توجهها نحو "التمذهب"، موضحة أن الإسلام يسع الجميع وجغرافياتهم وجيرانهم، بما لم يفقهه النظام الإيراني. وأكدت "آمنة" على أن المذهبية ضيعت بلادًا وشعوبًا في أوروبا، ومن بينها الحرب العالمية التي قضت على 60 مليون إنسان، ثم أتت إلى المنطقة العربية، مضيفة :"قاتل الله المذهبية ". وأوضحت أن التمذهب الإيراني الأرعن، فرق بينها وبين العالم العربي، مشيرة إلى أنه يخالف قول الله "واعتصموا بحبل الله جميعاً"، فلم يعتصم النظام الإيراني بحبل الله مع جيرانه، ولم يعتصم بدين الله مع من يدينون معه بنفس الدين، ولم يعتصموا بالتقارب الجغرافي. ودعت "نصير" الحكماء من جميع الأطراف إلى التقريب في وجهات النظر لمنع الخراب والتمزق والانهيار. ويتبنى الإعلام الإيراني خطاباً عدائياً وحرباً إلكترونية ذات مضمون طائفي ضد الدول العربية منذ قيام الثورة الخمينية عام 1979م، وسخر لذلك إمكانيات مالية ضخمة من أجل اختراق المجتمعات العربية في محاولة لتفتيتها طائفياً، مقابل بث طقوس نظام الملالي ومخططاته التوسعية، ممارساً بذلك ازدواجية المعايير، فيظهر العداء لإسرائيل وأمريكا، ويتعامل معهما استخباراتيًا، ويعترض على أحقية التدخل في الشؤون الإيرانية، مثل قضية الأحواز المحتلة وبلوشستان والأقليات المضطهدة والإعدامات الجماعية، ولكنه يتدخل في شؤون الدول العربية ويحاول زعزعة استقرارها. ويرتبط الإعلام الإيراني في دستور البلاد بمرشد نظام الملالي، والذي يقمع التعبير عن الحريات داخل إيران، كما تخضع مؤسسة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية للحرس الثوري الإيراني المتورط في جرائم إبادة، حيث يرأسه ضباط من الحرس، والذين يلعبون دورًا مهمًا للملالي من أجل ترسيخ سياساتهم، وتزييف عقول الشعب الإيراني، ومنع تداول قضايا الفساد ونهب ثروات النفط والغاز. ويدعم نظام الملالي عدداً من القنوات الفضائية الموجهة للمنطقة، وتبث باللغة العربية بهدف دعم السياسات والمخططات الخارجية الإيرانية، والتي تختص جميعها بمهمة الترسيخ للمشروع التخريبي التوسعي للملالي في المنطقة، وتستقطب مرتزقتها وعملاءها من رموز الإرهاب والطائفية الحادة في المجالات السياسية والدينية، ودعمهم استخباراتياً لبث الأباطيل التي تخدم أهدافاً عسكرية. وبذلك يتركز الهدف الأبرز للإعلام الإيراني، في محاولة خداع الأقليات، والعالم بأن السياسات التوسعية والتخريبية الإيرانية تقوم على مكافحة الإرهاب، والتي تصنعه وتموله من أجل محاربته فتحقق بذلك هدفين هما تفتيت للدول الإقليمية بالجماعات الإرهابية، وتوسع النفوذ الإيراني فيها تحت شعار مقاومة الإرهاب.
مشاركة :